سوريا - اللاذقية: أحلام وأهداف خلف القضبان دورة متميزة للمدرب محمد عزام القاسم

"بناء الذات – مهارات التواصل – تحديد الأهداف"  هذا هو العنوان الأمثل لدورة هي الأولى من نوعها قدمها المدرب محمد عزام القاسم ضمن حملة تدريب وتأهيل مليون شاب سوري مجاناً وبالتعاون مع جمعية المدى للتنمية في محافظة اللاذقية.

شباب بعمر الورود خلف قضبان الإصلاحية، إنتفت عنهم كل السمات ووصفوا "بالأحداث"، ست وخمسون  حدثاً متدرباً أكبرهم بعمر الـ 17 عاماً، إصطفوا في قاعة مركزهم.

عيون خجلة... الوقوف بالترتيب... صمت يلف القاعة... أيدي مكتوفة...

هكذا تم إفتتاح دورة مركز التأهيل لأحداث اللاذقية، كانوا في الأنتظار منذ الصباح الباكر بصمت...

وفي لحظات، وبعد أن قٌدمت للدورة المهندسة رشا خيربك رئيسة جمعية المدى للتنمية الإجتماعية، بدأت بوابات المتدربين تفتح بواسطة مفاتيح المدرب، بدأت أصوات ضجيجهم تتعالى... وضحكاتهم التي بدأت خجولة انطلقت لتصل حد القهقهة عالياً...

وكانت أولى محاور الدورة عن كتابة الأهداف... ولأن أغلبهم لا يتقن الكتابة بدأت الأقلام تخط الأحلام بالكلمات أو الرسوم، نسوا أنهم لم يختاروا زمانهم ومكانهم لأنهم لم يعوا بعد معنى الحياة.

كانت آذانهم صاغية لكي لا يفوتهم شيء... وأجسادهم متحفزة لتنفيذ التمارين ومتابعة الأفلام المقدمة والمدروسة بدقة، فتوسعت آفاقهم لينتقلوا بأرواحهم إلى خارج المركز...

وبدأت رحلة تحديد الأهداف وإكتشاف الذات، كانت أهدافهم وأحلامهم كلها تصب في منحى واحد وهو الخروج خارج القضبان والعودة للأهل، وبعد ساعات من النقاش عاد المتدربون لرسم أهدافهم التي بدأت تخرج خارج القضبان باتجاه العمل وتحقيق الذات وإنتشرت الأوراق والكتابات والرسومات في كل مكان من القاعة...

وفي اليوم الثاني من الدورة، كانت المفاجأة الكبيرة حيث قام المتدربون باستثمار ليلتهم فقام من يتقن القراءة والكتابة بتعليم من لا يتقنها، وقدموا للمدرب نتائج جهده، هم نفسهم لم يكونوا قادرين على استيعاب فكرة أن البعض منهم تمكن من كتابة الكثير من الكلمات وقراءتها... هدف جديد تحقق في هذه الدورة لم يكن أحد قد خطط له لكن تميز هؤلاء الشباب أبدعه.

وفي هذا اليوم أيضاً تركّز الحديث على مهارات التواصل وإفتراضات البرمجة معززاً بالكثير من التمارين بما تسمح به خصوصية المكان... ومن ثم تعزيز روح فريق العمل..

محاور ومواضيع كثيرة ونقاشات وتمارين، تمحورت حول مصادر البرمجة وأركانها وتحقيق الأهداف وإكتشاف الذات هو السائد دوماً...

حيث لم يوفر المدرب محمد عزام القاسم وبمساعدة القائد الكشفي ناصر تفتافه جهداً لتتحول القاعة داخل المركز إلى فسحة حرية لهؤلاء المتدربين ينهلون منها العلم والفائدة، وظهرت نتائج ذلك في اليوم الأخير، حيث توزع المتدربون الـ 56 إلى مجموعات، وقدموا مشاهد تمثيلية عكست الأمور الإيجابية التي تعرفوا عليها في هذه الدورة... ومن ثم عبروا بشكل إفرادي عن الفائدة التي حصلوا عليها خلال هذه الأيام الثلاثة.

وقد إزداد تميز هذه الدورة بتميز المفاجآت المقدمة فيها، حيث قدمت جمعية المدى شهادات حضور للمتدربين، كما شاركت إيلاف ترين الرائدة في تنمية الموارد البشرية بصناعة المفاجآت، حيث قدمت شهادات مجانية لجميع المتدربين.

أما المفاجأة الأكبر والسعادة التي لا مثيل لها كانت حصيلة جهد أيام ثلاث حيث تم إخراج أحد الأحداث مع طاقم العمل وتم إيصاله إلى منزله والتأكيد على متابعة التواصل معه.....  وهذا ماحدث...

كل شيء كان له طعم مختلف في هذه الدورة، حتى الإحتفال بالنجاح كان عبارة عن قطع حلوى كتب عليها أسماء المتدربين جميعهم.

بعد ذلك ختمت الدورة ووزع المدرب الشهادات بوجود المهندسة رشا خيربك رئيسة جمعية المدى للتنمية الإجتماعية وممثلين عن وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل، وكانت العيون كلها تنضح ببريق جديد يعكس دفقات لا توصف من المشاعر معلنةً البدء بالتغيير... الذي أجمع الجميع على بدايته، خاصةً مع وعود من جمعية المدى بأنها ستتابع هؤلاء الأحداث وتقدم لهم كل الدعم ليعودا فاعلين في المجتمع.