تعلم أكثر عن مشاعرك، فالذكاء العاطفي مهارات يمكنك أن تتدرب عليها
صورة جماعية |
السويداء، سوريا - 2016-03-14
هل سمعتم بمصطلح محو الأمية الشعورية؟! ما يعني أن يكون الإنسان مدركاً لمشاعره قادراً على التمييز بينها، أننا حقيقة نعاني اليوم من أمية تجاه أنفسنا وعواطفنا ومشاعرناً، ولا بد أن ندرك هذه الحقيقة التي دعتنا اليوم لطرح العديد من دورات التعامل مع هذه المشاعر والسيطرة عليها قدر الإمكان.
يتجسد ذلك من خلال المنهج المتكامل بين النظري والعملي لدورة الذكاء العاطفي التي قدمها كل من الاستشاري د. محمد عزام القاسم والمدرب محمد زياد الوتار في مركز بلقيس في السويداء، وبمساعدة المدربة أصالة الصحناوي والمدربة أمل اشتي.
الدورة التي شهدت أقبالاً كبيراً بوصول عدد الحضور لما يقارب الـ 60 متدرباً، يبحث كل منهم عن السبيل الأفضل للتعامل مع مشاعره، وفهم عواطف الآخرين ليفسرها بالطريقة الأصح.
فكانت البداية عبر تفهم منابع هذه المشاعر وطريقة تزاحمها على وسائل التعبير اللفظية والجسمانية من خلال المحور الأول وهو "الواعي بالذات" وهنا على كل متدرب أن يتحرى الصدق التام في إدراك عمق مشاعره في مرحلة ولادتها بداخله، وقبل خروجها على شكل سلوك خارجي.
منتقلاً بذلك إلى تفعيل القدر اللازم من الحساسية للتعامل مع المشاعر والانفعالات، دون تعميق الحالة الحسية عبر إدراك وترشيد الانفعال من خلال التمرين المستمر وصولاً إلى "إدارة الذات" فالتحكم بالمشاعر والسيطرة وهو أمر لا يتوقف عند مجرد كبت بعضها، بل يمتد إلى تنظيمها وإخراجها في مواضعها السليمة وبالقدر المطلوب.
أما إدراك مشاعر الآخرين والقدرة على فهمها وهو ما يسمى بـ "الوعي بالآخرين" هو أمر لا بد أن يتحلى به المدراء والمسئولون والمشرفون عن أي مجموعة من الأفراد، ففهم عواطف الآخرين وانفعالاتهم سيجعلك قيادياً ناجحاً قادراً على التأثير فيهم وتحميسهم ورسم المسار الصحيح لاتجاهاتهم الانفعالية، ما يجعلك في رأس الهرم شخص ناجحاً ومؤثراً فاتحاً لك المزيد من الآفاق للحصول على أعلى المناصب الإدارية.
انتقالاً للمحور الرابع والأهم للأشخاص القياديين الذين يبحثون عن المزيد من التأثير، "إدارة العلاقات" فمن الأهمية بمكان أن يكون الفرد منا واعياً لعلاقاته مع الآخرين مدركاً لأبعادها، عالماً بأننا في دنيا فانية، وسيأتي اليوم الذي سنفقد فيه بعض الأشخاص المقربين منا، وتصرفاتنا عند تلقي نعي أحدهم هو دليل عملي على مقدار ما نملك من الذكاء العاطفي الموقفي.
وفي حالة عملية كتب المتدربون رسائل قصيرة لأشخاص يحبونهم ممن سيتركونهم وراءهم بعد مرورهم بهذه الدنيا، وقد كتبت السيدة أم عمر الرسالة التالية: أولادي الأعزاء: لقد أتممت رحلتي في هذه الحياة وآن أوان الفراق وقدر الله وما شاء فعل، وصيتي لكم أن تحبو بعضكم البعض وتحافظوا على تآلفكم كإخوة، قد أكون قسيت عليكم في بعض الأوقات ولكن ذلك في سبيل أن أراكم بالصورة التي أنتم عليها اليوم، أحبكم جميعاً "صوت التصفيق الذي نالته تلك العبارات الصادقة عندما قالتها الأم الواعية كانت كفيلة أن تعبر عن مقدار الوعي لديها السيدة و تحقيقها لما وجده الكثيرون أمراً صعباً يحتاج لشجاعة كبيرة.
خمسة أيام كانت كفيلة بأن تغيير مستويات الوعي للأفضل، لتميز بعض الحقائق بأنه ومن دون ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ وﻗﻴﺎدﺗﻬﺎ، ﻳﺒﻘﻰ اﻟﻌﻘﻞ ﻋﺎرياً وﺑﻼ ﻣﺒﺎدئ، وأن ﻣـﻦ ﻳﺴـــﺘﻄﻴﻌﻮن اﻟﺴــﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ أﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن أن ﻳﻔـﺎﺿﻠﻮا ﺑﻴـــﻦ اﻟﻤﻨﻄــﻖ واﻟﺤــﺪس، أو ﺑﻴــﻦ اﻟﻌﻘــــﻞ واﻟﻘﻠﺐ، ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻮﻇﻔﻮن كـﻞ ﻣﻠﻜﺎﺗﻬﻢ، ﻓﻲ كل وﻗﺖ، وأولئك هم الأذكياء عاطفياً.