والتي شارك فيها نخبة من مختلف قطاعات المحافظة . وقد أقيمت فعاليات
ونظم هذه الدورة مركز الشرق الأوسط للتدريب والتطوير وقد حضر الدورة ما يقارب 20 متدرباً على اختلاف مواقعهم ومناصبهم المتعلقة بإدارة الصحة والسلامة المهنية.
إن إدارة أنظمة الصحة والسلامة المهنية تعد من أهم الإدارات في المؤسسة أو المنشأة ويجب أن توضع من ضمن الخطط التي يجب أن تتضمنها أي استراتيجيه لأي مؤسسه أو منشأه سواء كانت صناعية أو زراعيه أو تعليمية أو ترفيهية أو بيئيه أو خدماتية بأشكالها المتنوعة.
إن إدارة أنظمة الأمن والسلامة المهنية لها أهميتها البالغة في حماية الأرواح والممتلكات والبيئة والقيادة والتوجيه والإرشاد ووضع القواعد ونشر الوعي الوقائي وبيان التعليمات الفنية.
كل هذه الخصائص لهذه الإدارة تجعلها من الأهمية بحيث يجب أن تأخذ حيزاً مهما في كل الأعمال .
وهى الإدارة التي تقع عليها مسئوليات وواجبات الاداره والتوجيه والتخطيط والتنفيذ والمتابعة لكل ما يتعلق بالصحة والسلامة المهنية في المؤسسة أو المنشآت ووضع القواعد والتعليمات الفنية لضمان سلامه العاملين والممتلكات والبيئة ووضع استراتيجيه سواء في برامج التدريب أو التثقيف والوعي التي يمكن من خلالها الارتقاء بمستوى أداء العاملين ومستوى وضع السلامة المهنية للوصول إلى المعايير الجودة في السلامة المهنية .
حيث بدأت الدورة بتفاعل كبير مع المتدربين من قبل المدرب أحمد خير السعدي الاستشاري في علوم السلامة المهنية وادارة المخاطر والكوارث,
حيث بدأ المدرب دورته بلمحة عن أهمية التدريب وفوائده والذي ينقل الإنسان وهو العنصر الأساسي في أي عمل أو نشاط إلى مرحلة الخبرة والمهارة والتميز والتفوق , وإن زيادة الاهتمام بالعملية التدريبية والتعليمية وتطويرها واستثمار الموارد البشرية يحقق عائدا أكبر من الاستثمار في رأس المال المادي حيث أن نجاح الاستثمار المالي مرهون ومربوط بنجاح الاستثمار في تنمية وتطوير الموارد البشرية على مستوى الدولة.
وقد تناول المدرب في اليوم الأول من تدريبه حديثه عن ادارة الصحة والسلامة المهنية بمقدمة عن الإدارة الناجحة ومواصفات المدير الناجح ولمحة عن تاريخ الصحة والسلامة المهنية وقد وزع على المتدربين نموذج استبياني يقيّم فيه كل متدرب نفسه من خلال الإجابة على الأسئلة في الاستبيان الذي له علاقة بإدارة الصحة والسلامة المهنية.
وقد توزع المتدربون الى مجموعات حسب طلب المدرب حيث كان طابع المنافسة والتشاركية والعمل الجماعي يغلب على الدورة وعلى المتدربون ,حيث استخدم المدرب أحمد خير السعدي تقنيات التعلم السريع والتعلم النشط ونظريات التعلم من اللحظة الأولى من الدورة حيث قدم هدايا للمتدربين مرتبطة بعنوان الدورة بطريقة غير مباشرة عن طريق التحفيز والتشجيع للقيام بتنفيذ ورشات العمل داخل القاعة بطريقة اللعب والمرح واستخدام الألوان الأمر الذي جعل المتدربين يدخلون في جو التدريب بشكل مباشر وهم مرتاحون ولم يشعروا بالملل وقد كانت هذه التقنيات مفاجئة لعناصر الدورة من الناحية العلمية والعملية التي لم يعتادوا عليها من قبل.
وقد عرض المدرب أحمد خير السعدي أفلام وثائقية وتدريبية خاصة بإدارة الصحة والسلامة المهنية مما أغنى العملية التدريبية ورسخ المعلومات لدى المتدربين .
وكان اليوم الثاني من الدورة تقديم شرح وافي من المدرب عن الصحة المهنية وأهميتها في درء المخاطر التي تصاحب العمل والتعرف على القياسات البيئية والطرق التحليلية لتحديد أي مدى يتعرض العاملون لتلك المخاطر في العمل ومن ثم القيام باستخدام طرق السيطرة المختلفة للسيطرة على هذه المخاطر ومنع تعرض العاملين لمخاطرها بالإضافة إلى التعرف على مخاطر بيئة العمل .
وقد قدم المدرب تقنية من تقنيات السلوك الآمن وتقنيات البرمجة اللغوية العصبية على المتدربين وقد أحضر شخصا إلى المنصة :
وبدأت حديثي معه بالسلام عليه مع الابتسامة وسألته ان كان متزوجاً وعنده أولاد فقال نعم اني متزوج وعندي طفلان , ثم سألته ما هي طبيعة عملك فقال أعمل في صيانة ماكينات الزراعة ومن خلال حديثي معه كسرت الحاجز بيني وبينه واتفقنا أن نكون أصدقاء كل منا يصدق الآخر وقلت له والآن وأنت تقوم بالصيانة لإحدى الماكينات ولم تلتزم بارتداء معدات الوقاية الشخصية بالرغم أن الشركة قد أمنت لك هذه المعدات لأنها مسئولة عنك وهي تحترم كل موظف يعمل عندها وأثناء عملك وأنت تقص بالجلخ تناثرت قصاصات الحديد وأتت إلى عينيك وجرحت عيناك وبدأت في الصراخ (هنا وأنا أتحدث اليه وضعت عصابة على عينيه وشددتها) وبدأت أتحدث إليه وأنا استخدم تقنية التنويم المغناطيسي وكان صوتي منخفضا وفيه نبرة الألم والمأساة وقلت له لقد قال الطبيب بأنك سوف تصبح أعمى لأن قصاصة الحديد قد مزقت القرنية ولا سبيل ولا أمل بالشفاء وأخذناك إلى البيت وكانت زوجتك بانتظارك وأولادك ينتظرون أباهم وهو داخل عليهم بالفاكهة والأكلات الطيبة مثلما عودتهم فكانت الصدمة أنهم قد رأوا أباهم قد عمي ولن يراهم بعد الآن لن يرى نجاحهم لن يرى زوجته وبدأت المعاناة الحقيقية في المنزل كيف ستدخل الحمام ؟ وما هو العمل الذي سوف تعمله بعد أن فقدت بصرك ما هذه الحياة ؟؟؟ هنا بدأت ملامح وجهه تتغير وبدا التعرق يتصبب منه وبدا واضح على جبينه ووجهه. فقلت له ما رأيك ؟ فقال حياة لا تطاق الموت أفضل
فتبسمت في وجهه والعصابة مازالت على عينيه وقلت له لك عندي بشارة لقد راسلت طبيباً في أميركا وقال لي بأنه يستطيع أن يعمل العملية ولكن المبلغ كبير ما رأيك؟ فقال أبيع كل ما أملك حتى أسترجع نظري . فقلت ما هي قيمة الحياة بدون بصر قال لا شيء فبدأت أزيل عنه العصابة وأنا أقول له هنيئا لقد نجحت العملية وقد عاد إليك بصرك ما رأيك الآن وهو فرح جداً وكأنه فقد بصره في الحقيقة وكأنه عاد إليه بصره من جديد فقال الآن أدركت ما قيمة السلامة المهنية وما قيمة تعليمات السلامة.
فلقد عاش دقائق من أصعب الدقائق في حياته مع العلم بأنه لم يفقد بصره إنما جعلته يعيش حالة فقدان البصر في عقله فكانت النتائج أنه وفي نهاية التدريب قال لي نحن نفتقر إلى الأسلوب والطريقة في التعلم لن أنسى ما حييت هذه التجربة .
وفي اليوم الثالث من التدريب قدم المدرب أحمد خير السعدي شرحاً مفصلاً عن الحرائق التي تكون عادة على نطاق ضيق لأن معظمها ينشأ من مستصغر الشرر بسبب إهمال في إتباع طرق الوقاية من الحرائق ولكنها سرعان ما تنتشر إذا لم يبادر بإطفائها مخلفة خسائر ومخاطر فادحة في الأرواح والمتاع والأموال والمنشآت ، ونظراً لتواجد كميات كبيرة من المواد القابلة للاشتعال في كل ما يحيط بنا من أشياء وفي مختلف مواقع تواجدنا والبيئة المحيطة بنا في البيت والشارع والمدرسة ومكان العمل وفي أماكن النزهة والاستجمام وغيرها من المواقع، والتي لو توفرت لها بقية عناصر الحريق لألحقت بنا وبممتلكاتنا الخسائر الباهظة التكاليف. لذلك يجب علينا اتخاذ التدابير الوقائية من أخطار نشوب الحرائق لمنع حدوثها والقضاء على مسبباتها، وتحقيق إمكانية السيطرة عليها في حالة نشوبها وإخمادها في أسرع وقت ممكن بأقل الخسائر.
وقدم عرضاً عن النظافة والترتيب في بيئة العمل أكد فيه على أهمية نشر ثقافة الترتيب والنظافة في الأماكن العامة والعمل وجعل هذه الثقافة تترسخ في أذهان أطفالنا وتحولها إلى سلوك دائم في مجتمعاتنا, بالإضافة إلى العرض الثاني عن عمليات الرفع اليدوي الآمن في العمل وما هي الخطوات للرفع الآمن وقام المتدربون بتنفيذ التمارين عن تلك الخطوات وميزوا بين الرفع الآمن والرفع الخاطئ المؤذي للجسد (الظهر – الفقرات) التي تؤدي إلى أمراض الديسك وانقراص الفقرات.
وفي ختام التدريب كان اللقاء مع المهندس علي العدهان مدير التدريب في محافظة الرقة حيث أكد على ضرورة حضور التدريب لكل المرشحين وتحدث عن أهمية التدريب وتنفيذ خطة 2010 في المحافظة واهتمام القيادة بالعملية التدريبية على كل المستويات .مذكرا الجميع بمقولة السيد الرئيس بشار الأسد عن التدريب حيث قال:
مجرد الحديث عن التأهيل يجعلنا في قلب قضية التعليم التي هي أساس أي بناء وجوهرة في أي مجال وفي أي مجتمع.
وفي اليوم الرابع قدم المدرب عرضاًمفصلاً عن المواد الخطرة وما هي الخطوات والإجراءات الآمنة لاستعمالها ونقلها وتشير الإحصائيات بوجود حوالي 650000 مادة كيميائية مختلفة تم اكتشافها حتى الآن ، ويتم إضافة المئات كل سنة الأمر الذي يعرض حياة وصحة العاملين للخطر في حالة عدم اتخاذ إجراءات السلامة المناسبة.
التعرض للمواد الكيميائية المختلفة من الممكن أن يتسبب في حدوث مخاطر صحية كبيرة تصيب أعضاء الجسم المختلفة مثل الجهاز التنفسي والقلب والكبد والكليتين.بالإضافة إلى الشرح الوافي عن الضوضاء مشيرا الى أهمية التعامل مع هذه المخاطر الفيزيائية بجدية لما لها من مخاطر على الجسم و يعتبر التعرض للضوضاء من أكثر مسببات المخاطر الصحية التي يتعرض لها العاملين في المواقع الصناعية ، وتعرف الضوضاء بأنها الصوت غير المرغوب فيه والذي نتعرض له بصفة مستمرة في المنزل ، في الطريق وفى مواقع العمل المختلفة.
وأخيرا ألقى المدرب أحمد خير السعدي الضوء على معدات الوقاية الشخصية لما لها أهمية في حماية العمال أثناء تأدية أعمالهم حيث أن مهمات الوقاية الشخصية يتم وضعها في تصنيف أساليب الوقاية من مخاطر العمل بأنها خط الدفاع الأخير لوقاية العاملين من عوامل الضرر الذي قد يتعرضون له بسبب ظروف العمل الذي يقومون به ، إلا أنه وفي بعض الأحيان تعد مهمات الوقاية بمثابة خط الدفاع الأول لحماية العاملين من المخاطر كما هو الحال في ارتداء النظارات الواقية للعاملين في أعمال اللحام وتشغيل المعادن أو عند تناول وتداول المواد الكيماوية ... الخ. وتعتبر مهمات الوقاية الشخصية وسيلة وقائية إضافية ومكملة لمجموعة الإجراءات والاحتياطات التي تتخذ لتأمين وحماية العمال المعرضين لمخاطر وحوادث العمل.
وكانت نتائج التقييم فيه ممتازة من تقييم المدرب وتقييم المادة العلمية والقاعة والدورة بشكل عام.
وقد ألقى المدرب أحمد خير السعدي كلمة حضّ فيها المتدربين على ضرورة نقل المعلومات الى زملائهم في العمل وأكد على تفعيل التدريب بالممارسات العملية وتوجه بالشكر الجزيل الى كافة الحضور على اهتمامهم وتقيدهم بحضور أيام الدورة كلها وخص بالذكر السيد محافظ الرقة على جهوده المبذولة لتحسين أداء جميع الموظفين في المحافظة.
المدرب السعدي أثناء التدريب