السودان - الخرطوم: اختتام دورة التخطيط الاستراتيجي الشخصي للمدربة د. أسماء حسين أدم
أحد الأنشطة في الدورة |
بتوفيق من الله عز وجل اختتمت المدربة د. أسماء حسين أدم أول دورة تدريبية لها في مجال التخطيط الاستراتيجي الشخصي والذي يأتي ضمن مشروع سفراء التنمية الذي تتبناه الأكاديمية الدولية للقيادة و للتطوير الشخصي.
والذي يطمح إلي تمليك مليون شاب عربي الخطوات العملية اللازمة لكتابة الخطة الإستراتيجية علي المستوي الشخصي، بدءاً من مرحلة تشخيص الذات وحتى كتابة رسالة الحياة مروراً بالتعرف علي طرق عملية لتحويل الأحلام إلي أهداف إستراتيجية ثم إلي أهداف قصيرة المدى. حضر الدورة 38 متدرب من مراحل عمرية وخلفيات أكاديمية ومهنية مختلفة، الأمر الذي أضفي الكثير من الحيوية علي المناقشات التي دارت بين المتدربين.
وبالرغم من اعتياد المدربة د. أسماء علي إدخال بعض تقنيات التعلم السريع في دوراتها التدريبية، إلا أن هذه الدورة تميزت بأنها الدورة الأولي بالنسبة للمدربة وبالنسبة للمشروع أيضاً التي احتوت على فكرة كاملة ومتكاملة في تطبيق تقنيات التعلم السريع بدءاً من تحديد السمة وانتهاء بالنشاطات المختلفة التي أضفت جواً من المرح والفكاهة علي الدورة، كما ساهمت بشكل كبير جداً في ترسيخ المعلومات وسرعة تطبيقها لدي المتدربين.
حيث أخذت المدربة سمة الدورة المعتمدة من أحدى أفلام ديزني الشهيرة "السيف المغمور" والتي تتلخص في "آرثر" الطفل اليتيم الذي يعمل خادماً لدي تاجر طماع، والذي يكتشف "ميرلين" الساحر الطيب أن مقدراته تفوق عمله كخادم، بل انه أحق الناس بحكم انجلترا بعد وفاة الملك بشكل مفاجئ. كان على ميرلين تدريب "آرثر" وأن يعيد له ثقته بنفسه وقدراته، كما كان عليه محاربة "مدام ميم " الساحرة الشريرة.
وقامت المدربة د. أسماء بتعليق الجداريات التي تمثل قصة الفيلم إضافة إلي عدد من الحكم والمقولات ذات العلاقة بهدف الدورة. وعلى أنغام مقدمة الفيلم دخل المتدربون قاعة التدريب. حيث تبنت المدربة دور "ميرلين" الذي عليه مساعدة المتدربين "آرثر" من أجل التعرف علي أنفسهم والثقة بها وتطوير خطة ناجحة لحياتهم، كما كان عليها مساعدتهم من أجل التغلب علي المعوقات التي تحول دون تحقيقهم لأهدافهم في الحياة (الساحرة الشريرة مدام ميم). وعلى جداريات "ميرلين" طلبت المدربة من المتدربين كتابة أهم أهدافهم التي يتوقعون تحقيقها من الدورة.
وبدلاً من عرض عدد من الشرائح المطولة عن أهمية التخطيط، اعتمدت المدربة النشاط التالي والذي كان كافياً جداً لإقناع المتدربين بأهمية التخطيط الشخصي، وعند سؤالهم بعد إتمام النشاط: هل تحتاجون للمزيد من أجل الاقتناع بأهمية التخطيط؟ أجمع المتدربون علي أنهم فهموا الآن وبشكل عميق أهميه التخطيط في حياتهم.
حيث يلخص النشاط في توزيع أوراق وأقلام على المتدربين ومن ثم مطالبتهم بإغماض أعينهم وطلبت منهم رسم وجه إنسان فيه عين وأنف وفم ثم رسم باقي الجسد. وبعد الانتهاء من الرسم، فتح المدربون أعينهم ليفاجئوا برسمهم العشوائي. وبعد تهدئة المتدربين من موجة الضحك التي انتابتهم، طالبت المدربة المتدربين إعادة الرسم وأعينهم مفتوحة، ثم مقارنة الرسمين معاً. بالطبع اكتشف المتدربون الفرق الشاسع بين الرسمين، فأعلنت حينها المدربة أن هذا هو تماماً ما يحدث على أرض الواقع بين من يخطط لحياته ومن يتعامل مع الحياة بشكل عشوائي.
وعند الحديث عن القيم وأهميتها كمرتكز لبناء الخطة الشخصية، قامت المدربة بتوزيع بالونات على المتدربين. وبعد نفخها قامت بتوزيع دبابيس بين المتدربين، ثم أخرجتهم إلي خارج القاعة. وبعد اصطفافهم في صفوف متراصة، ابتعدت المدربة مسافة مترين عنهم، وأعلنت أن الفائز هو من يصل إليها والبالون سليم في يده. وبدلاً من التركيز على ذلك الهدف تنافس المتدربون على تحطيم بالونات بعضهم البعض بالاستعانة بالدبابيس. في نهاية النشاط أوضحت المدربة أن ذلك هو عين ما يحدث في الحياة الواقعية حيث يدعي الكل التمسك بالأخلاق والقيم، إلا أنهم يتنافسون على الدنيا بشكل مفزع، محاولين اقتلاع فرصة الآخرين ومنعهم من الوصول إلى أهدافهم بدلاً من التركيز على إمكانية الوصول إلى الأهداف بشكل جماعي دون إيذاء الآخر.
في اليوم التالي كان علي ميرلين تحويل "آرثر" إلى سمك للغوص في أعماق البحار... وعلى أنغام الفيلم المخصص لذلك قامت المدربة بمطالبة المتدربين بكتابة أهم المعوقات التي يعتقدون أنها يمكن أن تقف دون وصولهم إلى تحقيق أمانيهم في الحياة.
وعند التعرض إلي وجوب توسعة مجال الأحلام واستخدام الخيال بشكل ايجابي..سالت المدربة د. أسماء المتدربين: هل يمكن أن تدخل جسدك كله من خلال ثقب ورقة..وكما توقعت المدربة فقد ذكر معظم الحضور إن لم يكن كلهم علي استحالة فعل ذلك. فقامت المدربة بتقسيم الورقة إلي مستطيلات عمودية مع المحافظة علي أطراف الورقة سليمة، فتحولت الورقة بذلك إلي ثقب كبير يمكن ببساطة أن يدخل أي شخص نفسه من خلاله، ومعلقة علي ذلك تحدثت المدربة عن لا محدودية قدرات الإنسان إذا آمن بذاته.
بعد شرح مفهوم الرؤية الإستراتيجية وكيفية تحويل الأحلام إلي أهداف ثم إلي رؤى إستراتيجية أعلنت المدربة عن مزاد علني لبيع الرؤى المتميزة، حيث بدأ المتدربون في عرض رؤاهم علي بعضهم البعض بغرض تحسينها وتطويرها. وكان النشاط الأخير الذي تم اعتماده في الدورة هو ما أطلقت عليه المدربة "مؤتمر الدائرة المستطيلة" حيث تم توزيع أوراق بوستر علي المتدربين وطلبت منهم الاشتراك في مجموعات ومناقشة الأهداف المشتركة والمعيقات وطرق التغلب عليها.
بنهاية الدورة لبس المتدربين تيجانهم لأنهم استحقوا أن يتوجوا ملوكا بعد انتهائهم من التدرب علي خطوات كتابة خططهم الشخصية. ابدي المتدربون إعجابهم الشديد بموضوع الدورة وأساليب التعلم السريع في إيصال المفاهيم بسهولة ويسر. فقامت المدربة بتوديع المتدربين الذين دعوا لها الله بكل خير، ولإيلاف المتميزة في عالم التدريب ومدربيها بالمزيد من التقدم والازدهار.