قطر - الدوحة: المدرب حمزة الدوسري يقدم ورشة من أسرار النجاح والتواصل
المدرب حمزة الدوسري من أجواء الورشة |
قدم المدرب حمزة الدوسري وبالتعاون مع المجلس الأعلى للتعليم ورشة بعنوان من أسرار التواصل والنجاح، لعدد 280 مدرس من محضري المختبر من مختلف المدارس التابعة لمجلس التعليم، وذلك في القاعة الرئيسية بالمقر الرئيسي ببرج المجلس بالدفنة.
وقد استهل المدرب حمزة الدوسري هذه الورشة بعرض عدة صور مختلفة يمكن لكل مدرس منهم أن يقرأ فيها أكثر من صورة أو يراها من منظور معين حسب رؤيته الذاتية، فالصورة يمكن تحمل أكثر من رؤية وأكثر من جانب، يجذب الشخص أمر معين فيها لاختلاف طبائعهم وبيئة كل منهم سواء الشخصية أو العلمية، والتي تحدد رؤيته واهتمامه، فهناك من ينظر إلى الصورة بسطحية وهناك من ينظر فيها بعمق أكبر، وآخرين يلفت انتباههم جانب ما إبداعي أو فني أو تراثي وغيره في حين لا يراه آخرون بهذه الكيفية.
وانطلق المدرب من هذا العرض المرئي للصور واختلاف رؤية كل منهم فيها، وسألهم عن سبب الاختلاف في ذلك فأجابوا أن كل شخص يرى الصورة حسب طريقته، فكان مدخل الورشة حيث أكد أن هذا الأمر وهذا الاختلاف ينطبق كذلك في التعامل مع الآخرين كالطلاب وغيرهم فأنت تعامل الآخر من حيث نظرتك ورؤيتك أنت وليس من حيث ما يستحق الشخص أو ما يراه هو ويعتقده أو يقتنع به في قرار نفسه، وذلك لأنك أنت الذي تقدر ذلك وأنت الذي تحكم عليه حسب ما تراه وتعتقده.
وبين الدوسري أن اختلاف الأشخاص يعود لاختلاف ما يؤمنون به وما يعتقدون فيه.
ثم تناول المدرب أمر آخر هام من أسرار التواصل والنجاح وهو الحديث عن قواعد النجاح، حيث تحدث عن القاعدة التي تقول كل ما يحدث فهو يحدث لعلة وقصد وهو يعمل دائما لصالحنا فكل ما يصيب الإنسان هو بالتأكيد خير ولذا فهو من المؤكد يخدم الإنسان إن لم يكن في الوقت الحالي فإنما سيكون في المستقبل، واستشهد بحديث عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له.
وعند الإمام أحمد عن صهيب رضي الله عنه قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه إذ ضحك، فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ قالوا: يا رسول الله ومم تضحك؟ قال: عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابه ما يحب حمد الله، وكان له خير، وإن أصابه ما يكره فَصَبَر كان له خير، وليس كل أحد أمره كله له خير إلا المؤمن.
ولفت المدرب إلى ضرورة الهمة والعزيمة وتحديد الهدف الذي لا يوقفه شيء ولا يعطله أمر... وأن نتخذ من المحن منح ومن الشدة قوة... وضرب مثالاً واقعياً بقنبلة هيروشيما التي سقطت على اليابان في الحرب العالمية الثانية وقتلت ما يصل إلى 140000 شخص في هيروشيما، حيث مات ما يقرب من نصف هذا الرقم في نفس اليوم الذي تمت فيه التفجيرات. ومن بين هؤلاء، مات 15-20 ٪ متأثرين بالجروح أو بسبب آثار الحروق، والصدمات، والحروق الإشعاعية، يضاعفها الأمراض، وسوء التغذية والتسمم الإشعاعي. ومنذ ذلك الحين، توفي عدد كبير نتيجة التعرض للإشعاعات المنبثقة من القنابل.
وأشار كيف أن كثير من الناس في العالم يرى ما لحق باليابان والشعب الياباني مصيبة كبرى... بينما هي في حقيقة التي دفعت اليابان لتكون من دولة لا ذكر لها إلى دولة كبرى بل هي ثاني أقوى قوة في العالم من الناحية التكنولوجية والعلمية فكان ما حدث لها وما أصابها خير لها وكان يصب في صالحها.
وحث المدرب حمزة الدوسري جميع الحضور إلى الإيمان بقوة العقل بعد الإيمان بالله جل في علاه وبما يملكه الإنسان من قدرات خلاقة ومهارات وفنون وأفكار جبارة... ويجب علينا ألا ننتظر من أحد مد يد المساعدة أو يكون عوناً لنا... وألا يتعذر أحد بالمحيط والبيئة من حوله فهي أعذار واهية يعلق الإنسان فشله أو ضعفه عليها... فكثير من العظماء قد خرجوا من بيئة أشد تعقيداً وأصعب حالاً منّا واستطاعوا الوصول للقمم والحصول على أرقى المناصب العلمية والفكرية ليشار إليهم بالبنان في حياتهم وبعد مماتهم وليسجل التاريخ أعمالهم وإبداعاتهم واختراعاتهم وما حققوه للبشرية من خير ونفع متعدي للآخرين لأن هممهم كانت أقوى وطموحهم أعلى.
وقد لاقت المحاضرة استحسان الحضور بشكل كبير وتفاعل إيجابي وإشادة واسعة بقيمة المادة المطروحة وقدرات المدرب وخبراته الواسعة مع سهولة الطرح والوصول للنتائج والبراهين بتسلسل مبدع يسير.