الإيجابية والفاعلية، عنوان ورشة العمل التي قدمها المدرب أول صالح أندي
المدرب أول صالح أندي |
الدوحة، قطر - 2015-06-28
تعج كتب النفس وكتب العلاقات الإجتماعية بالفوائد الجمة للنظرة الإيجابية للحياة، فالإيجابيون يعيشون أطول، ينجحون أكثر في الحياة، ويستمتعون بوقتهم أضعاف السلبيين.
إنطلاقاً من هذه الفكرة التي قدحت في ذهن المدرب أول صالح أندي أعد ورشة للعمال في يومهم العالمي بعنوان الإيجابية والفاعلية، في إحدى المؤسسات العمالية الخاصة، وهي شركة الصفوة الكائنة في الصناعية، وبتوفيق الله تعالى قُدمت الورشة في ذات المكان وحضر فيها أكثر من 100 متدرب، وقد تكللت والحمد الله بالنجاح وقدمت باللغتين العربية والإنجليزية.
وقد تمركزت هذه الورشة حول ثلاثة محاور رئيسية:
- مفهوم الإيجابية.
- عناصر الإيجابية.
- معوقات الإيجابية.
وقد تطرق المدرب صالح بأسلوبه الرائع إلى شرح هذه المحاور الثلاثة موضحاً مفهوم الإيجابية وأهميتها.
أولاً: مفهوم الإيجابية: الإيجابية بالمفهوم العام، تعني النظرة التفاؤلية للحياة، بدءاً من الشخص نفسه، ومن ثم علاقته بأسرته، ثم زملائه في العمل، ثم بمجتمعه المحيط.
وعندما يكون الحديث عن النظرة الايجابية للنفس، فالايجابي دائما يخاطب نفسه: أنا قادر، ويتحلى بنظرة إيجابية إلى الناس لا يحسدهم، ولا يقارن نفسه بهم، بل يقتنع بأن ما وصل إليه أي شخص في العالم، فبمقدوره الوصول إليه لأنه بشر مثله، وأما نظرته للحياة، فقد اتخذ لنفسه شعاراً: "كن جميلا ترى الوجود جميلا".
ومن هذا المنطلق قالوا: أنظر للدنيا من حولك بعُيونٍ تملأها الأمل، ستراها حُلوةً نضرة..أنظر لنفسك بعيونِ الثقّة ستكتشف حينها قدراتك ومميزاتك، وانظر للناس بعيون المحبة والعطاء ستجد فيهم الإخلاص والوفاء، أنظر لكل الأشياء بالعيون التي تُحب أن ترى بها الأشياء ستعيش قرير العين مُرتاح البال.
ثانياً عناصر الإيجابية:
- التفاؤل: تذكر أن السعادة تجلب السعادة، كما يجلب النجاح نجاحا؛ فإن لم تكن متفائلاً فأنت مهدد بالفشل-د.صالح أندي.
- السيطرة على العواطف، أو قوة التحكم بالذات: ومن عناصر الايجابية خلو العقل من الأفكار السوداء، وخلو النفس من عقد الفشل أو الاحباط، على مبدأ "إن نوعية أفكارك تحدد شكل حياتك، أو حياتك ليست إلا انعكاس لأفكارك-ابراهيم الفقي".
وعلى الإنسان إن كان لديك ماض لا يرضيه، فلينسه من الآن فهو قد مضى، وعليه أن يتخيّل قصّة جديدة عن حياته، ويؤمن بها – كما اوصى بذلك باولو كويلو.
و قال مصطفى كمال: " لا حياة مع اليأس، ولا يأس مع الحياة".
فلا تدع اليأس يستولي عليك، بل أنظر إلى حيثُ تُشرق الشَّمس كُلَّ فجرٍ جديد، لتتعلم الدرس الذي أراد الله للناس أن يتعلموه، إنّ الغروب لا يحول دون الشروق مرةً اُخرى في كُلِّ صُبحٍ جديد.
التخطيط: "خطط دائما للمستقبل حتى تحقق ماتريد، ولا تدعي ضعف الإمكانيات، فعندما بنى نوح السفينة كانت السماء صحوا والأرض جافة".
وتذكر المقولة القائلة: إذا لم تجد أي طريقٍ للنجاح، فاصنع أنت الطريق.
وكل ملك عظيم كان طفلاً باكياً، وكل بناية عظيمة كانت مجرّد خريطة، ليس المهم من أنت اليوم، ولكن من ستكون غداً.
فخطط جيداً لأن الفشل في التخطيط يقود إلى التخطيط للفشل.
واعلم أن التخطيط يحتاج إلى رؤية، وهي الصورة الذهنية عن المستقبل، ولا بد للرؤية أن تكون مكتوبة بحروف تشع حماسة حتى يتغلب الانسان على ميل نفسه إلى الراحات، وحتى ينبع بين يديه الإرادة وقوة التحكم بالذات، فإذا اجتمع كل من التخطيط مع قوة التحكم بالذات أصبح الإنسان مديرا لنفسه حقا.
وكما قالوا: إدارة النفس: هي خطة عمل ترشدك لتحقيق أهدافك الشخصية، وهذا ما يقود إلى السعادة، حيث وجد علماء النفس علاقة مباشرة بين تحديد الهدف واتخاذ القرار، وبين الرضا الوظيفي.
التنفيذ: وما بعد التخطيط إلا التنفيذ.
العاقل من يصنع قارباً يعبر به النهر، بدلاً من أن يبني حوائط حول نفسه تحميه من الفيضان.
وكما قالوا: الحكمة أن تعرف ما الذي تفعله، والمهارة أن تعرف كيف تفعله، والنجاح هو أن تفعله - ابراهيم الفقي.
وحتى يتحقق التنفيذ، لا بد من البدء بالخطوة الأولى، مع الأخذ بالأسباب ثم التوكل على الله تعالى بعد ذلك.
قالوا: عندما نفكر بالغايات، يجب ان لا نتجاهل الوسائل، فإذا خططت، فأنت بذلك تستخدم عقلك، وإذا بدأت بالتنفيذ فأنت بذلك توظف قدراتك، ومتى وصلت إلى نجاح واحد فقد فتحت على نفسك أبوابا من النجاحات وسلالم للتطوير.
الإلتزام: وقالوا: تنبع التعاسة في العمل غالبا من غياب الحزم في السلوك، كن صاحب إرادة ولا تتوانى في تحقيق الاهداف، ومن يملك الإرادة يملك القوة، والإرادة تصنع المعجزات.
المرونة: قد تمر في طريق حياتك عقبات؛ فتعامل معها بحزم واقتدار؛ وتذكر أنه لا يهم ما تسكبه من الحليب طالما أنك لم تفقد بقرتك, كل خطأ يمكن علاجه, إذا لم نقع في الأخطاء السخيفة فلن نتمكن من أداء الأشياء الذكية.
وصدق من قال: من لم يشرب من كأس التجربة؛ عاش في صحراء الجهل.
وإذا فشلت في تحقيق احلامك، فغير أساليبك، لا مبادئك، فالأشجار تُغيٍّر أوراقها لا جذورها.
ثالثاً معوقات الإيجابية وهي:
الحيل النفسية:
- التبرير السلبي الذي يستخدم كوسيلة للهروب والدفاع عن النفس.
- التقليد ا لسلبي للآخرين.
- الكبت النفسي: وهو رفض الاعتراف بالمشكلة والهروب منها كحل مؤقت.
العجز والكسل:
وهو عدم الفعل وأيضا عدم المبادرة أو المحاولة، وهو خُلق ذميم يجب على المؤمن أن يتخلص منه ويستعيذ بالله منه كما كان يفعل المصطفى صلى الله عليه وسلم لما له من آثار سلبية في الدنيا والآخرة.
الفوضى والتسويف:
الفوضى من أكبر أسباب ضياع الوقت الذي هو عمر الإنسان وحياته والذي يؤدي إلى شل فعاليته وحيويته، والتسويف داء عضال يصبُغ حياة الإنسان بالهامشية والضياع.
ولذلك إن أردت النجاح، فلا تكترث بسلبيات النفس التي تميل بك إلى الراحات، وضعف الهمة والإرادة، وبالتالي العجز والكسل، أو التقاعس والفرار من التخطيط للمستقبل وعمل المستحسن.
بهذه العبارات ختم المدرب صالح هذه الورشة المميزة والغنية بالفائدة والمعلومات الهامة التي قدمها للحاضرين، والتي لاقت الاستحسان الكبير، حيث قدمت الشركة شهادة شكر للمدرب صالح أندي.