قطر – الدوحة: المدرب المعتمد طارق عمر ضيفا مميزاً في عدد من المدارس المستقلة

قطر – الدوحة: المدرب المعتمد طارق عمر ضيفا مميزاً في عدد من المدارس المستقلة
المدرب طارق أثناء الإلقاء





بنشاط ملحوظ وتميز واضح قدم المدرب طارق عمر مدرب التنمية البشرية وأخصائي علاج النطق  مجموعة من المحاضرات والورش التوعوية التربوية المميزة لعدد من المدارس المستقلة بدولة قطر , والتي كان لها أثر طيب في فهم التربويين والعاملين بالمدارس لأهمية دورهم ولقيمة مساهمتهم في المجتمع

دع القلق وتكلم بطلاقة

 
القلق وعدم القدرة على التحدث بطلاقة أمام الجمهور هي إحدى المشاكل التربوية التي يعاني منها التربويين وهي محور أولى الورش التي قدمه المدرب بمدرسة الوكرة الثانوية. كان الهدف من هذا اللقاء هو توعية الآباء والتربويين بماهية اضطرابات الطلاقة الكلامية التي تعيق التواصل لدى الأبناء وتردي بهم إلى اضطرابات نفسية عديدة ينعزلون بها عن العالم ويرفضون الاستجابة إلى التقدم والانجاز.
 
وقد تطرق السيد طارق إلى العديد من الموضوعات الهامة المرتبطة باضطراب عدم الطلاقة مثل السلوكيات المتعلقة به وأسبابه ونسبة حدوثه ومقدار انتشاره في العالم. كما أشار إلى بعض الحقائق والأفكار الهامة المرتبطة بمفهوم التلعثم ومدى وعي الآباء بها.
 
ولأن من الأهداف الرئيسة أيضا هو التأكيد على دور الآباء والتربويين في عملية العلاج وتربية الأبناء تربية سوية تحفزهم على التحدث بطلاقة وتحفزهم على التفكير الإيجابي، كان لابد من التطرق إلى مفاهيم التغيير والتحفيز والتي من خلالها تستطيع الأسرة أن توفر البيئة المحفزة والمنبهة للتواصل والتغيير.
 
إن الحديث عن ما توصلت إليه التكنولوجيا العلاجية لم يغيب عن المحاضرة فقد تم الإشارة إلى الأجهزة الحديثة المستخدمة حاليا لمساعدة المتلعثمين على التحدث بطلاقة والتخلص من التلعثم.
 
وفي نهاية اللقاء شدد السيد طارق على أهمية الدور الذي تقوم به المدرسة والأسرة لمساعدة هؤلاء الأبناء للتخلص من اضطرابات التواصل والتي لو تم التعامل معها بشكل خاطئ سيصبحون سببا كبيرا في إخراج أفراد منعزلين مضطربين نفسيا وغير منتجين.
 
إن التفاعل الذي أبداه الحضور قد أثرى اللقاء والحوار، لذلك أحب أن أتوجه بالشكر لادارة المدرسة على استضافة هذا اللقاء وحسن استقبالها وإلى السادة المدرسات الفاضلات على خضورهن وتفاعلهن الايجابي والبناء.
 
 
 
كيف تتعامل مع طلاب المتلعثمين
إن التعامل مع الطلاب ذوي المشاكل التواصلية يحتاج إلى العديد من المهارات التي يجب تتوفر في التربوي المتعامل معهم.
من هذا المنطلق، كان تركيز المدرب طارق عمر على توعية مدرسي مدرسة البيان الإعدادية لهذه المهارات وكيف لهن أن يزدن من تفاعل الطلاب الذين يعانون من الاضطرابات الكلامية وبخاصة اضطراب التلعثم.
 
إن أكثر ما تميزت به هذه الورشة هو التركيز على الدور النفسي والمعرفي الذي يلعبه المدرس مع الطالب الذي لا يستطيع التواصل بفاعلية، والذي قد أدى هذا بالطالب إلى تدني مستواه الدراسي وأيضا إلى عزلة قد افترضها على نفسه لأنه لا يريد الدخول في خبرات جديدة قد تعود عليه بالسلب.
 
فدور المدرس والتربوي كبير جداً في توفير المكان والبيئة الآمنة التي تتيح له الكلام بحرية أكثر، ويوفر له الدعم المباشر والكثير جداً الذي بدوره يستطيع التواصل بفاعلية ودون خوف.
 
فالتشجيع المستمر، وإعطاء الفرصة للطالب للقراءة والتحدث بشكل منفرد معه وأيضا وضعه ضمن مجموعات صغيرة يما يضمن له تجنب المخاوف الناتجة عن الوقوف في الصف أمام جميع الطلاب يعطي له الدعم النفسي الكبير.
 
ومن الذي تميز به هذا اللقاء أيضاء نتيجة التفاعل الإيجابي والاستفسارات هو التطرق إلى موضوعات التواصل الفعال والبرمجة العصبية اللغوية. فكما يقول الخبراء في علم التواصل، أن الوزن الأكبر في عملية التواصل هي للغة الجسد والصوت وأن التواصل اللفظي يأتي في المرتبة الثالثة في عملية الاتصال وتوصيل الرسالة. لذلك فإن فهم المدرس لهذه العملية تمكنه أولا من توجيه الطالب وتدعيمه بأن هناك طرق اتصالية أخرى يمكنه الاعتماد عليها في التواصل ولا يعتمد فقط على التواصل اللفظي، مما يمنحه الفرصة للخروج من الحرج الذي يقع فيه نتيجة عدم قدرته على التواصل اللفظي، ويلفت انتباهه أيضا أنه لابد من استخدام تعبيرات وجهه ولغة جسده ونبرة صوته للتعبير بشكل أفضل وأسهل، وذلك كله ينعكس بالإيجاب على قدرته التواصلية وحالته النفسية.
 
ثانيا، إن قدرت التربوي على تفسير حركات العين، وقدرته على التعامل مع الطلاب بإختلافاتهم البصرية والسمعية والحسية، يعطي للمدرس فهما أكبر لطبيعة الطالب الذي يتعامل معه، ويعطي له فرص أكثر لتنويع الوسائل التعليمية المستخدمة والتي من خلالها تحفز، وتزيد من فرص المشاركة لجميع الطلبة بما فيهم ذوي الاضطرابات التواصلية.
 
 
أنهى السيد طارق حديثه بالتأكيد على رسالة المدرس التربوية التي هو مناط بها ومكلف بها وأهميته كمدرس في المجتمع من إخراج جيل صالح نافع لأمته ووطنه، وأنه سيستشعر الفخر الكبير في المستقبل عندما يجني ثمار نجاح تربيته وتعليمه لهؤلاء الطلاب، حينها سيعلم أنه قدم الكثير لنفسه ولغيره ولأمته.
 
 

وطبعا لا يسعنا إلا أن نشكر إدارة المدرسة والمدرسات على حسن أستقبالهم وتفاعلهم المثمر.

شارك