المغرب - الرباط: انتهاء دورة متميزة حول مهارات التفوق الدراسي للمدرب إدريس أوهلال
المدرب إدريس أوهلال في لحظة حديثه عن مبدأ التعلم بكامل الدماغ. |
لكن لماذا التفوق الدراسي؟
إن التفوق الدراسي لم يعد امتيازاً يحظى به بعض المتعلمين، بل أصبح ضرورة حيوية لبناء مستقبل مهني متميز في أسواق شغل أكثر تنافسية. والوعي بهذه الضرورة يبدو واضحاً في الطلب المتزايد والمشروع للآباء لتعليم يستجيب بشكل أفضل لاحتياجات أبنائهم ولتحديات المستقبل؛ وفي سياسة المدارس العليا ومؤسسات التعليم العالي التي تنتقي بشكل متزايد التلاميذ المتفوقين أولاً وأساساً.
استجابة لهذه الضرورة جاءت دورة مهارات التفوق الدراسي، وهي دورة معدة وفق آخر مستجدات نظريات التفوق الدراسي والتدريب المحترف. وموجهة خصيصاً للتلاميذ والطلبة المتفوقين، وللذين يسعون إلى التفوق أيضاً.
وخلال أربعة أيام من المتعة والفائدة قدم المدرب إدريس أوهلال في الفترة الممتدة بين 29 يناير - 1 فبراير 2009 في مدينة الرباط دورة تدريبية متميزة حول مهارات التفوق الدراسي.
كانت البداية بجلسة افتتاحية للتعارف بين المشاركين، والتعرف على موضوع الدورة وبرنامجها، وعلى شروط الحصول على شهادة إيلاف ترين. وفي هذه الجلسة قدم المدرب تعريفين للتفوق الدراسي بما هو موضوع الدورة:
تعريف كمي:
حصيلة إنجاز تفوق 90%
تعريف إجرائي:
القدرة على إنجاز أنشطة التعلم والتقويم طبقا للمعايير، في أسرع وقت.
كما قدم بعض مواصفات التلميذ المتفوق :
- التعلم الفعال
- التكيف السريع
- الاستقلال الذاتي
بعد الجلسة الافتتاحية انطلقت الدورة فعلياً على طول أربعة أيام من التدريب المتواصل في فترات صباحية ولمدة 5 ساعات يومياً تناول فيها المدرب إدريس أوهلال عدداً كبيراً من مهارات التفوق الدراسي وفق تصور بين ـ معرفي transdisciplinaire يتجاوز التقسيم المدرسي للمعرفة إلى مواد دراسية منعزلة ومنفصلة عن بعضها البعض، وذلك وفق البرنامج التالي:
الوحدة الأولى: التفكير الإيجابي
انطلق المدرب في هذه الوحدة من عرض لشريط قصير مؤثر حول تجربة تحويل المشاكل إلى تحديات. تم حديث بناءً على رسالة الشريط عن ضرورة معرفة الذات وطرقها. وأبرز أن الذات التي ليست سوى نتيجة لبرمجة ذاتية. ليدفع بعد ذلك المتدربين إلى التساؤل: هل يمكنني تغيير ذاتي للأحسن؟ فجاء الجواب بنعم وذلك عن طريق التفكير الإيجابي. بعد ذلك انطلق المدرب مع المتدربين في رحلة اكتشاف فرضيات التفكير الإيجابي، والحاجات البشرية، والرسائل الإيجابية. واختتمت الوحدة بتدريب الرسائل الإيجابية.
الوحدة الثانية: المنهجيات
الوحدة الثانية كانت مناسبة لاكتشاف قوة الدفع الثانية للتفوق الدراسي. فبعد التفكير الايجابي تأتي طرق العمل. هنا تحدث المدرب عن ماهية المنهجية وعن أهميتها، وأبرز ضرورة استقلالية المتعلم عن طريق تعلم مهارات التعلم. وقسم هذه المهارات إلى:
المهارات الدراسية العامة: القراءة السريعة والفعالة، الكتابة السريعة وأخذ الملاحظات، الحفظ الفعال، الاستماع الفعال، قوة الذاكرة، قوة التركيز، تحليل الخطابات.
المهارات الدراسية الخاصة: منهجية المواد العلمية، منهجية المواد الأدبية، منهجية مواد العلوم الإنسانية
المهارات الحياتية: قوة الإرادة، الثقة بالنفس، تحديد الأهداف، تحديد الأولويات، التواصل الفعال والعلاقات الإيجابية، التنظيم، تدبير الوقت، النوم المريح، التغذية المتوازنة، الاسترخاء، التنفس الفعال، الحركة والتمارين الرياضية.
وقد ألح المدرب أوهلال بقوة في هذه الوحدة على قانون 20/80 للتعلم الفعال ومقتضاه:
ـ التعلم الفعال: 20% معارف و 80% مهارات؛
ـ التعلم الفعال: 20% مهارات دراسية ومهنية و 80% مهارات حياتية.
الوحدة الثالثة: أدوات التفكير
في هذه الوحدة تحدث المدرب عن ماهية التفكير وأنواعه وأدواته. وعمل على توجيه المتدربين لوضع خطة لرفع لياقة التفكير في وضعيات التعلم. وتخللت هذه الوحدة بعض التمرينات التي تستهدف تنمية التفكير.
في هذه الوحدة عمل المدرب على:
- مطالب الدقة والوضوح والفاعلية في التعبير والتواصل
- مهارة التعبير الشفوي
- مهارة تدوين رؤوس الأقلام
- مهارة التلخيص
- مهارة التصميم
- مهارة الربط بين الأفكار
- مهارة توسيع فكرة
- القراءة المنهجية للنصوص
- الكتابة المقالية
- مهارات تعلم اللغات الأجنبية
- لغة الجسد
- التعبير عن الذات
الوحدة الخامسة: الثقافة العامة
أما في وحدة الثقافة العامة فقد طرح المدرب:
- تعريف الثقافة العامة
- إبراز أهمية الثقافة العامة في التفوق الدراسي
- إبراز مجالات الثقافة العامة
- إبراز مقومات الثقافة العامة
- القيام باختبار معرفة مستوى الثقافة العامة، وهو اختبار سمح لكل متدرب بتقييم مستوى ثقافته العامة ووضع خطة للرفع من مستواها.
الوحدة السادسة: المشروع الشخصي
في الوحدة السادسة والأخيرة تحدث المدرب عن رهان الانتقال من التفوق الدراسي إلى التفوق المهني. وتحدث عن التوجيه وعن ماهيته وأهميته وحدوده، وعن ضرورة الانتقال من التوجيه إلى المشروع الشخصي. ودفع المتدربين إلى التساؤل لماذا يجب أن يتوفر التلميذ المتفوق على مشروع شخصي؟ ومتى؟ وانتهت هذه الوحدة بإنجاز تدريب خطة إعداد المشروع الشخصي الذي كان فرصة لكل متدرب للتعرف على منهجية إعداد المشروع الشخصي.
لقد كانت كل هذه الوحدات فرصة للمتدربين للتعرف والتدرب على عدة معارف ومهارات وقيم تعتبر أساسية للتفوق الدراسي.
وقد حرص المدرب أوهلال طيلة هذه الدورة على الربط بين وحدات برنامج الدورة والمواد الدراسية للمتدربين ومشكلاتهم الدراسية داخل الفصل.
وقد تنوعت الوسائل والاستراتيجيات التي استخدمها المدرب في هذه الدورة مما أثار انتباه المتدربين وساعدهم على التركيز والتلقي الجيد؛ ومنها: الاختبارات النفسية والتربوية، والخريطة الذهنية، والتمارين، والتدريبات، وعروض الباوربوينت، والفلاشات، ولعب الأدوار، والفيلم القصير، والسؤال الموجه، والنكتة، والصور، والمثال، والمقارنة...
واختتمت الدورة بحفل كبير وبهيج حضره آباء وأمهات المتدربين وزعت فيه الشهادات وألقيت فيه كلمات نوهت كلها بالمستوى الرفيع للدورة على جميع المستويات التدريبية والتنظيمية.
تعليقات بعض آباء المتدربين في حفل توزيع الشهادات:
أب المتدرب أسامة جسيمي:
بصراحة فاجأني كثيراً ابني أسامة في هذه الدورة. لقد كان أسامة مريضاً قبل بداية الدورة ومع ذلك سمحنا له بحضور الدورة، لكن مرضه ازداد في اليوم الثاني للدورة، وقررت أنا وأمه ألا يذهب لمتابعة الدورة بحكم مرضه الشديد، لكنه تمسك وأصر على الحضور وإتمام الدورة رغم مرضه. أنا أشهد لكم بعد هذا الذي رأيت من ابني أن هذه الدورة ناجحة نجاحاً ملفتاً.
أب المتدربين محمد أيوب ولينة الزاكي
أنا أيضاً أشهد بما شهد به أب أسامة. لقد فوجئت أنا أيضاً من لينة وأيوب. كنت متخوفاً قبل بداية الدورة من قدرتهما على الانضباط في الوقت المحدد على الساعة الثامنة صباحاً يومياً وطيلة أربعة أيام لما أعرف عنهما من صعوبات الاستيقاظ الباكر أيام الدراسة فما بالكم أيام العطلة. لكن دهشتي كانت كبيرة عندما لاحظت الحيوية والانضباط في استيقاظهما طيلة الأيام الأربعة للدورة. أشكركم وأهنئكم على النجاح المتميز لهذه الدورة.
أب المتدربة أميمة جمبري (ألح في طلب الكلمة رغم أنها لم تكن مبرمجة في الحفل)
اسمحوا لي على طلب الكلمة. لقد تابعت طيلة هذه الأيام عملكم من خلال ابنتي، وأقر لكم بالاحترافية المتميزة لهذه الدورة سواء على مستوى الحقيبة التدريبية أو البرنامج أو التنظيم.