البحث عن العقل والمجتمع والسلوك في تقرير للتنمية البشرية 2015
التنمية البشرية |
التنمية البشرية هي عملية توسيع القدرات التعليمية والخبرات للشعوب والمستهدف بهذا هو أن يصل الإنسان بمجهوده ومجهود ذويه إلى مستوى مرتفع من الإنتاج والدخل، وبحياة طويلة وصحية بجانب تنمية القدرات الإنسانية من خلال توفير فرص ملائمة للتعليم وزيادة الخبرات.
تفترض النماذج الاقتصادية التقليدية أن البشر العاديين نادراً ما يكونوا مترابطين لهم آراء تقديمة وأفكار استراتيجية أو يتسمون بالأنانية، فهم أحيانا لا يتبعون مصالحهم الخاصة ويمكن أن يصبحوا كرماء بشكل غير متوقع، وينبغي أن تؤخذ هذه الديناميكيات في الاعتبار بمزيد من الدقة في سياسات التنمية كما يؤكد تقرير عن التنمية في العالم 2015 العقل والمجتمع والسلوك.
ويرى التقرير الذي صدر حديثاً أن سياسات التنمية المستندة إلى رؤى جديدة عن كيفية قيام البشر بالتفكير حقا وكيفية اتخاذهم قراراتهم ستساعد الحكومات والمجتمع المدني على التصدي بسهولة أكبر لتحديات مثل زيادة الإنتاجية، وكسر دائرة الفقر الذي ينتقل من جيل لآخر، وتغير المناخ.
وفي إطار الحث على البحث مجدداً في كيفية إجراء أعمال التنمية، يعرض التقرير ثلاثة مبادئ لعملية اتخاذ القرار البشري: التفكير التلقائي والتفكير الاجتماعي والتفكير وفق نماذج ذهنية.
وخلص إلى أن معظم التفكير البشري هو تفكير تلقائي يعتمد على ما يرد إلى الذهن دون بذل أي مجهود، فالبشر يتسمون بنشاط اجتماعي عميق ويتأثرون بالعلاقات والأعراف الاجتماعية، وفي النهاية لا يخترع معظم البشر مفاهيم جديدة، بل يستخدمون نماذج ذهنية منبثقة من مجتمعاتهم وتاريخهم المشترك لتفسير تجاربهم.
ويصعب التكهن مسبقاً بأي الجوانب في تصميم برنامج ما أو تنفيذه سيحرك اختيارات الناس، لأن العوامل المؤثرة على القرارات لها صفة المحلية وتتعلق بالبيئة التي تُتخذ فيها، ولذلك ينبغي أن تأخذ الإجراءات التدخلية في اعتبارها هذه المبادئ الثلاثة الواردة في التقرير وتصميمها بأسلوب "التعلّم بالممارسة".
ويطبق التقرير هذه المبادئ الثلاثة على مجالات متعددة، من بينها تنمية الطفولة المبكرة والإنتاجية ومالية الأسرة والصحة والرعاية الصحية وتغير المناخ.
ويوضح التقرير أنه نظراً للتأثيرات القوية التي قد تنجم عن قرارات الممارسين في مجال التنمية على حياة الناس، فمن الأهمية بمكان أن تضع الأطراف الفاعلة والمنظمات العاملة في مجال التنمية آليات للتحقق من انحيازاتهم الخاصة والنقاط المغْفلة وتصحيحها.
إن تغيير السلوك، في نهاية المطاف، أمر مهم لجميع الأطراف في عملية التنمية.