الجزائر - النعامة: من أسرار التفوق الدراسي.. أمسية للمدربة نادية أمال شرقي بالمعهد الوطني المتخصص في التدريب المهني.

الجزائر - النعامة: من أسرار التفوق الدراسي.. أمسية للمدربة نادية أمال شرقي بالمعهد الوطني المتخصص في التدريب المهني.
المدربة نادية أمال خلال دورة سابقة (أرشيف)





 بتنسيق بين فرنشايزي الأغواط والسيد مروان بولحية - مخبري في الديوان الوطني للتطهير - من جهة وإدارة المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني لولاية النعامة، قدمت المدربة نادية أمال شرقي أمسية تدريبية تحت عنوان: من أسرار التفوق الدراسي، وذلك عشية الإثنين 24 نوفمبر، دامت ساعتين وكانت مليئة بالمتعة والاثارة.

حضر الأمسية أساتذة وطلبة المعهد وضيوف من مختلف الإدارات والهيئات والجمعيات لولاية "النعامة "ومدينة "المشرية".

 

بحفاوة كبيرة رحب مدير المعهد بالمدربين نادية أمال شرقي و جمال الدين شرقي، راجياً أن تتكرر هذه اللقاءات ويبقى التواصل بين مدربي إيلاف ترين والمعهد؛ كانت المتعة بعدها وأجواء البهجة التي رسمتها "فرقة الكوثر" المعروفة على المستويين الوطني والعربي بأدائها المتميز، وكان الهدف الخروج بالطلبة خاصة من جو الامتحانات والدروس والمحاضرات ومنح فرصة للاسترخاء والمتعة والتنبيه أيضاً إلى أحد أهم أنواع الذكاء .. الذكاء الموسيقي.

بدأت الأمسية بسؤال من المدربة: ما هي أهدافك من حضور هذه الأمسية؟

وبين مستغرب ومطرق بالتفكير.. ومتردد. حقيقة هل لنا أهداف؟.. سألت المدربة هل بإمكاننا أن نتفوق، أن ننجح؟ وأن نحقق أحلامنا؟ وما الذي يعيق بعضنا عن فعل ذلك؟

 

دُعي الحضور بعدها إلى أخذ نفس عميق، والتفكير في مشكل سطحي ومن ثم الإصغاء الجيد والإجابة ما أمكن عن الأسئلة التالية:

منذ متى كانت هذه المشكلة؟ كيف كان أسوأ وقت عشته خلاله المشكلة؟ كيف تعيقك هذه المشكلة عن تحقيق أهدافك؟ ومن المسؤول عن حصول هذه المشكلة لك؟..

 

طُلب من الحاضرين الانتباه أولاً إلى طريقة تنفسهم وإلى طريقة جلوسهم و وضعية أيديهم التي كانت أغلبها في وضع متشابك أو تشد بالرأس، وعندما سُئلوا بماذا تشعرون أجاب الطلبة: الاختناق.. الضيق.. التعب.. الحزن.. اليأس وكثير غير هذا، وكان المسئول عن ذلك شخص آخر!

 

قدمت بعدها أوراق أسئلة من بينها تمرين رياضي ذي 16 مربعاً يحوي ثلاثة أرقام ويطلب ملئ الفراغات بأرقام معطاة أسفل الجدول ليكون المجموع لكل عمود متساو، والتمرين الثاني لغزاً.. وأسئلة أخرى تتعلق بالأمسية.. وبدأ العمل.. ولكن المدربة لم تتركهم في حال سبيلهم بل أمطرتهم بوابل من الإيحاءات المثبطة والسلبية التي يعرفها الكثيرون ونسمعها يومياً: "ربما هذه من أصعب الأسئلة.. قليلون من يستطيع حل هذه الأسئلة.. أعلم أنه سيمضي الوقت وربما لن أجد ولا إجابة واحدة صحيحة.. أتعلمون بعض أساتذتكم استسلم، كما أرى أن هناك من وضع الأوراق جانباً.. هل ستكونون أكثر تفوقاً من أساتذتكم؟ أعتقد أننا سنقلص الوقت لأننا فقط ربما نضيع الوقت و وقت الكثيرين.. هل تعتقدون بأنكم متفوقون؟ إذاً لماذا تحضرون مثل هذه الأمسية؟.."

 

في المحصلة كان هناك من وضع الأوراق جانباً منذ البداية ويده على خده، وبدأت الحماسة لحل التمارين والتفكير فيها يقلان أكثر فأكثر، وفي النهاية تمكن 3 طلبة وأستاذ من إيجاد حل التمرين الأول فقط !!

 

عندها وباعتذار من المدربة عن كل ما سببته للحضور نبهت إلى أن هذا هو "إطار الإدراك السلبي" الذي نضع أنفسنا فيه يومياً ونسمح للآخرين بزجنا فيه فلا نستطيع التحرك ولا تحقيق ما نأمله، وتسودنا مشاعر السلبية والإحباط و الاستسلام، وتعبر أجسامنا عن ذلك بهوان ومشية وكأننا نجر أذيال الخيبة واللاجدوى.

 

فكيف إذن نخرج أنفسنا وغيرنا من هذا الإطار؟ عند ذلك كانت حماسة الحضور وانتباههم عندما دعوا إلى الاسترخاء وإغماض العينين والتفكير في المشكل السطحي السابق والإجابة على الأسئلة التالية :

ماذا أريد؟ متى أريد تحقيق ذلك؟ بعد الحصول على ما أريد ما الذي سيتحسن في حياتي؟ كيف سأستخدم إمكانياتي..؟ وما هي أول خطوة علي البدء بها؟...

 

كان الفارق بادياً على الحضور.. جلسة وعيون واثقة، وهدوء واسترخاء وسلام أيضاً وقد طلبت المدربة من الجميع الانتباه لذلك ثم الاجابة عن السؤال: بماذا تشعر الآن؟ فأجمعوا على: الراحة.. الأمل.. الهدوء.. ليرد أحد الطلبة: النعاس! و وسط ضحكات زملائه سألته المدربة وبماذا شعرت في أول التجربة؟ قال: كنت أشعر بالتعب والارهاق فكانت النتيجة أن النعاس دليل على الاسترخاء والراحة والإيجابية أيضاً.

 

ثم دُعي الجميع إلى الإجابة عن الآتي:

  • هل كل اعتقاداتي عن التفوق وعن نفسي وقدراتي وإمكاناتي صحيحة؟
  • لماذا يبرع البعض وبسرعة في حل بعض المسائل أو المشاكل؟
  • هل المتفوق فقط من يحل المسائل الرياضية ويبرع فيها؟
  • هل للتفوق إستراتيجية حتى نتبعها؟

وتمت الإجابة عن ذلك من خلال التعرض للمفاهيم الآتية:

·         مفهوم الخريطة ليست الواقع.

·         سلم التعلم ومراحل اكتساب مهارة ما، كمهارات التفوق، وتنظيم الوقت.

·         بعض افتراضات التفوق:

o        أنت جدير بأن تكون مسؤولا

o        كل شيء يحدث لسبب وقصد وهو دائماً لصالحناً.

o        نظرية الذكاءات السبعة لـ "هاوارد جاردنر": فجميعنا يملك أكثر من ذكاء ومن الأقوى الانتباه لذلك وتنمية ذكاءاتنا واستثمارها في التفوق.

·         في الأخير عرضت المدربة إستراتيجية التفوق وضرورة أن تكون لنا أهدافاً نسعى برغبة لتحقيقها، وقد طعم شرح كل المفاهيم بقصص جذبت انتباه الحضور وتركيزهم.

 

أنهت المدربة الأمسية بسؤال ماذا تعلمنا؟ بتمرير كرة ملونة على الحضور، وقد أمسك بعضهم بها بقوة وبثقة ليعبر عن أكثر ما عنت له الأمسية؛ بعدها تم عرض شريط موجه للمتميزين والمتفوقين الذين يرفضون أي تنميط لهم، والذين يقاومون بكل ما أتيح لهم من قدرات وإمكانات وملكات كل ما يثبط عزائمهم ويعجزهم عن التفوق والإنجاز، وانتهى ذلك بسعادة وبهجة كبيرة وتصفيقات من الحضور لما تمكنوا من إنجازه وإدراكه عن أنفسهم اليوم.

 

عرفت نهاية الأمسية نقاشاً ومزيداً من التعارف والتقارب بين المدربين وبعض الأساتذة والطلبة والمهتمين والذين عبروا عن بالغ استفادتهم .

 

 تعليقات الحاضرين:

أجمع الحاضرون على أنهم حصلوا على أكثر مما يتوقعون، وقطع بعضهم عهداً مع نفسه للتخلص من الإيحاءات السلبية واستثمار الرسائل الإيجابية لكل نجاح، وعبر أحد الطلبة عن امتنانه لأنه تمكن من طي مشكلة كانت تنغص عليه حياته.

 

السيد ميلودي ميلود – مدير المعهد الوطني المتخصص: لقد كان التغيير الإيجابي جلياً بينما أمر بين الصفوف الدراسية! كيف يمكن لشخص أن يشد انتباه وتركيز أكثر من 250 طالباً لأكثر من ساعتين ويؤثر فيهم! حقيقة نسعد بكل التعاون معكم ومع مؤسسة إيلاف ترين التدريبية.

 

الدكتور البيطري والأستاذ رحماني شعبان: وقد أوردها بالفرنسية، وهذه الترجمة: لدينا كل الحظوظ للنجاح إذا رغبنا في ذلك، دون حتى أن نكون بالضرورة وحتما أذكياء!!

 

فاطمة عبد النور – طالبة بالمعهد تخصص أشجار مثمرة: نشكركم على زيارتكم لمعهدنا: كنا جد مشتاقين لمثل هذه الندوات والمحاضرات. تعلمت بأنه لا يوجد كلمة اسمها مستحيل. تعلمت أنه بالجد والمثابرة وعدم الاستسلام نصل إلى المبتغى، حتى وإن كان حلماً صعب التحقق ولكن علينا أن نحاول. تعلمت أن عدو الانسان هي نفسه، ويستطيع مواجهتها ونقدها وتقويمها والتغلب على عجزها.

 

السيد جيلالي عامر – محاسب: عند تخرجي من الجامعة بحثت عن عمل ولم أجد، لكنني توجهت إلى عالم التجارة وتمكنت من توفير المال رغم كل المعوقات، واليوم أملك سكناً وسيارة وأدير مؤسسة صغيرة.. وبقي حلم الحصول على وظيفة محاسب يراودني.. وبالفعل تحقق لي ذلك والحمد لله.. اليوم أدركت أن كل شيء يحدث لسبب وقصد وهو دائماً لصالحنا.

 

رشيد مهدي – طالب بالمعهد تخصص صحة حيوانية: إن ما أستطيع الجزم به أن ما تعلمته من هذه الأمسية سيغير حياتي، بل سأعمل على حث كل من أعرف لتغيير حياته من الركود إلى النشاط والإنجاز.

شارك