سلطنة عمان - مسقط: قراءة سريعة رفيعة المستوى في انجاز العمانية.

سلطنة عمان -  مسقط:  قراءة سريعة رفيعة المستوى في انجاز العمانية.
أسباب بطء القراءة، من خلال مجسم أخطبوط


مسقط، سلطنة عمان - 2011-01-03



تمت في قاعة صلالة في فندق روتانا مسقط في سلطنة عمان دورة مهارات القراءة السريعة التي نظمها مركز انجاز بالتعاون مع إيلاف ترين، ودرَّبها المدرب أحمد الخطيب، في الفترة الممتدة من (18 إلى 22) /10/2010.

حيث إن هذه الدورة اختلفت عما سبقها من حيث طبيعة المتدربين الذين كانوا عبارة عن مجموعة متجانسة من موظفي احدى الجهات الحكومية المهمة  هدفها الارتقاء بمهارات القراءة لحدودها القصوى، وذلك لأهداف تتعلق بطبيعة العمل بوصفها تمثل إحدى الفئات القيادية في المجتمع العماني. وقد كان أهم ما تميزت به هذه الدورة تمكن متدربيها من تحقيق نتائج أعلى من النتائج المتفق على استهدافها، ومن كل النتائج التي سبق وتحققت في الدورات السابقة خصوصاً في تقنية القراءة التعددية، حيث وصل وسطي السرعة إلى /975/ كلمة في الدقيقة مع نسبة استيعاب تجاوزت (85%)، إضافة إلى تمكن البعض من التخلص من ترديد الكلام أثناء القراءة بتقنية "الكلمة كلمة"، رغم اعتقادهم بأن التخلص من الترديد كان بالنسبة لهم شبه مستحيل.

 

وكما في الدورات السابقة، فقد تم التركيز على التصحيح الجذري لطريقة قراءة المتدربين التقليدية البطيئة والتي لا تخلو من التشتت وضعف التركيز، وليس فقط تمّكينهم من تسّريع قراءتهم، ممّا ساعد في إكسابهم عدة مهارات بديلة أهمها رفع قدّراتهم على ممّارسة التقنيات المختلفة للقراءة السريعة، والتي أهلتهم لتطويعها تبعاً لنوع القراءة مهما اختلفت طبيعتها (علمية – أدبية – بسيطة – معقدة...)، ومهما تنوعت أهدافها سواءً كانت بهدف الحفظ، أو الفهم العام، أو التلخيص، أو لمجرد المتعة، أو أي هدفً آخر تعليمياً كان أو تثقيفي.

 

بدأ المدرب الدورة باستخدام تقنيات التعلم السريع، من خلال ربط فكرة الدورة برحلة البحث عن جزيرة الكنز، وذلك باستخدام خريطة توحي بأنها موروثة من شيخ حكيم من التاريخ القديم، وبأن هذه الخريطة التي أعدها أحد الحكماء تناقلتها الأجيال حتى وصلت إلينا لنستهدي بها للوصول إلى الكنز الذي يمثل توظيف أفضل بكثير للعقل البشري الذي يشبه الكنز في غناه وقدراته الهائلة التي بالكاد نعرف عنها ما يفيدنا في حياتنا كبشر، وبالتالي فالوصول إلى الكنز هو الوصول إلى توظيف قدراتنا العقلية في القراءات المتنوعة في سرعاتها وأساليبها، والتذكر الفعال والقدرة الهائلة على تلخيص واسترجاع وإعادة تقديم المعلومات المقروءة بكل الظروف، وبطرق تناسب تنوع أنماط المتدربين على اختلافها.

 

وللتأكد من حصول الفائدة المرجوة من خلال تحديد أهداف قابلة للقياس، وحتى يتمكن المتدربون من مقارنة تقييم أدائهم ومقدار تطور مهارتهم، فقد قام المدرب بإجراء اختبار للسرعة والاستيعاب في اليوم الأول وذلك قبل تدريبهم على تقنيات تسريع القراءة، ثم شرح لهم معوقات تسريع القراءة من خلال مجسم أخطبوط تمثل أذرعه أسباب بطء القراءة، وبدأ التدرب على إزالة هذه الأسباب، وكلما تمت إزالة أحد هذه الأسباب، كان يتم إزالة الذراع المقابلة للأخطبوط.

 

بعد ذلك قام بإجراء الاختبار الثاني الذي ثبت للمتدربين من خلاله أن تسريع القراءة بشكل صحيح يؤدي إلى زيادة الاستيعاب وليس إنقاصه، على عكس الفكرة المألوفة التي تقول بأن البطء يؤدي إلى التركيز، وانتهى اليوم الأول بطلب المدرب من كل متدرب إحضار كتاب خاص به في الأيام التالية من الدورة (من مكتبته الخاصة) ليختبر تطور قراءته من خلاله.

 

وفي اليومين الثاني والثالث استمرت التدريبات على التقنية الأساسية في القراءة السريعة (تقنية الكلمة كلمة) والتي استطاعوا من خلالها الوصول إلى معدل وسطي بالسرعة تراوَحَ بين ثلاثة وخمسة أضعاف السرعة التي بدؤوا الدورة بها، ومع نسبة استيعاب أيضاً تجاوزت بحوالي 20% النسبة التي بدؤوا الدورة بها، تخلل ذلك تدريبات ذاكرة، وكذلك تدريبات تخيّل موضوعها الإبحار للبحث عن جزيرة الكنز، وكذلك البحث في الجزيرة، وقد كان لتدريبات الذاكرة والتخيل هذه أثر ايجابي جداً، حيث ساعدت المتدربين على تعلم الاسترخاء والوصول بالذهن إلى حالة ألفا التي تؤدي لزيادة التركيز والتذكر بشكل واضح.

 

وفي نهاية اليوم الثالث بدأ التدرب على تقنية القراءة التعددية، وعلى المزيد من تدريبات التذكر، وتمكن كل متدرب من تحديد الطريقة التي تلائمه (من حيث حركة اليد ونموذج التذكر) لتنفيذ القراءة التعددية التي تستخدم لسرعات أعلى بكثير من تقنية الكلمة كلمة.

 

في الوقت المتبقي من الدورة تم التدرب بشكل كامل على تقنية القراءة التعددية ونماذج التذكر حيث شعر المتدربون بمدى أهميتهما في توفير الوقت والجهد من خلال السرعات العالية التي تدربوا عليها حيث تراوحت السرعات بين (2200الى/550/ كلمة في الدقيقة) باستيعاب وصل إلى عن 85%، مما زاد من قناعتهم بأهميتها خصوصاً عند قراءة المواضيع التي لا تحتاج إلى الكثير من التدقيق في تفاصيلها كالروايات والمواد السردية والنظرية بالعموم، وهذا ما منحهم المزيد من الدافعية والتحفيز لمتابعة التدرب على الخرائط الذهنية التي لا تزال تعتبر حتى الآن أفضل تقنيات التلخيص والتذكر على الإطلاق.

 

ومما زاد في ثقة المتدربين بأهمية الأهداف التي تحققت وواقعيتها، حيث قام المدرب بإجراء تجربة حية في القراءة السريعة، حيث طلب من كل متدرب قراءة جزء من كتابه الخاص باستخدام التقنيات التي تم تعلمها، فتمكن كل متدرب منهم من شرح مضمون ما قرأه لزميله بشكل واضح جداً دل على نسبة استيعاب شبه تامة.

 

وقد شارفت الرحلة على نهايتها بتدربهم على التلخيص والتذكر والاسترجاع، وذلك من خلال إتمام تعلم استخدام الخرائط الذهنية في كل تقنيات القراءة السريعة، واكتشاف روعتها، الأمر الذي كان تتويجاً لأهداف الدورة التي تم انجازها واحداً بعد الآخر على امتداد أيام الدورة.

 

وكمساهمة في نشر علوم التنمية البشرية وإيصالها لأكبر شريحة ممكنة من المتدربين، فقد عمد المدرب منذ اليوم الأول وحتى نهاية الدورة، إلى تقديم مجموعة قيمة ومتنوعة من كتب "إيلاف للنشر"، كهدايا ومكافآت تحفيزية أثناء إجراء التدريبات والاختبارات. وبالطبع فقد كان لتقنيات التعلم السريع التي استخدمها المدرب أثر كبير في إنجاح الدورة وإضفاء جو من المتعة والمرح عليها، حيث تم استخدام لعبة اللوحة والأسهم في مواضع مختلفة مثل تحديد الشخص الذي يتوجب عليه اكتشاف إجابة سؤال معين أمام المجموعة، وأشياء أخرى متنوعة.

 

وفي الختام قام المدرب والسيدة وسن سامرائي (مديرة التسويق في مركز انجاز) بتوزيع الشهادات على المتدربين في جو من المتعة و الفرح بالانجاز الكبير الذي تم تحقيقه في الدورة. وتقديراً للجهود الكبيرة التي ساهمت في إنجاح الدورة، فقد ألقى منسق الدورة من جانب المتدربين كلمة باسمه وباسم رفاقه شكر فيها كلاً من مركز انجاز، والمدرب وتمنوا له المزيد من التألق والعودة بالسلامة إلى الأهل في سوريا، وقدموا له هدية جماعية للذكرى، كذلك طالبوه بالمزيد من الدورات في المستقبل، وودعوه بحفاوة بالغة متمنين له دوام الصحة.

 

وانتهت الدورة باتفاق المدرب والمتدربين على أن نهاية الدورة تمثل بداية انطلاقة جديدة حقيقية لهم في عالم المعرفة والبحث باستخدام تقنيات القراءة السريعة والخرائط الذهنية، التي ستمكنهم من قراءة واستيعاب وتذكُّر كميات مضاعفة من الكتب والمراجع بزمن قياسي، ومجهود بسيط جداً بالمقارنة مع الطرق التقليدية للقراءة البطيئة العقيمة.

شارك