"إدارة المشروعات الصغيرة بإستخدام تقنيات التعلم السريع" بقيادة المدرب الخبير أحمد ناصر الخطيب
المتدربون يقطعون بشكل جماعي كيكة التخرج في اليوم الأخير للدورة. |
اللاذقية، سوريا - 2015-06-10
لأنه لا حدود لطموح الشباب وأحلامهم، هناك دوماً من يسعى لتغذية وتلبية هذا الطموح، لذلك كانت دورة "إدارة المشروعات الصغيرة باستخدام تقنيات التعلم السريع" بمثابة تلبية لذلك الطموح.
كانت هذه الدورة قد بدأت في الثالثة عصراً من يوم 11-4-2015 في مركز تطوير في اللاذقية، للمدرب الدولي المهندس أحمد ناصر الخطيب، واستمرت لمدة أسبوع كامل تم خلاله التدرب على المهارات الخاصة بدراسة المشروع بطريقة علّمية وعملّية، بدءً من مرحلة الفكرة وحتى إعداد الإضبارة اللازمة بطريقة احترافية، وكذلك التدرب على المهارات القيادية المتنوعة الخاصة بصاحب ومدير المشروع.
أهم التمارين والمحاور التي تم التطرق إليها في الدورة:
- بعد التعارف والاتفاق على الأهداف، بدأت الدورة عملياً بقيام كل متدرب بإملاء استبيان " تحديد نمط رجل الأعمال الحرة" والإجابة عن أسئلته، التي تساعد في تحديد أهم الصفات الشخصية والخصال النفسية والمهنية التي تحدد أرجحية النمط (أو الأنماط) التي ينتمي إليها الشخص من بين أنماط رجال الأعمال التسعة التي يشكلها الاستبيان، ومدى ملاءمتها للمشروع الذي ينوي انجازه، وكيفية تعديلها بما يتلاءم مع حياته المهنية والعملية كرجل أعمال حرة يشق طريقه نحو النجاح، وبعد أن تم تحديد نمط كل متدرب بموجب الاستبيان ومناقشة النتائج مع المدرب، تمكن المتدربون من إختيار وتحديد مشاريعهم بدقة أكثر وبطريقة ملائمة أكثر لأنماطهم، مما أضفى مزيداً من التحفيز والثقة بجودة الإختيار وإمكانية النجاح.
- بدأت بعد ذلك الجلسات التدريبية بفهم وإعداد الرؤية والرسالة والأهداف بطريقة (SMARTER)، وكذلك فهم وإعداد الملخص التنفيذي الأولي وخطة العمل بإستخدام مخططات PERT و Gantt لإعداد الجداول الزمنية، وتطبيق المهارات المتعلقة بهذه المواضيع على المشاريع الشخصية للمتدربين والتي تم تقسيمها (بناءً على رغبتهم واتفاقهم) إلى مشاريع فردية، وثنائية، وثلاثية.
- بعد تحديد المشاريع من قبل المجموعات، بدأ المدرب بتنفيذ الدورة بإستخدام بعض أهم تقنيات التعلّم السريع مثل مناقشة المعلومات فيما بين المجموعات، وإعادة تلخيصها وتطبيقها على مشاريعهم، وتقييمها، واستخدام الألعاب التدريبية مثل مسابقة البرنامج التلفزيوني، وتزويدهم بالتغذية الراجعة من قبل المدرب وأيضاً فيما بينهم، وذلك لمساعدتهم على تطبيق المهارات المطلوبة والتمكن منها.
ولتحقيق ذلك تابع المدرب قيادة الدورة باستخدام تقنيات التعلم السريع بعيداً عن الشرح الرتيب والتقديم التقليدي، وكانت من بين تلك التقنيات مسابقة البرنامج التلفزيوني التي تمَّ تنفيذها بإختيار المتسابق بحسب الرقم الذي يتم اختياره من خلال قرعة أرقام، الهدف منها تحديد المتدرب الذي سيبحث عن إجابة السؤال المطلوب في المسابقة، مما أضفى جواً من المتعة والحركة والمرح، حيث كان كل متسابق يسحب عشوائياً بطاقة سؤال (من المادة التدريبية)، ويقرأ السؤال أمام الجميع، ويبدأ الجميع البحث عن الإجابة من كتيب الوحدة التدريبية، في حين يبدأ المتسابق البحث ضمن بطاقات الإجابات التي أمامه لمدة لا تتجاوز دقيقتين، حيث تمنحه لجنة تقييم مكونة من المتدربين والمدرب الدرجة التي يستحقها وفق معياري جودة عرض المعلومة ومدى صحتها علمياً، وتسجل الدرجة على قائمة ليتم تحديد الفائز في نهاية المسابقة ومنحه جائزة رمزية تشجيعية، وفي حال لم يتمكن المتسابق من الإجابة يحق لأحد أفراد مجموعته الإجابة والحصول على الدرجة بدلاً عنه.
واستمر مسار البرنامج التلفزيوني حتى آخر أيام الدورة بطرق وتفاصيل متنوعة نذكر منها (على سبيل المثال لا الحصر) تقنيتين فقط:
- تتلخص الأولى بالطلب من المتدربين تمثيل مشاهد مسرحية قاموا بإعدادها عن كيفية ممارسة المهارات القيادية بأسوأ طريقة بحيث يتوجب على باقي المتدربين تحديد الأخطاء التي يتم ارتكابها خلال التمثيل وتصحيحها.
- والثانية كانت عبارة عن مناقشة مهارة التفويض، حيث تمَّ تقسيم المتدربين إلى مجموعتين طلب من إحداهما أن تكون مع التفويض، والأخرى ضده، هذا البرنامج أضفى الكثير من الفائدة والتفاعل والألفة والمتعة على جو الدورة والمتدربين.
وفي نهاية الدورة عَبَّرَ المتدربون عن رأيهم بكل مجرياتها من النواحي التدريبية والإدارية، وذلك من خلال نموذج تقييم شامل، كان من أهم ما فيه تقييمهم لطريقة إجراء وإدارة الجلسة التدريبية التي ركَّز فيها المدرب على جعل المتدربين في حالة عمل جماعي تعاوني ونشاط دائمين، حيث أجمعت الآراء على أنها " فعالة ومحفزة، جذابة ومفيدة"، مما ساهم في رفع جودة النتائج التي تحققت بإستخدام تقنيات التعلّم السريع التي تم تطبيقها في الدورة، خصوصاً:
- إشراك المتدربين في تلخيص المادة التدريبية، وإعادة تقديمها وتطبيقها بطريقتهم الخاصة بإشراف المدرب الذي قام في أثناء ذلك بتصحيح وتوحيد المفاهيم العلّمية لمادة الدورة، مما ساعد بحسب المتدربين على فهم وتطبيق الأفكار بطريقة أفضل وأعمق بعيداً عن ضغط طرق الحفظ التقليدية.
- قيام المتدربين بإعداد وتجميع كتيب الدورة بطرقهم الخاصة التي تناسب أنماطهم التعليمية المختلفة، وذلك من خلال تسليم كل متدرب مصنف فارغ (غلاسور) ملون ليقوم بترتيب مواد الدورة بالطريقة التي تناسبه.
- تمثيل بعض الأدوار من قبل المتدربين لتوضيح أفكار المادة التدريبية وتحقيق فهم أعمق لمضمونها، وذلك بتطبيق سيناريوهات معدة مسبقاً من قبل المدرب.
- تقديم هدية الدورة من قبل المدرب ومركز تطوير لكل المتدربين، وهي عبارة عن (CD) يحتوي على مجموعة منتقاة بعناية من الكتب الالكترونية نال إعجاب واستحسان الجميع، ووصفها بعضهم بالكنز.
- تقديم بعض القصاصات الورقية التي تحتوي على خلاصات علّمية وأفكار مختصرة وهامة مرتبطة بمواضيع الدورة.
- تنفيذ أكثر من سيناريو تمثيلي لبرنامج تلفزيوني يهدف إلى إثارة تفكير المتدربين حول المفاهيم العلّمية لبعض أجزاء مادة الدورة.
- تقديم بعض عروض الفيديو القصيرة التحفيزية والترفيهية والتعليمية، والتي ساهمت أيضاً بجعل الدورة ممتعة ومفيدة، وأبعد ما تكون عن طريقة المحاضرات الرتيبة والمملة.
وفي معرض الإجابة عن مدى تحقيق أهداف الدورة، وأهم ما تعلمه المتدربون، والفوائد التي جنوها، ورغم اعتراض البعض على مدة الدورة واعتبارها قصيرة، فقد قال آخرون بأنهم "حققوا الكثير من الأهداف في مجال إدارة المشاريع وكذلك في مجال الحياة"، وخصوصاً طريقة عمل الخطة التنفيذية للمشروع، وتنظيم الوقت والأولويات.
وعن اقتراحاتهم لتحسينها، وأي رأي أو تعليق يرغبون في إضافته، طالب بعضهم بزيادة الوقت المخصص للدورة، وذلك لتحقيق المزيد من الفهم والاستيعاب.
وفي إطار تقييمات المتدربين الخاصة بأداء مدرب الدورة، فقد أجمعوا على تميزه بقدرته على تقديم الكثير من الفائدة والمتعة والإثارة من خلال تنويع وسائل التدريب وترتيبها بطريقة مبتكرة جعلتهم في حالة نشاط وانتباه دائمين، ومن هذه الوسائل:
- ربط الأنشطة التدريبية بالجانب التطبيقي لها في الواقع الحقيقي، وكذلك توضيح كيفية إجراء هذه الأنشطة وفوائدها، وتحفيزهم لتطبيقها.
- استخدام طرق عديدة بطرح الأسئلة، وكذلك استخدام لغة وأمثلة واضحة وسهلة الفهم وربطها مع الواقع.
- ربط الأنشطة التدريبية بخبرات المتدربين واهتماماتهم، وذلك من خلال دمجها بمعرفتهم السابقة.
- تقديم تغذية استرجاعية واضحة ومحددة وتصحيح الأخطاء بشكل بناء.
وفي ختام الدورة، وحرصاً من المدرب على تحسين مستوى دوراتهم، شكر المتدربين على حضورهم الدورة، وتقييمهم الصريح والبناء لكل مناحيها وإجراءات تنفيذها على المستويين التعليمي والإداري، ومعرفة مدى وطبيعة الاستفادة التي تحققت، وأكد على استمرار العمل على تعزيز ما هو جيد، وتحسين ما قلت جودته.
والجدير بالذكر ان هذه الدورة تمَّت بمركز تطوير باللاذقية.