سوريا - دمشق: حملة تطوعية تتوجه إلى مليون شاب سوري لتأهيلهم في مجال التنمية البشرية
ساحة الأمويين - مدينة دمشق |
جمعهم حبهم للعمل التطوعي فساروا على هدي بوصلة قادتهم إلى ضرورة توعية الشباب السوري بالعلوم الحديثة التي تختص بالتنمية البشرية فكانت انطلاقة حملتهم التي توجهوا بها إلى مليون شاب سوري بهدف التأثير عليهم إيجابيا لمعرفة متطلباتهم ومحاولة تقديم المساعدة لهم.
وقال أحمد السعدي مدرب دولي متقدم في تنمية الموارد البشرية وصاحب فكرة المبادرة في حديث لنشرة سانا الشبابية.. إن الحملة التي بدأت في شهر نيسان الماضي انطلقت بجهود مشتركة بيني وبين الدكتور المدرب عزام القاسم المتخصص في المعلوماتية والحائز دكتوراه في إدارة الأعمال.
فكانت الفكرة تقوم على انطلاق حملة تأهيلية بهدف تدريب مليون شاب سوري مجاناً في مجالات دورات التنمية وتقوية الذات والبرمجة اللغوية العصبية ودورات أخرى موجهة للمعلمين والمديرين ودورات تدريبية تشمل 240 حقيبة تدريبية.
وأشار إلى أن بداية الحملة كانت اتخاذ الإجراءات لإقامة دورة في مجال البرمجة اللغوية العصبية بهدف معرفة تطلعات الشباب حيث قمنا بعمل صفحة لنا على موقع الفيس بوك أعلنا خلالها عن الدورة وكانت المفاجأة هي التجاوب من قبل أعداد كبيرة من الشباب السوري.
وأوضح أن الموضوع في البداية كان ينطوي على تحد كبير حيث واجهتنا الكثير من المصاعب ولكن الدورة كانت ناجحة وتخرج منها نحو 60 شخصا شكلوا القاعدة الأساسية للحملة.
وبين أن مقر الدورة كان مركز الشام للتدريب والتطوير ثم انتقلنا إلى الدورة الثانية ولاحظنا زيادة الإقبال فلم نتوقف عند البرمجة اللغوية العصبية بل أصبحنا نبحث عن احتياجات الناس وشكلنا فريقا لدراسة سوق العمل وعرفنا من خلاله متطلبات التدريب اليوم فوجدنا أن هناك شباباً يحتاجون إلى دورة بالإدارة وآخرين بالتنمية البشرية ودورات بالمعلوماتية وإدارة الوقت ودورات موجهة للمعلمين.
وكانت الخطوة الثانية الاتجاه نحو المحافظات حيث خاطبت الحملة جمعية المدى في اللاذقية فأقامت دورات هناك بمساعدة الجمعية فأجريت ثلاث دورات وكان هناك إعداد تفوق 200 شخص أصبحوا هم وكلاءنا باللاذقية.
وأضاف السعدي.. إن الخطوة التي تليها كانت التوجه إلى حلب مبيناً أن ذلك تم عندما تواصل مع الجمعية الدكتور عبد المنعم دهمان المختص في مجال التنمية البشرية من حلب وذلك عندما بدأت الصفحة تنتشر في حلب وكانت النتيجة إقامة دورات في حلب خرجت إلى الآن نحو 500 شخص.
وأشار السعدي إلى أن الخطوة التالية كانت التواصل مع شباب العمل التطوعي بالرقة حيث قمنا بإجراء ثلاث دورات هناك التزم بها نحو 700 شخص ثم تواصلنا مع شباب العمل التطوعي في طرطوس حيث أقمنا فيها دورتين إحداهما بالبرمجة اللغوية العصبية والأخرى في طرق التعامل مع الأشخاص صعبي المراس وكانت من الدورات المهمة جداً والتي تركت أثراً مشيرا إلى أن جميع الدورات تمت بالتزامن مع دورات دمشق.
وقال السعدي.. إن ما يلفت الانتباه كان انتشار الحملة بشكل كبير على الفيس بوك وانتساب أعداد كبيرة لها مشيراً إلى أن شباب الحملة قاموا بإرسال رسائل إلى عدة جمعيات وهيئات تجاوبت مع الحملة.
وعن تقييمه للحملة حتى الآن أوضح السعدي أن الحملة كانت جيدة ولكنها بحاجة لدعم مادي حتى تستمر ودعم ثقافي من خلال منظمات وهيئات وطنية مشيرا إلى أنه تم التخاطب مع وزارات ومؤسسات معروفة ولكنها لم تتجاوب. واعتبر السعدي أن البرمجة اللغوية العصبية ممكن أن تساعد في تفسير أساليب الإعلام للشباب في تأجيج الأزمة لان الفضائيات تسعى إلى جعل الشباب يفكرون تفكيراً سلبياً تنتج عنه حالة شعورية معينة تؤدي إلى سلوك سلبي بينما شباب الحملة يحاولون تعزيز التفكير الايجابي لدى الشباب لينتج عنه سلوك ايجابي. وأشار إلى أن دور الدورات التي تقيمها الحملة يتمثل في توجيه الشباب المنتسبين للدورة ليأخذ كل واحد منهم مكانه في توجيه مجتمعه ضمن الأسرة أو المجتمع الأكبر. وأشار إلى ضرورة تفعيل ثقافة الحوار واحترام الأخر وذلك باستخدام أسس عقلانية ومنطقية دون اللجوء إلى الشتم أو الإهانة للخروج بنتيجة نهائية ترضي الطرفين.