سوريا - دمشق: اختتام دورة مميزة تحت عنوان "موطني" في دبلوم البرمجة اللغوية العصبية

سوريا - دمشق: اختتام دورة مميزة تحت عنوان "موطني" في دبلوم البرمجة اللغوية العصبية
الصورة التذكارية


دمشق، سوريا - 2013-09-05



 

"مـوطنـي رصاصة في صدر كل معتدي ومنارة لـكل مهتـدي أجمل دورة وأوفى متدربين "...

بهذه الكلمات لخص المدرب الخبير محمد عزام القاسم بداية الدورة .

 

لم تكن دورة عادية... كانت منذ لحظة الإعلان عنها تحمل هماً يتشاركه السوريون جميعاً... عنوانها حمل في طياته كل المعاني...وأفقاً أوسع بكثير من حدود جغرافية...

بدأت الدورة ومباشرة تم توزيع المتدربين إلى مجموعات ست،  ومع تقدم محاورها تم توزيع قطع خشبية مفككه على المجموعات الموجودة... ستة بيوت مختلفة الأشكال عمل المتدربون على تجميعها ليكون لكل بيت عنوان... لكل بيت صبغة مختلفة... لكل بيت مجموعة ترعاه.

عمل المدرب محمد عزام القاسم على أن يقوم المتدربون بإسقاط محاور الدورة على أساسات المنازل وجدرانها... وفي خضم أسئلتهم التي بدأت منذ اللحظة الأولى عن كيفية ذلك وجدواه ومعناه... كانت الرسالة تتعزز شيئاً فشيئاً.

مع أيام الدورة والتقدم بمحاورها بدأت الصورة تتضح أكثر فأكثر... هذا البيت... كل منا يحبه على طريقته... كل منا يؤمن ان جدرانه الأربعه تضم في فراغها أنماطا وشخصيات قد لا يجمعها إلا هذا الفراغ, كل منا لا بد أن يؤمن أن حميمية ودفء المدخنة... سكون الزوايا... وشمساً تطل على الشرفات ستصل لكل من هذه الأنماط . كل منا يجب أن يعرف أن هذا المنزل... كهذا الوطن... يضم اختلافات لا خلافات.

محبي "موطني" على مدار الأيام الستة... نسقوا منازلهم الخشبية كل منهم وفق محبته له ورؤيته وخارطته... فكانت الإضافات اليومية على هذه البيوت الخشبية ماهي إلا انعكاس لتقبل المتدربين لبعضهم البعض واتفاقهم الضمني على جعل كل بيت أجمل من الآخر بمحبتهم وحرصهم عليه.

بعض البيوت ضمت الهلال والصليب... وبعدها جمع جمال الشجر وروعة البحر... حتى كرم الضيافة تجسد على باب أحدها... كانوا أبعد ما يكون عن بيت واقعي... كان كل منهم اختصارات ورموز تتحدث عن نفسها دون كلام.

مع تقدم محاور الدورة... تلاشت أهمية المادة العلمية وبدأت اسقاطاتها في أذهان المتدربين على الحياة الحقيقية... على تربية الأجيال والعمل على حل الأزمة الحالية... أسئلة كبيرة وعميقة وجهها المتدربون بشكل مباشر للمدرب المبدع الدكتور محمد بدرة الذي شاركهم ساعتين من دورتهم عبر شبكة الأنترنت...

بمعرفة ملوك البرمجة أجاب أسئلتهم، بحرص المدرب خاطبهم، وبإحساس السوري الحق ختم حديثه... بمشاعر صادقة حفز دموع كل من في القاعه... وقدم خلاصة عمر عن تقبل الآخر وتقبلنا لأنفسنا.... كان موقفه أكبر من أي وصف وصوته العميق سيبقى محفورا في الأذهان... "أنا متأكد أنكم سوف تبنوها... أنا متأكد أن كل واحد منكم سيكون على قدر المسؤولية... أنا متأكد... أنا متأكد..."

ختام اليوم الخامس من الدورة كان أكثر من رائع حين طلب المدرب محمد عزام القاسم من المتدربين أن تزغرد بيوتهم بالمحبة .

 وفي اليوم الأخير ختمت الدورة باختبار مميز... ورقة احتوت كلمات مختلفة... أحاطت بكلمة "بيتنا" وفي رحلة البحث عن الكلمة الضائعه ضمن لعبة ورقية... كانت النتيجة الحتمية الوصول إلى بيتنا الكبير المؤلف من خمسة أحرف... "سوريا".

والاختبار الحقيقي كان عندما حضر بعض الأشخاص طالبين شراء أحد البيوت الخشبية ليتم تزيين بيته بها... وعرض مبالغ مالية ضخمة على المتدربين كل على حده فما كان من قادة  المجموعات إلا أن رفضوا  وكان التعليق منهم:

"هذا بيتنا نحن لا نبيعه... بيت خشبي بنيناه خلال 5 أيام لا نبيعه... فكيف يبيع الشخص وطنه؟؟!!!"

بعد ذلك تم توزيع قطع خشبية مختلفة الأشكال على المتدربين... طلب منهم أن يكتبوا تعليقاتهم عن الدورة على الوجه المغطى باللون الأبيض... وبعد الانتهاء... تم جمع القطع سوية, على أنغام أغنية "موطني" تجمعت قطع الصورة... لتكون على أحد وجوهها تعليقات المتدربين وعلى الجهة الأخرى سوريا الخضراء... موطن الجميع... جمعها المتدربون مع المدربين محمد عزام القاسم وأحمد خير السعدي والدموع تغطي الوجوه... جمعوها بمحبة ومن لم يتسع له المكان ليشارك وقف يصدح صوته بكلمات الأغنية.

موطني... وكما كتب عنها المدرب أحمد خير السعدي لم تكن عنواناً لدورة وحسب... بل حالة من المشاعر الحقيقية التي تجلت على جميع من جاء لحضور هذه الدورة, موطني: اختزلت اليوم كل السوريين في غرفة مساحتها لم تتجاوز 40 م2, رقعة فيها أحجار ثابتة غالية لها تاريخ عريق, خريطة رسموها بأيديهم وبكوا وهم يرسموها, لوحة فسيفساء كاملة متكاملة, تنوع حقيقي كل يكمل الآخر, موطني: التغيير, البسمة, الاكتشاف, المحبة, دموع صادقة ذرفت من القلب, أسف واعتذار لكل من اساء لوطنه سوريا, موطني: كادر عظيم أدرك أن النجاح يتعدى حدوده (لينا - ميس - زياد -همام – عبد الكريم), "حملة تدريب وتأهيل مليون شاب سوري".

ولأن العادة جرت أن يعلق المتدربون على دورة حضروها... ويقيمون الأسلوب والمعلومة، كانت المفاجأة تعليقات المدربين على دورتهم.... دليلاً على مدى اتحادهم بدورتهم... التصاقهم بمتدربيهم... قناعتهم بما قدموه... كانوا قدوة لكل من حولهم... قدموا ما عاشوه... حقيقيون مبدعون صادقون كانوا... خير مثال للمدربين كانوا... خير مثال للسوريين سيبقون.

لحظات التأثر هذه  سجلها بإبداع تلفزيون نور الشام... الذي فاجأ المتدربين في ختام دورتهم وأنجز ريبورتاجاً عن الدورة وعنوانها الملفت... مستثمراً الأجواء الرائعه التي كانت ضمن تلك القاعة ومؤكداً على خصوصية هذه الساعات وتميزها.

بهذه الأجواء من المشاعر العارمة تم الختام... وكلمات أغنية "بكتب اسمك يا بلادي" كانت تشارك المتدربين لحظات توزيع شهاداتهم ومبادلتهم المحبة لبعضهم البعض، وشاركهم في هذه اللحظات القائد مجد رستم والقائدة كلير عبد الجليل من كشاف فرقة "مارافرام السرياني" اللذين عملا وبشكل شخصي على تجهيز البيوت الخشبية وأشرفوا على تجهيز الخارطة اللغز... وبوجود المدربة إيمان واسطي التي قدمت عملا فنياً رائعاً برسم كلمة موطني وفيها وجوهاً عدة من بيئات مختلفة لتعبر عن تنوع هذا الوطن... بالإضافة لكادر التدريب المساعد المدربة لينا ديب، المدربة ميس أحمد، المدرب محمد زياد وتار، المدرب عبد الكريم حميدان، والمدرب همام هندي.

كان الختام مميزاً... والعهد باق والرسالة واضحة:

أن تبني مستقبلك... قد تكون مهمة أو حلماً شخصياً...

أن تبني نفسك... قد يكون طموحاً أو إصراراً أو تحدياً...

لكن أن تبني بيتا فهو حاجة وضرورة ومسؤولية...

موطني... سواعد أبنائك ستبنيك لبنة تلو الاخرى... بيتاً تلو الآخر... أسرة بعد أسرة 

موطني... وأي فضاء يستحق الحماية والتسييج إﻻ انت... لك سواعدنا للبناء وأرواحنا للحماية.... ونقطة الانطلاق ستكون في رحلة التغيير التي بدأت مع لحظات النهاية.

 

تعليقات المتدربين:

"من أقوى وأصعب المهمات عندما تقدر وبقوة ان تختصر عظمة الوطن بدورة ولا أروع ولا أقوى ولا مثيل لاسمها دورة "موطني" بمشاعرها وحميميتها وتأثيرها وبكل ما قدّم فيها  كلمات... دموع.... ضحكات... وتراقص القلب... وفرحة بالنصر سورية ستبقى والكل سيذهب هي باقية مادامت الأرض والسماء كم..نفخر أساذتنا أ.عزام القاسم، أ.أحمد خير السعدي الكادر المعجزة: لينا، ميس،عبد الكريم، همام، زياد،  والفخر لنا بالحضور الكريم... بالسوريين العظماء أرفع لكم القبعة جميعا وأنـا سـوري آه يا نيـالي." رندة الحلبي, مدربة معتمدة.

"ننحني لجهودكم... وننحني لعطاء هذا الشباب الرائع، ولطالما وجد بالوطن من أمثال هذا الشباب فلا خوف عليه." إيمان الأصفر.

"دورة موطني لخصت الوطن في قاعه... شكرا استاذ عزام... شكرا استاذ أحمد". فارس الصواف.

"شكرا لكم دكتور عزام... ولجميع الحاضرين... أغنيتم حياتنا بمحبتكم". كارولين الصايغ.

"موطني هو أنتم... قلوبكم المحبة وعطاؤكم اللامحدود... هو تجربة لن نعيشها إلا على هذه الأرض ومع هذه الأرواح... موطني قصة عشق لن نسمح للتاريخ أن يتوجها إلا بالغار ". لينا ديب - مدربة معتمدة.

معرض صورة (1).

معرض صور (2).

شارك