قطر - الدوحة: المدرب الأستاذ سامي جاد الشامي: صناعة أبنائنا المبدعين مسؤولية الآباء و المعلمين
من اليمين فضيلة الشيخ محمد موفق لطفي - المدرب الأستاذ سامي جاد الشامي |
عقدت مدرسة الأندلس الابتدائية بنين مؤتمراً حاشد لمجلس الأمناء والهيئتين التدريسية والإدارية تحت رعاية فضيلة الشيخ محمد موفق لطفي مدير المدرسة وإشراف الأستاذ محمد جهاد عدي نائب المدير للأنشطة الطلابية ومكتب التربية الاجتماعية بإشراف الأستاذ إبراهيم أبوشنب.
وقد بدأ المؤتمر بمحاضرة تربوية للأستاذ سامي جاد الشامي منسق اللغة العربية والمدرب المعتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات بعنوان كيف نجعل أبناءنا مبدعين استعرض فيها معنى الإبداع وكيف أصبح صناعة بل استثماراً وعندما يتعلق الإبداع بأغلى ثروة وهم أبناؤنا إنما نبني بهم مستقبلاً مشرقاً لأمتنا وجداً شامخاً لثقافتنا ولذلك ينبغي أن يؤهل القائمون على هذه الصناعة تأهيلاً علمياً وتربوياً ونفسياً ونبينا صلوات الله وسلامه عليه بين أن ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه. ويقول شاعرنا الحكيم:
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
فالمربون أباء ومعلمين تقع عليهم مسؤولية اكتشاف المبدعين وتنمية مهاراتهم الإبداعية وصناعتهم صناعة تربوية صحيحة.
وأكد المدرب الشامي أنه ينبغي تجديد طموحنا كمربين أولاً كي نوقظ ونخرج ثروة الإبداع الكامنة في نفوس أبنائنا قال الشاعر:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
ثم استعرض الشامي بعرض تقديمي ممتع معنى الطموح مفسراً ذلك بما جاء في الآيات القرآنية وأن نبينا المصطفى لم يطلب الاستزادة في شيء من الدنيا إلا في طلب العلم "وقل رب زدني علماً" واستشهد بما جاء في السنة النبوية العطرة كقوله عليه الصلاة والسلام "إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها" وكذلك ماجاء في السيرة النبوية من شواهد نورانية وقصص تربوية تشجع على علو الهمة والطموح وما ورد من أقوال الصحابة والتابعين ومنها قول عمر ـ رضي الله عنه ـ "لا تصغرن هممكم فإني لم أر شيئا أقعد بالرجل من سقوط همته" وأكد الشامي على استلهام عبق الماضي التلبد بأمجاده ليكون دافعاً ومحركاً لصناعة حاضر مشرق وغد أرغد لنترك في حياتنا بصمات إبداعية ونخلف وراءنا ما يفتخر به أبناؤنا كما نفتخر اليوم بمجد الآباء والأجداد وختم المدرب الأستاذ سامي جاد الشامي محاضرته التربوية بأن المسؤولية مشتركة وعلى المؤسسات التربوية والاجتماعية أن تقوم بدورها المنوط بها حتى نصنع مجد الأمة ونحقق الريادة في العالمين.
ثم تحدث الأستاذ محمود الدمنهوري النائب الأكاديمي مثنياً على المحاضرة الهادفة شاكراً المحاضر ثم قدم السيد مدير المدرسة للحديث, وفي تعليق جامع وجه فضيلة الشيخ محمد موفق لطفي مدير المدرسة رسائل تربوية هادفة لأولياء الأمور جاء فيها أهمية القيام بأمانة الأبناء كما فرض ربنا تبارك وتعالى لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "إن الله سائل كل راع عمَّا استرعاه حفظ أم ضيع" والمتابعة بل والتفتيش في كتب الطالب ودفاتره للتعرف على ما درس وما كلف به من واجبات لعله قد يكتشف قصوراً في أداء الطالب أو في أداء المدرسة فينبغي عليه المراجعة والتنبيه وإسداء النصح اللازم، وكذلك أن يكون الأب قدوة صالحة وعوناً لولده في طريق الهدى والخير والاستقامة فيصحبه إلى المساجد والمنتديات النافعة ومجالس الأهل والأرحام وليحذر أن يكون داعيا ـ بسلوكه ـ إلى السبل المعوجة التي تقضي عل مستقبل الابن، والاهتمام كذلك بأخلاق الابن وتصرفاته العامة ومحاورته دائماً بالأثر الطيب الذي تورثه الأخلاق الفاضلة لأصحابها، ثم توجه السيد مدير المدرسة برسائله التربوية للزملاء المعلمين ليكونوا كذلك قدوة خير للأبناء تلاميذ الأندلس وذكّرهم بأمانة المهنة وشرفها ـ وهم أهل لكل خير ـ وتقع على أيدهم صلاح الأمة بأسرها.
وفي نهاية اللقاء التربوي الكبير فتح المجال للمناقشة والحوار الهادف البناء مع السادة أولياء الأمور والاستماع لآرائهم واقتراحاتهم مما أحدث نوعاً من تكامل المسؤوليات والتأكيد على تعاون البيت والمدرسة.