سوريا – اللاذقية: ورشة عمل بعنوان "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك"
المدرب ناصر تفتافة والمدربة مي نويلاتي خلال ورشة العمل |
ضمن فعاليات تدريبية في مدينة اللاذقية صيف 2013 أقُيمت ورشة عمل بعنوان "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك" بتاريخ 26\ 9\ 2013, تحت إشراف المدرب ناصر محمد تفتافة والمدربة مي توفيق نويلاتي, حيث استمرت الورشة لمده ستة ساعات في اليوم التدريبي الواحد وقد كان عدد المتدربون خمسه وسبعون متدرب ومتدربة.
المدرب ناصر محمد تفتافة هو مدرب معتمد من إيلاف ترين ولديه خبرة تجاوزت الثلاثين عاماً في كشاف اللاذقية فيما يخص الدورات الكشفية والمخيمات والعمل ضمن مشاريع لتطوير المواطن السوري, كما أنه خريج معهد طبي ولديه مستودع الأدوية الخاص به ويديره شخصياً بالإضافة إلى الدورات التي يقوم بها في مجال تنمية الموارد البشرية.
أما المدربة مي توفيق نويلاتي وهي المدربة المساعدة والمعتمدة من إيلاف ترين في ورشة العمل هذه, هي مدرسة لغة إنكليزية تقوم بتدريس طلابها وتدريبهم باستخدام تقنيات التعلم السريع وتطبيق مهارات التواصل معهم للحصول على أفضل النتائج والارتقاء بالتعليم إلى أعلى المراتب في سوريا .
حيث بدأ المدرب ناصر في مرحلة كسر الجليد بتوزيع مجموعة من الكرات الزجاجية الصغيرة المختلفة الألوان على المتدربين وتوزيعهم لمجموعات كل حسب لونه ثم قام بتوزيع أوراق صغيرة ملونة وقام المتدربون بتحديد أكثر عامل مضيع للوقت على الصعيد الشخصي, وتم توزيع استبيان لمعرفة مدى استثمار كل متدرب لوقته, وتكلم المدرب عن تاريخ الوقت وما هي أنواع الساعات كالرملية والمائية والشمسية باستخدام عرض فيديو توضيحي.
ثم قام المدربان بشرح كيفية توزيع الوقت الشخصي لدى كل إنسان من خلال ملئ وعاء بكرات كبيرة التي تمثل الكرات الضخمة وهم العائلة والقيم الخاصة ومن ثم الكرات الأصغر وهم الأصدقاء وأولاد الحي ومن ثم مجموعة من الرمال التي تمثل الاشخاص والمواقف العابرة وهنا كان السؤال هل لدينا متسع في الوعاء فكان الجواب لا؟ لكن الحقيقة أنه هناك متسع لكوبين من العصير الذين يمثلون الوقت الإضافي الذي يجب أن نستثمره بأفضل طريقة, وقد قاما بتوزيع أوراق كبيرة وطلب من المتدربين العمل كمجموعات و رسم الكف وكتابة خمسة أشياء مفيدة ممكن استثمار الوقت بها وقد تنوعت الإجابات كالمطالعة وقراءة آيات من القرآن الكريم والاهتمام بالأولاد والبيت.
كما تخللت ورشة العمل مجموعة من الفيديوهات التحفيزية فيما يخص إدارة الوقت, ومن ثم قامت المدربة مي بتوضيح سلم التعلم وكيفية تطبيق ما قاموا بكتابته ضمن مجموعتهم وذلك بتنظيم وقتهم حتى تصبح لديهم مهارة في العقل اللاواعي, وختم المدرب ناصر بتحديد الأولويات والتمييز بين الأعمال المُلحّة والأنشطة المُهمة، وقد أشار إلى مصفوفة الوقت والتي تُقسّم أنشطتنا إلى أربع مجموعات حسب بُعدي الأهمية والاستعجال.
المربع الأول وهو الأنشطة المُهمة والمُستعجلة: حيث أن المربع الأول يتحكّم بنا، بينما نحن نتحكّم في المربع الثاني، وكلما زاد التحكّم بالمربع الثاني كلما تغيّرت طبيعة المربع الأول، حتى أنه من الممكن وإلى حد كبير أن نتحكّم بالمربع الأول بهذه الطريقة، وأن نمكث فيه باختيارنا.
المربع الثاني: وهو يدل على الأنشطة المهمة وغير مستعجلة. تطوير مهارتنا وقدراتنا الجسدية والفكرية من خلال حضور دورات تدريبية تهمّك في التطوير, إن إنفاق الوقت في هذا المربع يبني قدراتنا على الفعل في الحاضر والمستقبل ويؤدي إلى عدم تحويل الأمور الهامة إلى مُستعجلة، وبالتالي يُقلِّل من حجم وقت الأنشطة المُنفقة في المربع الأول (ومن هنا عندما نتحكّم في المربع الثاني – القابل للتحكّم – نستطيع التحكّم بالمربع الأول نوعاً ما)، وإذا أهملنا أو أجّلنا أنشطة المربع الثاني أو لم نكن فعّالين فيه، فسيؤدي هذا إلى تحوّل الأمور الهامة إلى أمور مُستعجلة مما يؤدي إلى اتساع مساحة المربع الأول، وبالتالي إلى ظهور ضغط العمل، والإرهاق، والقلق، والمزيد من الأزمات، أما إنفاق الوقت في هذا المربع فسيؤدي إلى تقليل مساحة المربع الأول تلقائياً، فالتخطيط والاستعداد، ومنع المشكّلات قبل حدوثها، يجعل الكثير من الأمور غير مُلحّة أو عاجلة. وميّزة المربع الثاني أنه لا يتحكّم فينا، بل نحن الذين نتحكّم فيه على عكس المربع الأول الذي يتسم بالطوارئ، ولذلك يمكن تسمية المربع الثاني مربع الفعالية. نستطيع أن نُنفق وقتاً أكبر في.
المربع الثالث: وهو الذي يدلُّ على الأنشطة غير المُهمة ولكنها مُستعجلة، ومنها مُقاطعات المكالمات هاتفية, وللتفريق بين أنشطة المربع الأول والثالث اللذين يحملان سمة الاستعجال، لا بد من أن تعرف بأنه إذا كان النشاط الذي تقوم به يُساهم في تحقيق غاية من غاياتك فهو من أنشطة المربع الأول، وإذا لم يكن كذلك فهو من أنشطة المربع الثالث.
المربع الرابع: وهو الذي يدلُّ على أنشطة غير مُهمة وغير مُستعجلة ومنها مشاهدة التلفزيون للتسلية, فنحن قد نحاول الهرب من نغمة الاستعجال في المربع الأول والثالث (اللذان تعودنا على الانغماس في أنشطتهما) إلى المربع الرابع رغبة منا في إنعاش وتجديد حياتنا، ولكن الحقيقة أن الفعالية توجد في أنشطة المربع الثاني، فإنفاق الوقت في هذا المربع يؤدي إلى هدر وقتك وطاقتك وبالتالي حياتك، وإذا لم نُنفق وقتاً في هذا المربع سيصبح لدينا وقتاً كبيراً لأنشطة المربع الثاني, كما هو الحال إذا قلَّلنا الوقت المُنفق في المربع الثالث، وذلك من خلال النظر إلى أعمالنا المُستعجلة فقط من منظور الأهمية.
إن قيمة المصفوفة في أنها تُبصّرنا بأن أهمية ودرجة إلحاح الأمور المطروحة علينا هي التي تُحدِّد اختياراتنا في كيفية استثمار الوقت المُتاح لنا، إنها تُظهر لنا أين يتم إنفاق معظم وقتنا؟ ولماذا نُنفق كل هذا الوقت في أمور معينة؟ إنها تُبصِّرنا أيضاً بأنه كلما زادت درجة الإلحاح والطوارئ كلما قَلَّت درجة الأهمية.
كان لما هو مهم وما هو مستعجل لها أثر كبير بتحديد الأولويات لدى المتدربين واستثمار وقتهم بالشكل الأمثل .
إن ورشة العمل هذه تهم كل من الطلبة الجامعيين الأهالي والمدرسين حيث سيكون استثمار الوقت له نتائج أفضل في حياتهم الشخصية والعملية وإذا طبق سيكون الوقت ذو فاعلية وبالتالي سينعكس إيجابا على المجتمع ككل.
وقد التقى المدربان السيدة سلاف وهي عضو مجلس إدارة جمعية البشائر وكان لها الرأي التالي: "أنها محاضرة ممتعة ومفيدة بآن واحد وكان لها اقبال وتعليقات إيجابية من المتدربين", وقد طالبت بتوسيعها في المرات القادمة بناء على رغبة المتدربين. والتقى المدربان أيضاً بالدكتور عصام طايع رئيس مجلس إدارة الجمعية وقد أشد على أيادي المدربين لبناء الأنسان ولرفع من سوية ثقافة المجتمع السوري.