قطر - الدوحة: الأستاذ سامي جاد الشامي مدربا معتمدا في فن القراءة والحكاية

قطر - الدوحة: الأستاذ سامي جاد الشامي مدربا معتمدا في فن القراءة والحكاية
الأستاذ سامي جاد الشامي يعرض مشروعه عن الحكاية فنون وخيال





واختتمت في الدوحة يوم الأربعاء فعاليات دورة "الحكاية .. فنون وخيال" التي نظمها المركز الثقافي للطفولة على مدى خمسة أيام بمقره بالحي الثقافي  وشارك فيها الأستاذ سامي جاد الشامي المدرب المعتمد في التنمية البشرية من إيلاف ترين البريطانية وذلك ضمن المشروع الوطني لتنمية القراءة لدى الأطفال الذي ترعاه سعادة الشيخة حصة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة وبمشاركة نخبة مميزة من رجال التربية والمهتمين بشؤون الطفل وعدد من المؤسسات التعليمية، كما أشرف على تقديمها خبراء في فنون المسرح والإلقاء والحكاية من مختلف الدول العربية.

وقام السيد محمد المراغي عضو مجلس إدارة المركز بتكريم المشاركين وتسليم الشهادات للمتدربين في ختام أعمال الدورة اليوم التي شهدت تقديم مشاريع تخرج وكانت عبارة عن حكايات من تأليف المتدربين عملوا على تقديمها بأسلوبهم الإبداعي أمام الحضور الذين قدموا ملاحظاتهم وتقييمهم لأسلوب الكتابة وطريقة التقديم.

وقدم المراغي درع المركز الثقافي للطفولة للسيدة وفاء المزغني الباحثة في أدب الطفل ومديرة الدورة عرفانا بالجهود التي بذلتها رفقة الطاقم المدرب المشارك معها في تقديم الدورة وإغنائها.

وتوجه المراغي بالمناسبة بالشكر الجزيل لكافة المتدربين منوها بحضورهم ومواظبتهم ومشاركتهم الغنية وتفاعلهم الجيد مع الأفكار والتجارب التي قدمت لهم في الدورة، كما شكر الخبراء على حرصهم على تقديم أبرز خبراتهم وتجاربهم وأفكارهم بأسلوب جيد لقي استحسان المشاركين.

وعبرت السيدة المزغني عن شكرها للمركز على إتاحة هذه الفرصة الفريدة للقاء بين مدربين ومتدربين من مختلف التخصصات والثقافات العاملين في مجال الطفولة، وقالت إن أيام الدورة الخمسة مرت في أجواء من الجدية والحميمة والأخوة، ونوهت المزغني بجهود المركز الجلية في العناية بثقافة الطفل وتكوين المكونين بخصوصها وانفتاحه على كفاءات عربية للإشراف على هذا التدريب. معبرة عن أملها في لقاء قريب للتفكير والعمل من أجل خدمة الطفل العربي.

ومن جانبه أكد الدكتور حسن المؤقت خبير ومدير المشاريع بالمركز الثقافي للطفولة أن الدورة كانت ناجحة بامتياز متمنيا مساهمتها في النهوض بثقافة الاهتمام بالطفل وتنمية ثقافته، وأشار المؤقت إلى أن المركز حرص على انتقاء الكفاءات والطاقات التربوية للمشاركة في الدورة من خلال المقابلات الشخصية المسبقة كما حرص على الانفتاح على التجارب العربية في مجال الحكاية والاستفادة من الأطر والطاقات الفاعلة في هذا المجال.

ونوه الدكتور المؤقت إلى أهمية الحكاية في حياة الطفل، مشيرا إلى وجود عودة قوية في العالم الغربي للتراث الشفهي والحكايات لمواجهة مد العولمة والغزو الإلكتروني الذي استلب عقول الأطفال داعيا الأمهات والآباء إلى المواظبة على قراءة الحكاية لأطفالهم قبل النوم لأن الحكاية تربي الدفء وتنمي عقل الطفل وخياله وتشعره بالراحة والأمان وتعزز ثقته بنفسه، مشيرا إلى أن العديد من الدراسات الاجتماعية والنفسية أجمعت على أهمية القصة والحكاية وانعكاسات الإيجابية على نفسية الأطفال حيث تبني شخصيته من خلال تعليمه وتثقيفه وتحبيبه في القراءة بشكل غير مباشرة وتمكينه من امتلاك ملكة النقد البناء ومهارة الملاحظة الجيدة.

وعن مخرجات الدورة أفاد الدكتور المؤقت بأن المركز سيعمل على توظيف المادة العلمية المقدمة في الدورة وتنقيحها وطباعتها وتدريب المدربين عليها من أجل العمل على تقديمها لمتدربين جدد، حيث سيكون خريجو هذه الدورة نواة رئيسية لمدربين على فن الحكاية، مشيرا إلى أن الدورة الحالية هي استكمال لدورات مماثلة قدمت في الخور والوكرة والدوحة ومسيعيد والشمال، وسيعقبها دورات جديدة مستقبل، لافتا في هذا الصدد إلى تلقي المركز لطلبات من مؤسسات تعليمية ومجمعات تربوية للاستفادة من هذه الدورات في مقرها لفائدة المختصين فيها.

وقد نوه عدد من المشاركين بالأجواء الطيبة التي سادت بين المشاركين طوال أيام الدورة الخمسة وخلقت فيما بينهم جوا من الألفة والحماسة والأخوة حيث قال الأستاذ  سامي جاد الشامي (المدرب المعتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات من مؤسسة إيلاف ترين البريطانية ومنسق اللغة العربية بمجمع الأندلس التربوي) أن الأجواء كانت إيجابية جدا وعرفت الدورة تفاعلا كبيرا من قبل المشاركون مع المشرفين.

وأضاف أن "ما يميز هذه الورشة أن كل من فيها مهتمون متخصصون في مجال التربية، فجميعهم تربويون ومهتمون بشؤون الطفل في قطر مما يكون مفيدا جدا في نقل هذه الأمور التي تعلموها لمجالات عملهم وتخصصهم وحقول التعليم، وبالتالي العمل على خلق جيل واع له قدرة وطاقة ومقدرة على القراءة، لأن القراءة هي صانعة الأمم والحضارات، فأمة بلا قراءة لا حاضر ولا مستقبل لها، وحري بنا كأمة إقرأ أن نكون فعلا أمة قارئة وواعية ومؤدية لواجبها أداء جيدا لما قرأته بعقلانية وفهم ووضوح ليستقر في عقول ووجدان أجيالنا القادمة عندئد نشعر ونوقن ونطمئن بأن المستقبل لنا بإذن الله".

ومن جهته أقر خالد المهندي (مستشار ومدرب في فنون القيادة وإدارة التغيير ورفع كفاءة الشركات) أن الدورة أضافت له الشيء الكثير سواء في حياته الشخصية أو مجاله العملي كمدرب، مضيفا بأن طريقة الحكاية وأسلوب القصة سواء في البيت أو المحيط يعطي انطباعا بتقارب أكثر وحميمة رائعة.

وأضاف المهندي "تدربنا في الدورة على كيفية ترسيخ المعلومة وزرع القيم من خلال القصة والحكاية، وتعرفنا على توصيف القصة وكيفية تكرار الأحداث من قبل المتلقي والوصف الذي يحاكي خيال الطفل لاستيعاب القصة ومعايشة أفكارها وآرائها"، وأشار إلى أن المدربين استخدموا أساليب تغيير الصوت والإيحاءات والإيماءات وحركات الجسد ومختلف الأدوات التي يمكن استخدامها من إضاءة ومؤثرات صوتية أقنعة للتأثير على المتلقي من خلال عكس وجدان الحاكي من خلال الحكي.

وأكد المهندي على أن استفادته من الدورة ستنعكس على استثمار خلاصاتها في القطاع الخاص من خلال تقديم دورات خاصة للمدارس تشرف عليها الشركة التي يعمل بها، من خلال استخدام القصة والحكاية لتوصيل المعلومة للطلاب بالتركيز على معاقل التفكير الثلاث وهي العقل والقلب والإحساس في رسم القصة وتلقيها والتفاعل معها سواء كقصص أو مادة علمية أو ثقافية أو قيم وأفكار نسعى لتمكين الطفل منها، إلى جانب استخدام هذه التقنيات لرفع كفاءة المدارس تأكيدا وتركيزا على ثقافة جودة التعليم.

وقال يوسف الحسيني أحمد (أخصائي الفنون المسرحية بالمركز الثقافي للطفولة) أن الدورة كانت عبارة عن تعريف كاملة للحكاية لغويا وتراثيا وشعبيا وثقافيا، وأكد على "أننا تمكنا بفضل المحاضرين الأكفاء من معرفة عناصر الحكاية كاملة والمتطلبات التي يجب أن تتوفر في الحاكي"، مضيفا أن الدورة ركزت الدورة على تعريف المشاركين بكيفية الاستفادة من الحكاية كموروث شفوي لفائدة القراءة والإطلاع على المصادر المعرفية المتعددة وتطوير عملية القراءة، حيث أن الحكاية تدفع الفرد لتكوين مصادر معلومات، ونوه الحسيني إلى أن العروض التطبيقية والتدريبات هي أبرز اللحظات التي شهدتها الدورة التي سهر على تطبيقها خبراء ذو كفاءة عالية من مختلف دول العالم العربي.

 

شارك