قطر – الدوحة: تستهدف المسلمين من سن 14 حتى 50 سنة.. مؤسسة "راف" تطلق برنامجها "رمضان غيرني"
مدينة الدوحة |
أطلقت الإدارة الثقافية بمؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف" مشروعها الكبير خلال شهر رمضان المبارك بعنوان "رمضان غيرني" الذي يهدف إلى الاستفادة من رمضان بجميع جوانبه الروحية والشرعية والبيئية للوصول بالإنسان إلى التغيير الإيجابي في حياته وذلك بجامع موزة بنت فهد بمنطقة الدفنة.
وصرح السيد مال الله الجابر رئيس الإدارة الثقافية بالمؤسسة: إننا نستهدف من البرنامج: المسلمين جميعاً في العالم كله من عمر 14 إلى 50 سنة متبعين العديد من الأساليب في البرنامج: المادة النظرية، النقاش، التطبيقات، الاختبارات النفسية، وذلك على مدى شهر واحد هو شهر رمضان المبارك.
وقال إن المنهاج في هذا البرنامج يعمل على تحفيز العديد من المهارات داخل الأشخاص ومنها إرادة التغيير: وهي عقد العزم الحقيقي على التغيير للأفضل، وهي البداية الحقيقة لتغيير السلوك السلبي إلى إيجابي، وأيضا تنمية الذات: وهي الطرق التي يستخدمها الفرد للتغلب على أوجه القصور عنده، بغية رفع كفاءته الشخصية، وتقويم ذاته ليصبح أكثر اقترابا من تعاليم دينه، ورضا ربه، وكذلك التدين: وهو التكامل بين العمليات الوجدانية والمعرفية والسلوكية المتمثلة في العقائد الدينية والممارسات المتمثلة في العبادات والمعاملات والأخلاق الفاضلة لإرضاء خالقه، وتحسين علاقته بالآخرين، مع إبراز جانب التعاون: ونعني به مشاركة الآخرين في شئون الحياة المختلفة والمساعدة في أعمال الخير، والتدريب على التحكم في الذات: ونعنى به سيطرة الفرد على انفعالاته وضبط عواطفه وعدم الانسياق وراء رغباته، كذلك التحكم في الأفكار السلبية ومن ثم المشاعر السلبية فالسلوكيات السلبية.
وأشار إلى أن البرنامج يهتم بالتدريب على كيفية إدارة الوقت: ويعني الاستخدام الجيد والرشيد للوقت المتاح والاستفادة منه واستثماره بشكل فعال من خلال التخطيط والتنظيم وذلك لتحقيق الأهداف المهمة التي نسعى إليها في حياتنا الدنيا والآخرة والتعاطف: وهو الشعور بالآخرين والإحساس بمشكلاتهم والتودد إليهم والتألم لمصابهم والتفكير في حل مشكلاتهم والوقوف بجانبهم ويختم هذا الجانب بالانشراح: وهو حالة من السلام النفسي الداخلي، أي التصالح مع الذات والآخرين، وكذلك الشعور بالأمن النفسي والسكينة والهدوء، وكذلك الرضا عن الحياة والاستمتاع بها مما يضفى على الفرد حالة من السعادة.
وأكد أن هذا البرنامج يتميز بمزايا منها أنه جمع بين الرؤى الشرعية والنفسية التي تدعو كل مسلم إلى التغيير الإيجابي.. وإلى استثمار صيام رمضان لتقوى الإرادة وتتأجج الهمة في سبيل الرفعة والإصلاح والرقي بالنفس والفكر والمجتمع من حولنا، وكذلك فإن برنامج "رمضان غيرني" يحرص على الجمع بين التنظير والتطبيق.
وأشار الجابر إلى أن البرنامج مقسم لعدة جلسات حيث تدور الجلسة الأولى حول إرادة التغيير وتهدف إلى استثمار رمضان في عقد النية على التغيير الإيجابي مشتملة على التحدث عن ثلاثية التغيير "التفكير، الوجدان -المشاعر، السلوك"، مفاهيم أساسية في عملية التغيير "طبيعة الإنسان — النية — اتخاذ القرار — التغيير الإيجابي"، العوامل المساعدة على عقد النية على التغيير الإيجابي أن يجيب الفرد على الخمسة الأسئلة القادمة وهى:
· أولاً: من أنا
· ثانياً: ماذا أريد
· ثالثاً: لماذا أريد
· رابعا: متى أريد
· خامساً: كيف أحقق ما أريد.
أما الجلسة الثانية فستكون بعنوان( تنمية الذات) وتدور حول تنمية الفرد وتطوير سماته والوصول إلى مستوى جيد من الكفاءة الشخصية من خلال الاستفادة من شهر رمضان، والجلسة الثالثة تتحدث عن التعبد وتهدف إلى النظر إلى الدين على أنه كل شامل يأخذه جملة وتفصيلا (عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق). والامتثال لكل جوانب الدين، لا أن ينتقى منه ما يوافق هواه ويدع ما يخالف هواه.
وأما الجلسة الرابعة بعنوان (التعاون) وتهدف إلى التعرف على مفهوم التعاون وأهميته في حياتنا، وغرس هذه القيمة في نفوس الناس لاسيما في رمضان وتدور موضوعاتها حول التعرف على مفهوم التعاون وأهميته، التعرف على معوقات التعاون، التعرف على التعاون في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، التعرف على صور التعاون، كيفية غرس التعاون في النفوس.
كذلك فإن الجلسة الخامسة تتحدث عن (التحكم في الذات) وتهدف لتوضيح كيف يتعلم الصائم ويتعود من خلال شهر رمضان التحكم في والسيطرة على انفعاله لتجنب ما قد ينجم عن انفلاته انفعاليا من عواقب وخيمة تغضب ربه، وتؤذي أقرانه.
وأضاف أن الجلسة السادسة عنوانها (إدارة الوقت) وتهدف للتعرف على موضوع إدارة الوقت وكيفية إدارته لاسيما في شهر رمضان وذلك للتغيير الإيجابي باعتبار أن إدارة الوقت جزء من إدارة الذات نحو التغيير، وكذلك الجلسة السابعة والتي تتحدث عن (التعاطف) وتهدف إلى التعرف على قيمة التعاطف وأهميتها وكيفية توطيد النفوس عليها لاسيما في رمضان.
وتختتم الجلسات بالجلسة الثامنة التي عنوانها (الانشراح) والهدف منها كيفية الوصول إلى انشراح الصدر، ودور شهر رمضان في الوصول لانشراح الصدر الذي هو لاشك غاية ترتجى، ومطلب لكل إنسان، لما في انشراح الصدر من ذهاب للهم والغم والكرب وجلب للراحة والسعادة والطمأنينة والصفاء النفسي والنقاء الروحي، ومن أعظم أسباب شرح الصدر الإسلام، فمن يرد الله أن يمن عليه بالهداية والخير والسعادة يشرح صدره للإسلام وذلك كما أخبرنا المولى عز وجل في قوله تعالى " فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَن يُرِد أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ في السَّمَآءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) "سورة الأنعام: 125". ومن ثم فنحن المسلمين نملك قارورة الدواء التي يمكننا أن نشفي بها البشرية من آلامها وأوجاعها النفسية والاقتصادية وغيرها.
ولقد شرح الله صدر رسوله الكريم فقال (ألم نشرح لك صدرك) سورة الشرح:1، فالله تعالى شرح صدر نبيه للإيمان والعلم والحكمة والهدى والنور، وهذه منة على نبينا — صلى الله عليه وسلم — كما امتن الله — جل وعلا — بذلك على عموم الخلق، قال الله — جل وعلا —: (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ).
ولقد دعا سيدنا موسى أن يشرح الله صدره لما لشرح الصدر من أهمية كبرى يقول الله تعالى (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي) طه.
يشار هنا إلى أن الإدارة الثقافية بمؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف" لها العديد من المشاريع الثقافية التي تهدف من خلالها لنشر الثقافة الإسلامية بين ربوع المسلمين سواء في الداخل أو الخارج عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم "من يرد الله به خيرا يفقه في الدين"، ولذلك تنظم الإدارة المحاضرات وتقيم الندوات ومنها هذه الدورة المباركة (رمضان غيرني) لغرس ثقافة التغيير للأفضل والأحسن ليتم للأمة نهضتها ونموها وتطورها في العديد من المجالات.
المصدر: الشرق