المغرب: الدكتور لطفي الحضري يصدر أربع كتب

المغرب: الدكتور لطفي الحضري يصدر أربع كتب
الدكتور لطفي الحضري





أصدر الدكتور الحضري لطفي أربعة كتب وهي على التوالي:

1.       السلوك المنحرف والمرجعية الفكرية
2.       العنف ضد المرأة أي مقاربة
1.    كتاب السلوك المنحرف والمرجعية الفكرية:
تحدد المرجعية الفكرية جميع أنواع السلوكيات اليومية، وتضع بكل ثقلها على توجيه التواصل الاجتماعي والتواصل اللغوي والحركي. وبهذا تكتسي المرجعية الفكرية صبغة مهمة لتأطير الفكر المجتمعي في جميع توجهاته العقائدية والثقافية وكذلك العلمية. لهذا فإن تطور المرجعية الفكرية تمر بمراحل عديدة منها التكوين والتعميم والتطبيع ثم الترسيخ. فالأفكار الجديدة لا تدخل المجتمع بصفة كلية أي مباشرة، لأن هذا الإقحام المباشر قد يتناقض مع أسس المرجعية الفكرية فيرفضها المجتمع بصفة كلية.
 
لهذا يتم الرمي بعناصر مجزئة داخل المرجعية الأصلية، لكي لا يجد المجتمع تناقضاً جوهرياً مع الفكرة "الجديدة"، فتأتي عناصر مركبة فترتبط بالجزئيات الأولية لتشكل محاور جانبية للمرجعية الفكرية الأصلية، فإذا ثم ذلك، وانقسم المجتمع بين مؤيد ومعارض، تتحول هذه الجزئيات من محاور جانبية إلى محاور رئيسية في الفكر المجتمعي لتتطور إلى مراحل التطبيع والترسيخ.
 
أحاول في هذا البحث تبيان كيف أن المرجعية الفكرية تتبلور من خلال تصادم الفكر مع الواقع وتصارع الأصل مع الغريب، وكيف يمكن أن يصبح هذا الغريب محوراً أساسياً في المرجعية الفكرية، حتى يقبله من كان يرفضه بالأمس، دون أن يعي كيف، ثم إيصاله للقبول بالأفكار المغتربة.
 
ونرى في بعض "الحركات" في فرنسا مثالاً واضحاً على قدرة تغيير المرجعية الفكرية للمجتمع. حيث أن الحركات النسوية ساعدت في فرنسا عن قصد أو غير قصد على تطور الحركة التي تدعو إلى الاعتراف بالشذوذ الجنسي. إذ يذهب بعض الباحثين للقول بان هذه الحركة النسوية غيرت رؤية المجتمع لمفهوم الذكورة، وجعلت من الجنس المحرك الأساسي للعلاقات الاجتماعية، بل دافعت عن التحرر الجنسي بكل مشاربه. هذه الدعوة استفاد منها الشواذ للإعلان على الحرية الجنسية المطلقة، والأغرب من هذا، هو أن الشواذ استفادوا أيضا من "الجمعيات والأحزاب البيئية" إذ أصبح مفهوم البيئة مرتبط بمفهوم الطبيعة، بمعنى أن يعيش الإنسان مع الطبيعة وعلى طبيعته. فأصبح الشواذ يصيغون هذا المفهوم للطبيعة حسب فلسفتهم إذ هم الذين يعيشون طبيعتهم برغبتهم المنحرفة، أي أن سلوكياتهم طبيعية عادية وسوية.
 
العلاج النفسي حول مفهوم السر.
يعتبر مفهوم السر عند العائلة الشاذة مطية مهمة للعلاج النفسي، ويعطيه المعالجون النفسانيون أهمية قصوى. تعرف هذه العائلات بإخفاء الحقائق كثيراً حول زنا المحارم، عبر استعمال مفهوم (الدفاع ضد التشتت العائلي). هذا المفهوم يدفع جميع الأفراد إلى السكوت، بمعنى أن كل من فاه بشيء قد يعرض هذه العائلة للتشتت، بل إن الكلام هو تعريض أحد أفرادها للسجن، لهذا يعتبر خائناً للعائلة.
 
فالعلاج النفسي يدور حول مفهوم السر، وهو في الحقيقة يدور حول معنى الدفاع عن العائلة، إذ يقوم المعالج النفسي بمحاولة تحديد قوانين الدفاع والحماية والسرية من الناحية النفسية. ومن بين "المعاني" التي يستعملها المحلل في العلاج النفسي العائلي:
·         ما معنى السر؟
·         ماذا لو بقي هذا السر مختفياً؟
·         من يستفيد من إبقاء السر مختفياً؟
·         ما أهمية السر في العائلة؟
·         من كان يحاول جاهداً الاحتفاظ بالسر؟
·         ما هي الآليات التي كانت تستعمل لإبقاء السر مختفياً؟
·         هل كان أحد أفراد العائلة غير مطلع على السر؟
 
العلاج النفسي حول مفهوم الخيانة العائلية.
الخيانة مرتبطة كثيراً بمفهوم السر، بل إنهما متداخلان ويشكلان وحدة متراصة، إذ أن إظهار السر هو في الحقيقة (خيانة للعائلة) هذه العائلة الشاذة تعتمد في تثبيت قواعد الترابط العائلي على هذا المفهوم، فتربيه وتنشؤه في نفسية الطفل، فيكبر هذا الأخير وهو في حالة إدمان على هذا المفهوم. إذ يعتبر "الولاية العائلية" فوق كل شيء، هذه الولاية تقتضي السكوت عن أي تصرف حتى ولو كان على حساب التطور النفسي والبدني، حتى ولو كان على حساب الاغتصاب، اغتصابه هو نفسه، أو اغتصاب شخص آخر من العائلة.
 
هذا التماسك المرضي معروفاً عند العائلة الشاذة (la famille rigide) وهذه العائلة تنشئ قواعد صلبة يتربى فيها ومن خلالها الطفل، بمعنى أن هذا الأخير يرتبط بالقواعد أكثر من ارتباطه بمصلحته هو، بل إن الإطار العام للتربية لا يسمح له بالتفكير في فائدة القواعد لمعرفة أهميتها من عدمها، حيث يرتبط بها ارتباطاً معنوياً ونفسياً.
 
هذا المحيط العائلي يجعل من حب العائلة وحب القواعد نفس الشيء، فيتولد عند الطفل فهم يصاغ على أساسه أن تجاوز القواعد هو تجاوز لمحبة العائلة. وبالتالي فإن هذا التشدد في تقريب مفهوم القواعد ومفهوم المحبة يجعل من المستحيل أو من الصعب تكسير هذه القواعد.
 
فالتكسير يسهل إذا كان الشيء مرن، ويصعب إذا كان هذا الشيء صلب، لهذا تسمى هذه العائلة بالعائلة الصلبة وإن كانت هذه التسمية من الناحية النفسية تسمية مرضية.
 
خروج الطفل عن القواعد العائلية يحتاج إلى مصدر ثالث، لهذا وانطلاقا من تجاربي الميدانية، لم أشاهد أي طفل يقدم شكاية بطريقة مباشرة، فالذي يقع غالباً هو أن هذا الآخير يظهر عليه بعض العوارض المرضية "نفسجسدية"، يدخل في علاقة مع الطبيب أو الأستاذ أو المساعدة الاجتماعية، وهذه العلاقة حينما تتخذ شكلاً معيناً من الثقة والتواصل العاطفي، يستطيع الطفل تصفية حسابه مع القواعد الصلبة، ومع مفهوم الخيانة العائلية، إذ ذاك يفصح عن مكنون ذاته.
 
نجد في إطار هذا التحليل تداخل لثلاث مستويات من المفاهيم:
·         الولاء العائلي. la loyauté familiale
·         الخيانة العائلية. familiale la trahison
·         العائلة الصلبة أو القواعد الصلبة.
 
 
 
2.    كتاب مشترك: التوزع بين الأدوار للمرأة الموظفة
تعيش المرأة الموظفة ظروفاً تجعلها عرضة للعديد من الأعراض النفسية والسلوكية، ذلك أن هذه الظروف لا تمكنها من التوفيق بين دورين كبيرين دور الأم ودور الموظفة.
 
سأتطرق في هذا البحث لتوضيح التأثيرات النفسية والسلوكية للعناصر التالية:
·         مفهوم الغياب والحضور
·         الإنهاك المهني
·         الاحتراق العاطفي
 
يضع علم النفس إشكالية اشتغال المرأة على مستوى تأثير غيابها على البناء النفسي للطفل، وعلى مستوى اطمئنانها النفسي.
 
 
مفهوم الغياب والحضور
غياب الأم يناقش على المستوى النوعي لا الكمي ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بمراحل نمو الطفل.
 
يلاحظ أن الطفل وهو في الثلاثة الأشهر الأولى من حياته يكون متعلقاً بأمه، ولا يستطيع استيعاب غيابها، وقد قام بياجي بتجربة يؤكد هذا المنحى. فأنت حين تظهر للطفل في هذه المرحلة شيئا ماً، ثم تخفيه عنه فهو لا يبحث عنه بل ولا يتبعه حتى بعينه. فبالنسبة له، الشيء الذي يختفي فهو يختفي من الوجود. وحين يتجاوز الطفل هذه المرحلة فإنك حين تخفي ذاك الشيء فإنه يتبعه بعينيه. بل ويبحث عنه في المراحل المتقدمة، إدراكاً منه بأن الشيء الذي يختفي من مشهده يبقى موجوداً.
 
وقياساً على حضور وغياب الأم فإن هذه المرحلة تعتبر ضرورية للنمو النفسي للطفل. بحيث أن غياب الأم عن مشهده، يدرك من طرفه الطفل على أنه غياب شامل وتام. يخلق هذا عند الطفل ما يسمى "بقلق الانفصال". ولكن بعد ستة أشهر فإنه يصبح في استطاعته إدراك غياب الأم من مشهده ولكن وجودها في مكان أخر، وهذا الوجود يعطيه إحساساًَ بالراحة.
 
نعتبر حضور الأم في هذه المرحلة جد مهم وبالغ الأهمية في النمو النفسي والاجتماعي الطبيعي للطفل.
 
وأشير في هذا الموضع إلى أهمية لعب الأم مع ابنها لعبة "الاختفاء والظهور" فهذا يعتبر تكريساً لإستيعاب الطفل مفهوم الغياب. فالأم حينما تخفي وجهها ثم تظهره فإن هذا يسمح للطفل إدراك "العلاقة العاطفية" بأنه حين تختفي الأم فإنها ستظهر حتماً للوجود.
 
 
 
3.    كتاب: العنف ضد المرأة أي مقاربة
العنف ضد المرأة لا يجب أن يحارب فقط على مستوى علاقة الرجل بها، من حيث الاعتداء الجسدي. بل هناك ما هو أكثر من هذا وهو ما نسميه بالعنف النفسي الذي لا يتم الكلام عنه بالمغرب والذي يجب أن تعطيه الجمعيات الحقوقية أهمية كبرى لما له من تأثير على تحطيم نفسية المرأة وتجريدها من إنسانيتها وكرامتها.
 
ومن هذا العنف النفسي، العنف الذي تمرره الإعلانات التجارية عبر الصور التي تظهر مفاتنها، والنتيجة الحتمية حسب الدراسات الأوروبية والأمريكية أن المرأة تصبح في ذهن الرجل بائعة الهوى، و"دمية جنسية متحركة" في يده. يباع كل صالح وطالح من خلال وعلى حساب جسدها بل أقول وعلى حساب كرامتها. ولا تجني المرأة المغربية إلا العنف الذي تولده هذه المشاهد في مخ الرجل من حيث "المرأة دمية جنسية".
 
ويمكن أن أشير إلى أن العنف الجسدي ما هو إلا تجسيد يقوم به الرجل بعد أن كون صورة سلبية كارثية عن المرأة، تصبح هذه الصورة المرجعية الوحيدة للتواصل الأسري والتواصل الاجتماعي والمؤسساتي مع المرأة. يقول ويلسون كي" بعد تدريب الرجل على رؤية المرأة كأداة جنسية فحسب، فإن الشاب الأمريكي الموجه من قبل وسائل الإعلام يجد أنه من أصعب الأمور أن يتعامل مع، و يتواصل مع، المرأة على أنها كائن بشري".
 
يتم تدريب النساء بحرص من قبل وسائل الإعلام، لرؤية أنفسهن على أنهن لسن ملائمات. يتم تعليمهن أن النساء الأخريات ومن خلال شراء الملابس، والمستحضرات التجملية، والطعام والكفاءات والهوايات، والمهن. فحاجة أولئك النساء لإثبات مقدرتهن وكفاءتهن الجنسية (عبر العروض المغرية والجذابة التي يقمن بها) أصبحت بشكل ساحق الشغل الشاغل. وبالطبع وفي ذلك الربح الوفير للتاجر ولكن بالنسبة للأفراد فهي حتماً كارثة كامنة.
 
إحصائيات الأمريكيين الشماليين أظهرت أن الطلاق حوالي سن الأربعين هو حدث متوقع بشكل كبير. عادة الذكور يتزوجون ثانية بامرأة شابة، بينما المرأة المتقدمة في السن، فإنها على الأغلب تنفرد في عزلتها وتعاني من النفور الجنسي لبقية النصف الآخر من حياتها.
 
كل الدراسات تؤكد بأن الصورة التي يكونها الفرد على أي شيء هي التي تحدد طريق تعامله، وهكذا يكون السلوك نتيجة مباشرة لهذه الصورة المركبة.
 
وهكذا فإن الأفكار السلبية التي قذفت داخل المجتمع على أساس أنها من الدين وهي ليست كذلك. يجب محاربتها لكي لا تصبح راس الحربة التي يضرب بها الرجل زوجته وأخته وفي بعض الأحيان حتى أمه. كما تأتي الصور والمشاهد الخليعة لتلعب نفس الدور في العنف ضد المرأة. و يقدم Weaver (1994) أدلة كافية على أن الرجال الدين يشاهدون الصور الخليعة الجنسية، ينمو لديهم نوع من القسوة أو عدم الرغبة في النساء.
 
نفس النتيجة توصل إليها Zillaman et Bryant (1988) ، حيث شكل هذان الباحثان مجموعتين من الراشدين، إحداهما تجريبية: كانت تعرض عليها يومياً أشرطة فيديو خليعة. أما المجموعة الثانية فهي ضابطة، كانت تعرض عليها برامج عادية. وقد توصل فريق البحث إلى نتيجة مفادها: كون التعرض للمشاهد الداعرة، جعل شباب المجموعة الأولى أقل رغبة في الزواج وتكوين أسرة، بل تكونت عند هؤلاء الشباب قناعة أن لا ضرورة في إنجاب الأطفال، لأن ذلك حسب رأيهم يجرهم للتضحية وبذل الوقت والجهد. بينما لم تظهر هذه الأفكار بين أفراد المجموعة الضابطة". ويقول الدكتور جميل عطية بعد أن استعرض العلماء آنفي الذكر "إن سهولة انتشار هذه المشاهد في أيامنا هاته، جعلها في متناول الكبير والصغير. وهنا يكمن الخطر والجوانب السلبية، فالطفل ذو12 ربيعاً إذا ما تعرض لهذه "الخلاعة"، تترسخ في ذهنه أكثر من غيره، ونتيجة لذلك فالمرأة في نظره سوف تصبح مجرد موضوع جنسي لا غير، هدفها هو تلبية رغبات الرجل".
 
كما تذهب دراسات أخرى إلى أن مجرد مشاهدة الصور الخليعة ذات طابع جنسي، يزيد من حدة العنف عند الرجل. بل إن العديد من حالات الاغتصاب ضد المرأة يكون سلوكاً سلبياً لكثرة الصور الجنسية المعلقة في الدكاكين والساحات العمومية. ويكفي التجوال في مركز ”Mega Moll"لتعرفوا كيف أصبحت المرأة تهان على مر السنة. وكيف يمارس ضدها عنف قاتل بدون انقطاع.
 
 
 
 
4.    كتاب الأمة المراكشية والحروب الصليبية الجديدة
 الموقف الإيجابي يقتضي ثلاث أمور أساسية:
1.       معرفة الحقيقية
2.       والعمل الحثيث
3.       والتطوير المستمر
 
1.       المعرفة أساس بناء المواقف الإيجابية، ابحث، إقرأ، احضر المحاضرات والدورات، و واسأل العلماء. لاروبيظة (حديث).
 
2.       العمل الحثيث: بعد اتخاذ الموقف، يجب أن يظهر عليك عملياً الأفكار التي أصبحت تشكل شخصيتك. فبالنسبة للغة لا يكفي أن تعترف بأهمية اللغة، ولكن أن تنظر عملياً كيف تتعامل مع هذه اللغة. أي لغة تمارس، في أي مدارس يوجد أبنائك، أي القنوات تسمع وتشاهد، أي كتب تقرئ، وأي جرائد تطالع وتشتري، بل بأي لغة تكتب، وبأي لغة تشتري...
 
في هذه النقطة ليكن تصورنا واضح، فنحن موقفنا من اللغة الأجنبية هو موقف "التوظيفي وليس ماهوي"، كما يذهب إلى ذلك الأستاذ الدكتور الكتاني[1] ، بمعنى أنك تستعمل اللغة الأجنبية لتوظيفها في مسائل معينة، لطلب العلم مثلاً للتواصل في إطار زمني محدد لهدف محدد، لا أن تصبح تشكل ماهيتك وطريقة تفكيرك. أن تصبح لغة يومك ولليلك، في الإعلام والإشهار والتخاطب المؤسساتي والجامعي والأكاديمي.
 
الفرق هنا واضح وجلي، بل إننا نرى حقيقة أخرى في موضوع اللغة الأجنبية، فإن كان ولابد من لغة أجنبية فإننا لا نفهم تشبث البعض باللغة الفرنسية التي بدأت تتئاكل، فإن كان ولابد علينا باللغة الإنجليزية لغة العلم الحالي، باب الإطلاع على أهم وأحدثا الإصدارات العلمية.
 
حتى الفرنسيين أنفسهم يكتبون الآن بالإنجليزية كلما تعلق الأمر بمجال العلمي دقيق. حتى بعض المحاضرات العلمية الدقيقة والمتقدمة داخل فرنسا أصبحت تلقى بانجليزية. والكتب العلمية تصدر بالإنجليزية، فنحن في بعض الأحيان علينا الانتظار عشر سنوات حتى تترجم هذه الكتب من الإنجليزية إلى الفرنسية لنتمكن من الإطلاع على محتواها.
 
فإلى متى سيستمر هذا الهراء اللغوي، أليس هذا مؤامرة على العقلية العلمية المغربية. ما لنا إذا اللغة الفرنسية تآكلت ولم يعد أصحابها قادرين على العطاء العلمي...
 
3.       التطوير المستمر يدخل في هذا السياق، بمعنى أن أطور ذاتي لخدمة الموقف الذي أتبناه. فإن كان على مستوى اللغوي أطور لغتي العربية، وأطور اللغة الإنجليزية (كلغة وظيفية)، وأطور عموما مستواي العلمي، و أعتبر نفسي مسئولا عن الوضع الحالي.
 
وواقعك لن يغير إلا أنت..
 
إذا أنت اقتنعت بمفهوم تطوير المستمر للذات، الذي يؤثر في مواقفك الفكرية والعقلية، ستجد مئات الكتب التي تأخذك: "إلى أن تصبح قائداً لذاتك لا بيدق فوق رقعت الشطرنج"
 
في هذا الإطار نحن نتبنى موقف ابن رشد حين يقول "نحن نأخذ من الآخرين (يعني الحضارات الأخرى) فما كان جيداً أخذناه وشكرناهم عليه، وما كان رديئاً تركناه و نبهنا إليه أبناءنا". لم يكن لابن رشد مشكلة مع اللغة العربية فيقول ما يقول، ولم يكن له مشكلة مع الحضارات الأخرى. فانظر إلى سلوك عالم حينما يشير إلى موقف "شكرناهم عليه" وانظر إلى قدرته على الفصل بين الجيد والرديء، حين يقول تركناه ونبهنا إليه أبنائنا.
 
 
--------------------------------------------------------------------------------------
[1] إدريس الكتاني: ثمانون عاماً من الحرب الفرنكوفونية على الإسلام واللغة العربية.

شارك