سوريا - اللاذقية: الحلقة الثانية من اللقاء الإذاعي مع المدرب منذر فضة على هدير اذاعة أمواج fm

سوريا - اللاذقية: الحلقة الثانية من اللقاء الإذاعي مع المدرب منذر فضة على هدير اذاعة أمواج fm





ملخص الحلقات الماضية

تحدثنا في الحلقة الماضية عن مجموعة من الأسس والمبادئ لقيادة الحياة
وهي:

  • ليس هناك عصا سحرية للنجاح والطريق إليه قائم على مبادئ وقوانين.
  • يجب أن تقوم بتحسينات مستمرة يومياً الأمر الذي يؤدي إلى نتائج كبيرة في المستقبل.
  • أيضاً وضعنا على الطاولة مجموعة من الأفكار متل:

    كلنا ماهرون في الاختيار ما بين الجيد والسيء... لكن المشكلة هي الاختيار بين الجيد والممتاز... فالجيد هو العدو الحقيقي للممتاز.

    • الفوز يبدأ من البداية... فلكي تنجح في تحقيق هدف ما... يجب أن يكون لديك هدف من الأساس.
    • الفكرة الثالثة هي أن معظم الناس ينتبهون للخلل في حياتهم عندما يأتيهم نداء الاستيقاظ... وبالتالي يجب أن ننتبه للمهم في حياتنا ولا ننتظر نداءات الاستيقاظ.
    • دع البوصلة توجهك ... وليس الساعة ... أهدافك لا مواعيدك.
    • لا تنخدع بالمظهر الهام للأمور الطارئة... واهتم بما هو مهم فعلاً... وتذكر... لمعرفة فيما إذا كان هذا الأمر العاجل، هاماً أم غير هام، اسأل نفسك السؤال التالي، هل يؤدي للمسير نحو الهدف أم لا.

    عند إدارة الوقت... تقسم الأمور إلى:

    • أمور هامة وعاجلة يجب الالتفات لها وحلها مباشرة.
    • أمور هامة وغير عاجلة يجب التخطيط لها.
    • أمور غير هامة وعاجلة... هنا تحل بالتفويض.
    • أمور غير هامة وغير عاجلة... تترك نهائياً ولا يجب الالتفات لها.

    قلت في الحلقة السابقة أن ما يقود حياتنا (البوصلة والساعة إضافة للطوارئ والأهمية)... ماذا يقود حياتنا أيضاً؟

    في الحقيقة يقود حياتنا العديد من المتغيرات... عواطفنا، حدسنا، خوفنا.

    لكن في سياق البوصلة والساعة... الأهمية، والطوارئ، هناك أيضاً متغيرات هامة جداً ألا وهي الألم والمتعة.

    كل ما يقوم به الإنسان في حياته، يقوم به من أجل الحصول على المتعة أو من أجل تجنب الألم.

    وفي بعض الحالات، عندما يصل الإنسان إلى مرحلة لا يستطيع فيها تحمل الألم، عندها تنفجر عنده الكثير من الطاقات.

    لماذا يكذب الطفل؟

    عندما يرتكب الطفل أمراً خاطئاً ما، يكذب من أجل تجنب الألم الذي سيسببه معرفه أهله بخطئه،

    لماذا يخفي أموراً عن أهله؟

    أيضاً لتجنب الألم، وتحقيق المتعة بالهروب من الموضوع.

    هذا الأمر أيضاً له علاقة بالظاهرة الأسوأ في إدارة الحياة... ألا وهي "التسويف"، أو التأجيل...

    عندما لا أؤدي واجباً معيناً... فالسبب أنني أعلم بأن في تأدية هذا الواجب ألماً معيناً... سواء كان جسدي أم ذهني، فأستعيض عن هذا الألم، بمتعة الراحة وعدم القيام بالواجب.

    لكن ما الذي يحصل على المدى الطويل من جرّاء هذه الطريقة في الحياة؟

    واجبات كثيرة لا تنجز، تقصيرات كبيرة على الصعيد الشخصي، الانتقال لحالة الطوارئ والابتعاد عن الأمور المهمة... وصرف الكثير من الوقت في الأمور الغير هامة وغير عاجلة، هذه الأمور التي تحدثنا في الحلقة السابقة أنه يجب ألا يتم صرف أي وقد أو جهد فيها.

    بالنهاية... ستقودك الحياة بدل أن تقودها.

    فهمك لمعادلة الألم والمتعة هي بمثابة تحديد المشكلة، وتحديد المشكلة هو نصف عملية الحل.

    فكر عند تأجيلك أو تسويفك لأي قرار بمعادلة الألم والمتعة، وفكر بنجاحاتك السابقة، عند النجاح ينسى الإنسان كل تعبه وأول كلمة يقولها بأن هذا التعب لم يذهب سدىً.

    تحملك للألم الآن سيؤدي لتحقيق المتعة على المدى البعيد.

    يوسين بولت، حطم الرقم القياسي العالمي بـ 9.58 ثانية... فكر عزيزي المستمع بكم الساعات الهائلة التي قضاها في التدريب والتحضير لهذه الـ 9.58 ثانية!

    فكر بالتغلب اليومي على ألم التدريب لتحقيق هذا الإنجاز؟

    أتمنى أن تكون لديك نفس الرغبة في النجاح.

    كيف تقول لا بلباقة؟

    ما رأيك بإجازة مدفوعة الثمن في مدينة البندقية في إيطاليا لمدة 10 أيام في شهر تموز المقبل؟

    الجواب بنعم أسهل بكثير من الإجابة بلا... المتعة فورية بينما الألم لا نفكر فيه الآن.

    من السهل أن تقولي نعم بالرغم من أنك لم تفكري بمشاريعك والتزاماتك وأولوياتك... هذا ما يحصل للبشر عادةً.

    ببساطة من السهل أن نقول لا عندما تكون هناك نعم قوية تصرخ في داخلنا... النعم هي البوصلة التي توجهك نحو أهدافك.

    المبدأ كالعادة بسيط... كيف تجعلين فتاة في غاية الجمال تبدو عادية؟

    ببساطة ضعيها بجانب فتاة تفوقها جمالاً بكثير.

    كيف تجعلين شخصاً قوي يبدو ضعيفاً؟

    نضعه بجانب شخص أقوى منه بكثير...

    الناس تتصرف وفق للأهمية الظاهرية التي في الغالب تكون عاجلة.

    فكيف تجعلين شيئاً مهماً يبدو غير مهماً بتاتاً؟

    أحد الأصدقاء طلب الاستشارة في موضوع إدارة الوقت أيام الإمتحان، وعن استجابته لبعض الطلبات. 

    هل الإنسان مسير أم مخير؟

    لم أجد أي ديانة أو أي معتقد فكري يقول بأن الإنسان مسير في حياته... طبعاً كلامي له مرجعياته هنا.

    والقوانين الكونية واضحة في هذا المجال... الإنسان مخيّر وبالكامل... وكالعادة القانون ثابت وإدراكك له هو ما يتغير.

    فيما يتعلق بإدارة الوقت والأولويات أنت مسيّر، ومسيّر جداً.

    مسيّر بالساعة، بالطوارئ، بالألم والمتعة.

    لكن لديك الخيار... إما أن تبقى مسيّراً أو تبدأ بقيادة حياتك وتستبدل الساعة بالبوصلة والطوارئ بالأهمية والألم والمتعة بالمبادئ الكونية، هذه المعضلة هي معضلة اختيار بين أمرين أحدهما سيء والآخر جيد... والخيار سهل بالتأكيد.

    هل القيادة تولد مع الشخص أم تكتسب من الحياة؟

    هذه واحدة من أكبر المغالطات التي يقع فيها الناس في أغلب علوم الحياة... القيادة علم يدرس ومهارة مكتسبة بالتطبيق... الذين نقول عنهم أنهم ولدوا قادة هم أشخاص تربوا على هذا الأمر واجتهدوا في علوم القيادة دراسةً وتطبيقاً، في الحالات العادية جداً، هم أشخاص يتمتعون بشخصية قوية وذكاء اجتماعي ودقة ملاحظة بحيث أن عقلهم يلتقط كل ما يتعلق بكيف يصبحوا قادة أفضل أو أشخاص وضعوا مجبرين في موقع قيادي جعلهم يطورون مهاراتهم القيادية.

    لم نسمع بشخص ولد طبيباً أو مهندساً أو محامياً أو إعلامياً... هذه كلها علوم يجب دراستها وممارستها لتكون الأفضل فيها.

    كيف نرتب الأولويات إذا كان وقتنا غير منظم؟ إذا كان وقتك غير منظم فالأولوية تنظيمه:

    أولاً: يجب تحديد البوصلة (أهدافك في الحياة)... صورة الـ Puzzle الكبيرة.

    ثانياً: الانتقال من الانقياد وراء الطوارئ إلى القيادة باتجاه الأهمية.

    ثالثاً: يجب التقدم يومياً باتجاه الهدف ولو بخطوات قليلة (الكايزن).

    رابعاً: إدراكك للأولويات والعمل على تحقيق الأهداف يجنبك نداءات الاستيقاظ للاهتمام بهذه الأولويات.

    من الضروري جداً أن تجدي الإجابة على سؤالين هامين:

    ما هو النشاط الوحيد الذي لو قمتي بتنفيذه بانتظام وإتقان ستحصلين على نتائج إيجابية جداً في حياتك الشخصية؟

    وما هو النشاط الوحيد الذي لو قمتي بتنفيذه بانتظام وإتقان ستحصلين على نتائج إيجابية جداً في حياتك المهنية؟

    كيف بالإمكان ادارة الوقت بفصل الصيف مع الاخذ بعين الاعتبار الامور المهمة وغير المهمة يعني بمعنى أخر ترتيب الأولويات

    أنا سعيد أن أجد الأسئلة قد تم الإجابة على 90% منها خلال الحلقات ويبقى بعض الإضافات والرتوش... وسعيد بوجود أشخاص يفكرون في تحقيق أقصى استفادة من الوقت المتاح في فصل الصيف.

    أؤكد دائماً على ضرورة تحديد الأهداف... لتتم قيادة الحياة بواسطة البوصلة والأهمية.

    أنت تسير في حياتك... ومعك حقيبة حياتك، كل ما عليك فعله هو النظر في محتويات هذه الحقيبة وأن تسأل نفسك

    • هل أنت راضٍ عن محتويات هذه الحقيبة؟
    • هل بإمكانك إضافة المزيد لهذه الحقيبة؟
    • ماذا تود أن تضيف؟
    • لماذا تود أن تضيف؟
    • كيف تود أن تضيف؟
    • متى تود أن تضيف؟

    رسالتك في نهاية الحلقة:

    في قيادتك لحياتك، قد تصل لتكون الأفضل أو الأول بالمثابرة، أو بالغش والخداع، الكثير من الأشخاص تتاح لهم الفرصة بأن يكونوا الأفضل في مجال معين من مجالات حياتهم... لكن قلة هم الأشخاص الذين تتاح لهم الفرصة ليكونوا عظماء.

    وكما قال المتنبي:

    ولم أرَ في عيوب الناس شيئاً     كنقص القادرين على التمام

    أعتقد بأنك أصبحت تدرك الفرق، وتذكر دائماً أيضاً قول المتنبي:

    وتعظم في عين الصغير صغارها    وتصغر في عين العظيم العظائم

شارك