قطر- الدوحة: بدرة، المجتمع القطري يبحث عن التدريب الأكثر جودة

قطر-  الدوحة: بدرة، المجتمع القطري يبحث عن التدريب الأكثر جودة
صورة تذكارية لبعض المتدربين في نهاية دورة مدرب إيلاف ترين المعتمد


الدوحة، قطر - 2010-03-01



 

كتب - ناصر محمود في جريدة الوطن القطرية

أكد الدكتور محمد ابراهيم بدرة إن نوعية التدريب الذي تبحث عنه الشركات أو الأفراد بقطر يهدف إلى التدريب ذي الجودة، وذلك عكس ما كان يحدث في الماضي، فلم يكن التركيز على جودة الدورة ومعاييرها، خاصة في ظل صعوبة شروط إنتقاء المواد والمدربين. وأكد أن الدورة الحالية تميزت عن الدورة الماضية بنوعية الحضور المكثف الذي شهدته، خاصة وأن الشريحة التي شاركت متنوعة وتغطي أغلب مجالات المجتمع، بالإضافة إلى أن الشغف الكبير الذي لاحظه على المتدربين الذين كانوا يسعون إلى الحصول على المهارات أكثر بكثير من التركيز في الحصول على الشهادة.

 

جاء ذلك في ختام «دورة المدرب» المعتمد التي إنتهت فعالياتها في 25/2/2010 بفندق الميلينيوم تحت إشراف قسم التدريب والتطوير (إتقان) التابع لمركز شباب الدوحة بالتعاون مع إيلاف ترين-الدوحة، بمشاركة متدربون من مختلف المؤسسات وبحضور مدير الدورة علاء نصر والمدربين محمد بدرة  وحسين حبيب ومحمود الدمنهوري  وعبد الرحمن الحرمي  ومنى السعدي  وأحمد الخطيب.

وقال بدرة: أعتقد أن هذه الدورة هي الأولى بالخليج التي يستطيع المتدرب الخليجي أن يظل متفاعلاً معها منذ الساعة الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساءً، كما أن الدورة تتميز بوجود مجموعة كبيرة من المدربين، مثل المدرب أحمد الخطيب من فلسطين والمدربة منى السعدي من قطر و الأولى في الخليج.

وحول الدورة وتفاعل المشاركين أكد أن أهمية التدريب تزداد يوماً بعد يوم، حيث تتسع الأسواق لدرجة أن المدربين الموجودين لا يستطيعون تغطيتها، فتأتي هذه الدورة من أجل رفد سوق التدريب بمدربين مزودين بالمعارف والخبرات اللازمة، والهدف الأساسي لهذه الدورة هو أعداد المشاركين فيها نظرياً وعملياً ليكونوا مدربين مقتدرين وعلى كفاءةٍ عالية في تحليل الحاجات التدريبية، وتحديد الأهداف التدريبية، وتصميم الدورات، وتقديمها، وتقييمها، على أسس علمية وبمهارات عالية المستوى شكلاً ومضموناً.


تحقيق الأهداف والتطلعات

ومن جانبه قال عبد الله جاسم عضو مجلس إدارة مركز شباب الدوحة: أذكر أني قبل 12 يوماً ومع بداية هذه الدورة كان لدى كل شخص من المشاركين أهداف وتطلعات عند الالتحاق بهذه الدورة، وفي إعتقادي أن الكثير من هذه الأهداف قد تحققت اليوم، خلقت من ورائها أهدافاً أكبر لكل واحد منا يسعى إلى تحقيقها في المستقبل. وأضاف: أن قسم التدريب تحت إشراف حسين حبيب وعلاء نصر في مركز شباب الدوحة على استعداد للتعاون مع جميع المدربين المتواجدين في هذه الدورة وتوفير كل عوامل ووسائل النجاح لكم لتحقيق أهدافكم من خلال إقامة الدورات والأمسيات والمحاضرات والندوات. وتقدم بالشكر إلى مجلس إدارة مركز شباب الدوحة وجميع المنظمين والقائمين على تنظيم هذه الدورة والمتدربين جميعاً.

أما منى السعدي المدربة المعتمدة في ايلاف ترين فقالت: لقد شاركت في هذه الدورة للمرة الأولى العام الماضي، وعن طريقها أصبحت مدربة معتمدة في ايلاف ترين، لذلك أحاضر في هذه الدورة كمدربة مساعدة لإكتساب المزيد من الخبرات الممتعة عن طريق نخبة متميزة من المدربين في هذا المجال، بالإضافة إلى الإستفادة من خبرات المتدربين والمتدربات الجدد.

تفاعل كبير

وأضافت: أن من ضمن الملاحظات التي لمستها في هذه الدورة هو التفاعل الذي فاق التوقعات من المشاركين في الدورة، وتطور فكرهم وإدراكهم، اضافة إلى التطور المهاري التدريبي بتمارين مثبتة للمعلومات وتطبيقات مباشرة لها. وأوضحت السعدي أن العروض العملية التدريبية لمست رؤية التغيرات الفعلية للمتدربين كل يوم حيث يقوم كل متدرب بتقديم عرض يومي، يحصل من خلاله على تعليق من المدربين ومساعديهم وكذلك زملاؤه ليبدأ التعديل على العرض ومن ثم يحدث التغيير الفعلي للأفضل.

وأشارت إلى أن أبرز ما تميزت به الدورة هو التواصل مع المتدرب بعد الدورة وتحفيزة على تطبيق ما اكتسبه من أهداف على أرض الواقع ودفع المتدربين على العطاء لخدمة الذات والمجتمع.

أما أحمد الخطيب أحد المدربين المعتمدين فقال: إن أجمل ما لاحظته خلال هذه الدورة هي الحافزية الكبيرة التي يمتلكها المتدربون، فأنا دائماً أبحث داخل جميع الدورات التي أقوم بالمشاركة فيها عن لماذا يأتي المتدربون إلى هذه الدورات، وقد لمست أن هناك عدداً من المتدربين قادمون من إحساسهم الكبير بالمسؤولية تجاه وطنهم.

تطور كبير بمجال التدريب في قطر

وأضاف: أن هناك تطوراً كبيراً بمجال التدريب داخل قطر وأمامها الكثير، كما أنها قطعت خطى حثيثة بهذا المجال، فعلى الرغم من وجود الكثير من الأمور الحياتية التي تشغل الجميع بكافة أنواعها، إلا أنهم تحملوا الأعباء وجاءوا للمشاركة في تلك الدورة لإمتلاكهم الدافعية الكبيرة لتطوير وتحسين بلدهم.

وأشار الخطيب إلى أن هذا دليل على أن هناك حباً كبيراً داخل الأفراد على زيادة التعلم والتطور وصقل مهاراتهم، وذلك عن طريق توفير وإتاحة فرص لهم يستطيعون من خلالها تطوير ذاتهم.

من جانبه ذكر الأستاذ حسين حبيب السيد المشرف على قسم التدريب والتطوير بمركز شباب الدوحة والمدرب المساعد بالدورة أن دورة المدرب المعتمد تتميز بعدد من الفعاليات التي تتيح للمتدرب اكتساب المهارات اللازمة ليصبح مدرباً محترفاً على درجة عالية من المعرفة النظرية والعملية والأداء، لذلك فإن لهذه الدورة نظاماً خاصاً - يختلف عن باقي الدورات المألوفة - له متطلبات لوجستية من حيث الإعداد، والمواد اللازمة، والتوقيت، وتوزيع المهام وغير ذلك.

وأضاف: أن هذه الدورة تحديداً تتم بإستخدام تقنيات التعلم السريع حيث إنها تحتوي على أكثر من ثمانين نشاطاً مُعداً بإستخدام هذه التقنيات، فتستطيع أن تسأل المتدربين عن الوقت الذي ينفقونه وكيف ينفقونه، حيث إنهم يبدأون في الثامنة صباحاُ ويستمرون إلى السادسة مساءً مع استراحة لمدة ساعة واحدة فقط، وإذا سألتهم ستجد أن معظمهم لا يشعرون بهذا الوقت، وهذا ما يميز هذه الدورة.

إجتياز العقبات والمعوقات

محمود الدمنهوري مدرب معتمد في «ايلاف ترين» أكد أن جميع المتدربين سيجدون بعض العقبات والمعوقات بعد خروجهم من هذة الدورة، لذلك على الجميع أن يجمعوا تلك العقبات والتحديات وأن يجعلوا منها سلماً على طريق نجاحهمٍ، من خلال تحديد أهدافهم للإنطلاق إلى القمة ولكن على الجميع تسليح أنفسهم وهم في الطريق إلى القمة ببعض العناصر كالإيمان والإستقامة والإخلاص والصدق والحب.

وقال: أن جميع المتدربين سيجدون فرصاً كبيرة للنجاح والتفوق ولكن بشرط أن لا تصغوا إلى المهبطين أو الكسالى، وأذكر بعبارة «إذا لم تعط للحياة زيادة فأنت زيادة» وأؤكد بمقولة إلى بن عطاء الله السكندري وهي من حكمه «من لم تكن له بداية محرقة فليس له نهاية مشرقة».

وذكرت الدكتورة هناء الليث من مملكة البحرين والحاصلة على دكتوراه في التربية وتقويم المناهج أن الهدف من مشاركتها في هذه الدورة هو إتقان المهارات اللازمة للتدريب الإحترافي في مجال تنمية الموارد البشرية اضافة الى تبادل الخبرات مع الآخرين مشيرة إلى أن الدورة التي ينظمها مركز شباب الدوحة جاءت بتقنيات حديثة وإستراتيجيات متطورة وإجراءات منظمة تساعد على تطوير الأداء بشكل مميز.

وقالت: اني دائماً اسعى إلى تطوير مهاراتي وقدراتي في مجال التدريب، وقد إستطعت من خلال التفاعل مع المدربين أن أحصل على ما أسعى اليه، وأدركت في نفس الوقت أن التدريب مهنة شاقة جداً وليست مهنةً ذهبية أو مصدر ثراء، لذلك أتمنى أن أكون مدربةً جيدة وأستطيع تقديم جزء من المهارت والخبرات التي حصلت عليها خلال هذه الدورة.

أما سمير أحد المتدربين القادمين من سلطة عمان فقال: لقد علمت بالدورة عن طريق موقع مؤسسة ايلاف، لذلك أردت المشاركة بها لزيادة مهاراتي وقدراتي وعلى الرغم من مشاركتي في العديد من الدورات فقد وجدت هذه الدورة تعطي الممارسة أكثر بكثير من الدورات الأخرى التي تهتم بالجانب النظري.

من جانبه أشار المتدرب حميد سالم الهنائي الموظف بقسم التدريب بجامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان إلى أن الدورة متميزة من حيث المهارات والتطبيق العملي والتغذية الراجعة، وأضاف أنه إشترك في هذه الدورة لأجل الحصول على آليات ومهارات التدريب الإحترافي وتوظيفها في التدريب، وأنه يطمح بعد ذلك أن يخدم وطنه ومجتمعه بالتدريب الصادق الإحترافي ليكون من أفضل المدربين على مستوى السلطنة والعالم العربي.

المتدرب سامي الشامي أشاد بالدورة وذكر أنها غيرت الكثير في نظرته للتدريب وللتدريس وللتعامل مع الآخرين بشكل عام، فيما أوضح المتدرب عبد الله جاسم أن الدورة صقلت شخصيته، وأعطته الكثير من تقنيات التدريب التي سيستفيد منها في العروض وورش العمل.

وقد أشاد المتدربون بالدورة حيث ذكرت إحدى المتدربات أن هذه الدورة هي ما تبحث عنه لتطوير مهاراتها التدريبية باحترافية.

وإحتفل المدربون والمتدربون بختام الدورة، حيث قاموا بتوزيع الشهادات على الخريجين وسط فرحة كبيرة وسعادة غامرة، كما حرصوا على التقاط صورة تذكارية لجميع المشاركين في لفتة طيبة يضعها كل من شارك في ذاكرته.

الهدف من الدورة

وتهدف الدورة الى إمداد سوق التدريب بأفضل المدربين المزودين بالمعارف والخبرات اللازمة، حيث تتميز بالأهتمام التطبيقي العملي الذي يتيح للمتدرب اكتساب المهارات اللازمة ليصبح مدرباً محترفاً على درجة عالية من المعرفة النظرية والعملية والأداء، وذلك عن طريق التدريب بأحدث طرق التعلم في العالم ومنها طريقة التعلم السريع، كما أنها تفتح للمتدرب بعد الحصول على شهادة المدرب المعتمد آفاقاً واسعة وأبواباً من الإبداع.

وقد تناولت الدورة خلال 12 يوماً نظريات التعلم، وتصميم النظام التدريبي، وتصميم الدورات التدريبية والإلقاء، وترويج المدرب، وتحتوي نظريات التعلم على الخطوات التسع لغانغ، وأنماط التعلم لكولب، وتصنيف بلوم، فيما يتطرق النظام التدريبي إلى مراحل التحليل والتصميم والتطوير والتنفيذ والتقييم، أما تصميم الدورات التدريبية فتحتوي على نظرية عرض المحتوى ونظرية التفصيل، ووحدات التعلم القابلة لإعادة الإستخدام، ويحتوي الإلقاء على أخلاقيات التدريب، والتدريب بثقة، والإنصات والإستماع، ومعرفة الجمهور، وتنظيم متن الإلقاء، وإستراتيجية الإقناع وبناء الإقناع، ثم ترويج المدرب، والحديث عن المدرب وفن التدريب، والخدمات التي تقدمها مؤسسة ايلاف ترين. وقدمت الدورة خطوات التعليم لغانغ ومنها جذب الانتباه، وأخبار المتدربين بالأهداف، وذكر المعلومات السابقة، وعرض المضمون، وتقديم الإرشادات وهو ما يعرف بدليل التعلم.

 

المصدر: جريدة الوطن القطرية

 

شارك