المغرب – تمارة: المدرب إدريس أوهلال في يوم تدريبي ودراسي عن الحجاج الفلسفي

المغرب – تمارة: المدرب إدريس أوهلال في يوم تدريبي ودراسي عن الحجاج الفلسفي
صورة جماعية مع المدرب إدريس أوهلال





بالشراكة مع الشبكة التربوية فيلومغرب الرائدة في مجال الدرس الفلسفي بالمغرب العربي تم تنظيم يوماً دراسياً في الحجاج الفلسفي، استهدف فيه أساتذة مادة الفلسفة والأساتذة المتدربين في مراكز التدريب بالمدارس العليا بالمغرب، وقد حضره 15 أستاذاً وأستاذة وذلك يوم الأربعاء 12 نوفمبر بمدينة تمارة، وبإشراف من المدرب إدريس أوهلال.

برنامج هذا اليوم التدريبي والدراسي تم في جلستين:
الجلسة الأولى ألقى فيها المدرب إدريس أوهلال عرضاً مركزاً عن الحجاج الفلسفي، وما يطرحه من صعوبات نوعية أمام التلميذ والمدرس على حد سواء، وعن سبل تجاوز هذه الصعوبات.


استهل الأستاذ أوهلال كلامه بمقدمات نظرية حول مفهوم الحجاج والحجاج الفلسفي موضحاً أن الحجاج بشكل عام هو فن الإقناع وأن الحجاج الفلسفي بشكل خاص هو فن الاقناع العقلي والعقلاني. ودعى على هذا المستوى إلى ضرورة الاستفادة من مكتسبات علوم اللغة والتواصل ونظريات الحجاج للرقي بالدرس الفلسفي القائم أولا وأساساً على الممارسة الحجاجية.


لينتقل بعدها المدرب أوهلال إلى إبراز الصعوبات النوعية التي يطرحها الحجاج الفلسفي والتي حصرها في ثلاث صعوبات:
الصعوبة النوعية الأولى نابعة من القاعدة التالية: الأصل في الحجاج الفلسفي الاستدلال. ولا قيمة للدليل إلا في سياق الاستدلال. وتتمثل هذه الصعوبة في اللغة الطبيعية؛ فالحجاج لا يمارس إلا في اللغة الطبيعية. إن التلميذ يستطيع مثلا أن يمارس استدلالاً بالخلف في اللغة الرمزية، كما يستطيع التعرف عليه في هذه اللغة، لكن يعجز عن كل ذلك في اللغة الطبيعية.

 

والصعوبة النوعية الثانية التي يطرحها الحجاج الفلسفي نابعة من الحذف الذي يطال عادة أركان الاستدلال في اللغة الطبيعية. فالاستدلال الاستنتاجي غير المباشر مثلاً يختزل غالباً في ركنين بدلاً من ثلاثة أركان، بل يختزل أحياناً في ركن واحد !!!

والصعوبة النوعية الثالثة التي يطرحها الحجاج الفلسفي تتمثل في درجة التعقيد الكبرى التي تميزه؛ فالحجاج الفلسفي هو "نسق من العبارات الفلسفية" فيكون تحليل الحجاج الفلسفي هو رصد العبارات الفلسفية في النص وتمييزها عن بعضها بوضوح ودقة. وتحديد وظيفة كل عبارة (مثلاً عبارة حاملة للأطروحة، عبارة حاملة لحجة). وتحديد العلاقات القائمة بين هذه العبارات.


ثم انتقل المدرب إلى إبراز أهمية الاستراتيجية الحجاجية في الحجاج سواء على مستوى تحليله أو إنتاجه، وأوضح دلالة هذا المفهوم وأهميته وأشار إلى بعض أنواع الاستراتيجيات الحجاجية.


وطرح المدرب في المرحلة التالية في أقسام الحجج وأنواعها: الحجج المنطقية أو الاستدلالات، والحجج المبنية على مرجعية الواقع.


وختم عرضه في الجلسة الأولى بالحديث عن أخطاء الحجاج ومصادر هذه الأخطاء.

فأما أخطاء الحجاج فحصرها في: الأخطاء التصورية، وأخطاء الإستراتيجية الحجاجية، والأخطاء التكتيكية، وأخطاء الاستدلال، وأخطاء الدليل، وأخطاء الربط الحجاجي.


أما أسباب هذه الأخطاء فهي في اعتقاده ترجع إلى ثلاثة أسباب رئيسية:

  • ضعف القدرة على التجريد.
  • ضعف ملكة الاستدلال المنطقي.
  • ضعف القدرة على الاستعمال المنطقي للغة الطبيعية.


ويبدو بنظره من هذه الأسباب أن تنمية القدرة على التفلسف مشروطة بتنمية الملكات الثلاث التالية لدى التلاميذ:

  • ملكة التجريد.
  • ملكة الاستدلال المنطقي.
  • ملكة الاستعمال المنطقي للغة الطبيعية.


وأما الجلسة الثانية تم فيها فتح نقاش بين الحضور على أرضية العرض الذي تقدم به اللمدرب أوهلال وعلى أساس التجارب الفصلية للأساتذة الحاضرين. وقد انتهى هذا النقاش إلى مجموعة من الاقتراحات العملية والتوصيات من شأن تطبيقها أن يساهم في حل الكثير من المشكلات التي يعاني منها الدرس الفلسفي وعلى رأسها مشكلات تدريب التلميذ على ممارسة الحجاج الفلسفي أي تنمية مهارات الاقناع العقلي والعقلاني لديه.
 

 

شارك