تنزانيا – دار السلام: إيلاف ترين تختتم دورة دبلوم مدرب محترف معتمد (CPT)
صورة جماعية في حفل الختام |
دار السلام، تنزانيا - 2023-02-17
في قاعة تدريبية واحدة، ولمدة مئة ساعة على الأقل، اجتمعت نخبة من المتدربين الذين يملؤهم حب المعرفة واكتشاف أسلوب جديد من التعلم والتدريب.
قامت إيلاف ترين بعقد البرنامج التدريبي دبلوم مدرب محترف معتمد CPT، في مدينة دار السلام في تنزانيا، خلال الفترة الواقعة من تاريخ 14 وحتى تاريخ 26 نوفمبر لعام 2022 وذلك في رحاب فندق سيرينا المشهور بأصالته وعراقته في المدينة.
وقاد هذا الحدث التدريبي المدرب الاستشاري الدكتور محمد بدرة والمدرب الخبير ماجد بن عفيف من دولة الإمارات العربية المتحدة، والمدرب الخبير حسين حبيب السيد من دولة قطر.
حضر الدورة مجموعةٌ مميزةٌ من المتدربين المهتمين بالحصول على معارف ومهارات جديدة في مجال تدريب المدربين وكلهم شغف وحماسة مما أثرى جو الدورة الذي ساد فيها جو من المتعة والتفاعل المفيد، حتى أنهم لم يغادروا قاعة التعلم عند انتهاء الوقت المخصص للتدريب يومياً، لقد كانوا مجتهدين في التعلم حتى ساعات الليل المتأخرة من كل يوم إيماناً منهم بنوعية التعلم الذي يحصدونه، والمكانة التي رأوا بأنهم قادرون على الوصول إليها بعد انتهاء هذا البرنامج
هؤلاء المتدربين جعلوا مدربي البرنامج يضعون منهجا فريدا من نوعه بانتهاج طريقة تطبيق التمرينات العملية والمكثفة وصولاً إلى اكتساب المتدربين لأعلى سقف في المهارات المطلوبة، والغاية من ذلك أن يصل المتدربين إلى مستوى يكونون قادرين على اعتلاء منصة التدريب وقيادة الأعمال، كل حسب الوظيفة التي يشغلها في حياته المهنية.
تضمنت الدورة العديد من الأهداف والمحاور خلال أيامها:
أولاً: تدريب المدربين TOT:
"لا يهم ما يقوله ويفعله المدرب، الأهم هو ما يفكر فيه ويقوله ويفعله المتدرب"
تعرف المشاركون في هذا المحور على خطوات العملية التدريبية ومنهجيتها التي ترتكز أولاً وأخيراً على المتدرب وليس على المدرب، وكيف يقوم المدرب بتقديم مادة غنية بالأنشطة والتمارين التي تثري العملية التعليمية، وتعزز انعكاسها في نفوس المتدربين. كما ركز الشرح على الطريقة التي يمكن للمدرب فيها أن يزرع الثقة في نفس المتدرب، وكيف يحفز المدرب متدربيه على المشاركة الفعالة وطرح الأسئلة والانخراط بكامل حواسه في العملية التعليمية.
كما تعرف المتدربون على الطريقة التي يمكنهم من خلالها إنشاء بيئة تعلم صحيحة تقوم على التعاون لا على التنافس، ويتم فيها تلبية احتياجات المتدربين بما يضمن أن يكون المتعلمين مندمجين كليّاً في العملية التعليمية.
ثانياً: المهارات الاحترافية في التقديم:
"الكلمة جواز السفر إلى العالم"
في هذا المحور كان الشرح يرتكز على تزويد المتدربين بمجموعة من المهارات الأساسية حول بناء الثقة لدى المتكلم، ومبادئ الإلقاء، بالإضافة إلى مبادئ الاتصال اللفظي وغير اللفظي، وعناصر الإلقاء الصوتي، كما تم تزويد المتدربين في هذا المحور بتقنيات تعمل على تحسين أثر الصوت لدى المدرب، مثل كيفية الاستفادة من سرعة الصوت ومواقع التوقف، وأين يجب أن تتغير نبرة الصوت سواء بارتفاعها أو انخفاضها. واحتوى هذا المحور أيضاً على تقنياتٍ لتحسين تأثير الإلقاء الجسدي واستخدام الإيماءات لتعزيز الرسالة إضافة إلى نصائح مهمة في التواصل البصري، والعديد من المهارات التي تجعل الكلمة جواز سفرٍ يصل من خلاله المدرب إلى مكان يريده مع متدربيه.
ثالثاً: نظريات التعلم:
"بناء المواد التدريبية بالطرق التي تلائم جميع المتدربين"
يشمل هذا المحور عديدا من المواضيع التي تكون في غاية الأهمية لكل من يريد أن يصبح مدربا محترفاً، إذ يتضمن هذا المحور شرحا عن أسس التعلم السريع ومراحل العملية التعليمية، وأسس تعلم الراشدين، وكيفية صياغة الهدف التدريبي، إضافة إلى تعلم المشاركين طريقة جذب وشد انتباه المتدربين حسب نظرية مايكلاند. وكيف يتم تقديم التغذية الراجعة للمُتعلّمين. إضافةً إلى إرشاداتٍ مهمّة في تقديم المُلخّصات والمراجعات.
رابعاً: سوّق نفسك كمدرب:
"إنطلاقة المدرب لا يحدها سوى حجم الهدف الذي يضعه لذاته"
تطرق مدربو الدورة في هذا المحور إلى كيف يوسع المدربين أعمالهم التدريبية، بدءً بصياغة رسالتهم في الحياة، ثم رسم الأهداف الكبيرة في مجال التدريب، وترجمتها إلى أهداف ومهام مستمرة يتم العمل عليها، وترتيب وتنظيم أوقاتهم وأعمالهم وفقاً لأولوياتهم وأهدافهم في التدريب. وكل ذلك بهدف تزويد المدربين إلى زيادة خبراتهم في التدريب، وفي موادهم التدريبية، ومن ثم يصبحون مروجين لذواتهم بناءً على أهدافهم حسب النطاق الجغرافي، وتناول هذا المحور أيضاً صياغة العقود والاتفاقيات، وتحديد الأجور التدريبية، والتعامل مع شركات التدريب والجهات طالبة التدريب أيّاً كان نوعها.
لقد حرص مدربو الدورة (الدكتور محمد، المدرب ماجد والمدرب حسين) على الابتعاد عن طرق التعليم التقليدية واستخدام طرائق مختلفة واستراتيجياتٍ متنوّعة لإيصال المعلومات وكسر حاجز التوقعات. كما كان لاستخدام تقنيّات التعلّم السريع وتطبيقاته أثر كبير في زيادة تقبّل المشاركين لكمّ المعلومات التي تمّ تقديمها خلال الدورة والتي انعكست على عروضهم التدريبية التي كانت تتطور يوماً بعد يوم، وفاجأت الجميع في أيام الدورة الأخيرة.
الجولات وعروض المتدربين اليومية:
"لا يتعلم المتدرب إلا ما قام بتطبيقه واستمر على تكرار فعله"
امتازت أيام الدورة بمستوى عالٍ من التفاعل والحماسة، إذ كان على كل متدرب ابتداءً من اليوم الأول أن يقدم في نهاية كل يوم تدريبي عرضا تدريبيا يحاكي نفسه على أنه مدرب داخل قاعة التدريب ويقف أمام متدربيه، والشيء الجميل في هذه العروض هو مدى التقدم الذي كان ظاهرا والذي بدى جليا يوما بعد يوم وذلك من خلال تطبيق المتدربين لمجموعة المعارف والمهارات التي اكتسبوها خلال أيام الحدث التدريبي.
لقد قفز المشاركين بمهاراتهم سقف التوقعات، وقدموا في اليوم الختامي عروضاً نوعية، وظهرت مهاراتهم للعيان، بدءً بإعداد المواد التدريبية، والإلقاء الصوتي والجسدي، وبث روح التفاعل والحماسة في عروضهم التقديمية، وتنوع الأساليب وخلوها من الأساليب التقليدية في التعلم. ببساطة: إنهم قدموا عروضاً لا يقدمها سوى مدربين محترفين حقاً في صناعة التدريب.
اليوم الختامي للدورة:
"الشهادة الحقيقية للمشاركين هي أن يكونوا محفورين في عقول وقلوب متدربيهم مستقبلاً"
في اليوم الختامي لهذا الحدث المهم رسم المدرب الاستشاري الدكتور محمد خطة العمل لما بعد البرنامج، وقدّم عديداً من النصائح والتوجيهات للمتدربين؛ والتي ركز فيها على مطالبة المتدربين بتنفيذ وتطبيق ما تم تعلمه واكتسابه خلال الدورة، وذلك لتثبيت المادة العلمية والعملية، وتطوير المهارات التي حصلوا عليها، وقد تمّ أيضاً مشاركة خطط جميع المجموعات على الملأ، والوقوف عليها والبحث في كيفية تعزيزها وتحقيقها، وتم أيضاً مناقشة آراء واستفسارات الحضور جميعها.
كما ألقى كلٌّ من الأستاذ ماجد والأستاذ حسين كلمة الختام أمام المتدربين، فوجهوا لهم الشكر، وطالبوهم بمواصلة التدريب والتطوير للوصول الى أعلى درجات الاحترافية في التدريب. وقدّم المتدربين بدورهم كلمة الشكر للمدربين وفريق إيلاف ترين تنزانيا على هذا الحدث النوعي والمميز، وعاهدوا الجميع بأن سوق تنزانيا أصبح من هذا اليوم يحوي مدربين محترفين يخوضون صناعة التدريب في تنزانيا لتحقيق التقدم والنهضة في مجال التنمية البشرية عموماً وصناعة التدريب تحديداً.
وفي نهاية هذا الاحتفال الذي تم توثيقه بالصوت والصورة، عبّر المتدربين عن آرائهم في البرنامج واحداً تلوّ الآخر، وقاموا بالأهازيج الأفريقية تعبيراً عن إنجازهم وإتمامهم لهذا الحدث الذي استمر طيلة اثنا عشر يوماً، وكانت أجواء الختام أجواءً يغمرها الفرح والسعادة والشعور بالإنجاز والتعلم قبل كل شيء، ثم أسدل ستار هذا الحدث بالتقاط الصور الجماعية للمتدربين مع المدربين ومجموعةً من الصور التذكارية لتكون شاهدة على متعة أيام الدورة التي قضوها معاً.