قطر – الدوحة: دورة القراءة السريعة للمدرب المهندس أحمد الخطيب
المدرب المهندس الخطيب أثناء الدورة |
تمت في فندق ميلينيوم الدوحة في دولة قطر دورة مهارات القراءة السريعة التي نظمها فرنشايز إيلاف ترين الدوحة بالتعاون مع مركز شباب الدوحة، ودرَّبها المدرب الدوليالبحث عن جزيرة الكنز
بدأ المدرب الدورة باستخدام تقنيات التعلم السريع، من خلال ربط فكرة الدورة برحلة البحث عن جزيرة الكنز، وذلك باستخدام خريطة توحي بأنها موروثة من شيخ حكيم من التاريخ القديم، وبأن هذه الخريطة التي أعدها أحد الحكماء تناقلتها الأجيال حتى وصلت إلينا لنستهدي بها للوصول إلى الكنز الذي هو تشبيه للعقل البشري الذي يشبه الكنز في غناه وقدراته الهائلة التي بالكاد نعرف عنها ما يفيدنا في حياتنا كبشر، وحتى ما نعرفه لانطبقه ولا نوظف منه إلا الجزء اليسير، وبالتالي فالوصول إلى الكنز هو الوصول إلى توظيف قدراتنا العقلية في القراءات المتنوعة في سرعاتها وأساليبها، والتذكر الفعال والقدرة الهائلة على تلخيص واسترجاع المعلومات المقروءة بكل الظروف، وبطرق تناسب تنوع أنماط المتدربين على اختلافها.
عندما يلفك الأخطبوط
وحتى يتمكن المتدربون من مقارنة تقييم أدائهم ومقدار تطور مهارتهم، قام المدرب بإجراء اختبار للسرعة والاستيعاب في اليوم الأول وذلك قبل تدريبهم على تقنيات تسريع القراءة، ثم شرح لهم معوقات تسريع القراءة من خلال مجسم أخطبوط تمثل أذرعه أسباب بطء القراءة، وبدأ التدرب على إزالة هذه الأسباب، وكلما تمت إزالة أحد هذه الأسباب، كان يتم إزالة الذراع المقابلة للأخطبوط، وبعد ذلك قام بإجراء الاختبار الثاني الذي ثبت للمتدربين من خلاله أن تسريع القراءة بشكل صحيح يؤدي إلى زيادة الاستيعاب وليس إنقاصه، على عكس الفكرة المألوفة التي تقول بأن البطء يؤدي إلى التركيز، وانتهى اليوم الأول بطلب المدرب من كل متدرب إحضار كتاب خاص به في الأيام التالية من الدورة (من مكتبته الخاصة) ليختبر تطور قراءته من خلاله.
وفي اليومين الثاني والثالث استمرت التدريبات على التقنية الأساسية في القراءة السريعة (تقنية الكلمة كلمة) والتي استطاعوا من خلالها الوصول إلى معدل وسطي بالسرعة يتجاوز ثلاثة أضعاف السرعة التي بدأوا الدورة بها، ومع نسبة استيعاب أيضاً تجاوزت بحوالي /20/ % النسبة التي بدأوا الدورة بها، تخلل ذلك تدريبات ذاكرة، وكذلك تدريبات تخيل موضوعها الإبحار للبحث عن جزيرة الكنز، وكذلك البحث في الجزيرة، وقد كان لتدريبات الذاكرة والتخيل هذه أثر ايجابي جداً، حيث ساعدت المتدربين على تعلم الاسترخاء والوصول بالذهن إلى حالة ألفا التي تؤدي لزيادة التركيز والتذكر بشكل واضح.
وفي نهاية اليوم الثالث بدأ التدرب على تقنية القراءة التعددية، وعلى المزيد من تدريبات التذكر، وتمكن كل متدرب من تحديد الطريقة التي تلائمه (من حيث حركة اليد ونموذج التذكر) لتنفيذ القراءة التعددية التي تستخدم لسرعات أعلى بكثير من تقنية الكلمة كلمة، ولكن بنسبة استيعاب أقل بحوالي 20% منها.
في اليوم الرابع تم التدرب بشكل كامل على تقنية القراءة التعددية ونماذج التذكر حيث شعر المتدربون بمدى أهميتهما في توفير الوقت والجهد من خلال السرعات العالية التي تدربوا عليها حيث وصلوا إلى سرعة تقارب (2000 كلمة في الدقيقة) باستيعاب لايقل عن 70%، مما زاد من قناعتهم بأهميتها خصوصاً عند قراءة المواضيع التي لاتحتاج إلى الكثير من التدقيق في تفاصيلها كالروايات والمواد السردية والنظرية بالعموم، وهذا ما منحهم المزيد من الدافعية والتحفيز للتدرب على الخرائط الذهنية في اليوم الخامس.
في بداية اليوم الخامس والأخير تم إجراء الاختبار الخاص بالقراءة التعددية حيث تمكنوا من الوصول إلى سرعة وسطية تجاوزت (800 كلمة في الدقيقة) مع نسبة استيعاب وسطية قاربت 80%، وبعد هذا الاختبار كانوا في شوق حقيقي لإجراء تجربة حية في القراءة السريعة، حيث قام كل منهم بقراءة جزء من كتابه الخاص وشرح محتواه لزميله بشكل واضح جداً ويدل على نسبة استيعاب شبه تامة، مما زاد في ثقتهم بالفوائد الهائلة للقراءة السريعة والخرائط الذهنية، وكذلك ثقتهم الكبيرة بقدراتهم على الفهم والتلخيص والاسترجاع من خلال ممارسة تقنياتها المختلفة.
وقد شارفت الرحلة على نهايتها بتدربهم على التلخيص والتذكر والاسترجاع، وذلك من خلال تعلم استخدام الخرائط الذهنية في كل تقنيات القراءة السريعة، واكتشاف روعتها، الأمر الذي كان تتويجاً لأهداف الدورة التي تم انجازها واحداً بعد الآخر طيلة أيام الدورة.
وتم الاختتام بطريقة إبداعية مميزة حيث أجرى المدرب لهم تمرين استرخاء وتخيل وجههم من خلاله إلى مكان وجود صندوق الكنز، وعند إيجاد الصندوق وفتحه، كانت المفاجأة المثيرة حيث وجد كل متدرب هديته داخل الصندوق التي احتوت على محبرة، وريشة كتابة، وحكمة مكتوبة على ورق يشبه ورق البردى، في إشارة رمزية إلى أن الحكمة التي تأتي من المعرفة تمثل الكنز الحقيقي لكل إنسان يسعى إلى تطوير نفسه وقدراته.
توزيع الشهادات باستخدام لعبة اللوحة والأسهم
تلا ذلك توزيع الشهادات بطريقة جديدة أيضاً (باستخدام لعبة اللوحة والأسهم)، حيث طلب من كل متدرب تسليم الشهادة لزميله بحسب الرقم الذي يظهر بعد تصويبه الأسهم إلى اللوحة الرقمية الخاصة بهذه اللعبة الممتعة.
إلى من يهمه الأمر
وأخيراً قام المدرب بتوزيع نموذج تقييم جديد ومبتكر تم تلخيصه من خلال توجيه رسالة عنوانها "إلى من يهمه الأمر" حيث أخبرهم بأن على من يريد نشر هذه الرسالة على الموقع أن يكتبها بالأخضر، وقد كتبها كل المتدربين بالأخضر، وهذا بعض ما جاء في تلك الرسائل:
كتبت المدربة منى السعدي في وصف اليوم الأخير:
وصول إلى لؤلؤة لم أكن أحلم بامتلاكها، ووعد قطعته في تنفيذ خطة مستمرة قد بدأت بنسجها لتنعكس هالة من الإشعاع حولي وحول من يحيطني مهما كان امتداد المحيط. مع الشكر والتقدير للمدرب المتميز أحمد الخطيب الذي يعود لعطائه تألق هذه الدورة.
كتب أيضاً الطالب الجامعي أحمد المهندي في نهاية اليوم الأخير:
وأخيراً، أنصح بهذه الدورة لما بها من فائدة عظيمة توفر الوقت والجهد، وتزيد من سرعة القراءة والاستيعاب لتجعلنا قراء مثقفين ننهض بأمتنا (وبالله التوفيق).
كتب أيضاً المتدرب إسماعيل محمد أبو زود في نهاية اليوم الأخير:
وصلت سرعتي الحالية إلى(500 كلمة في الدقيقة)، وزالت الشكوك التي كانت موجودة. حقيقةً: كل إنسان لديه موارد، وللأسف فانه لايستغلها بالأسلوب الأمثل.
كتب أيضاً المتدرب عبد الملك بن محمد علي الشيخ – طالب دراسات عليا – في وصف مجريات الدورة:
في اليوم الأول بدأت بمعدل(100 كلمة في الدقيقة)
وفي اليوم الثاني بدأت الشكوك في الزوال، وكانت هناك نتائج، ولم أصدق ما يحدث
وفي اليوم الثالث بدأت أتلمَّس التغير بشكل ملحوظ، وتطورت أكثر في القراءة
وفي اليوم الرابع أراحتني كثيراً الطريقة التعددية، وبدأ التطور الملحوظ
وفي اليوم الخامس والأخير أمسية جميلة ووضع خطط للمستقبل، ولكن بوجه جديد وروح جديدة
كتب أيضاً المدرب حسين حبيب السيد – مدير إيلاف ترين الدوحة – في وصف مجريات الدورة:
في اليوم الأول تغيير مفهومنا للقراءة، وكسر الاعتقادات السابقة والخاطئة عن الدورة
واليوم الثاني تحدي النفس والعقل من خلال تقنية القراءة كلمة كلمة، والارتقاء بالسرعة والاستيعاب معاً
وفي اليوم الثالث تستطيع قراءة (1000كلمة بالدقيقة)...أتحدَّاك أن تفشل
وفي اليوم الرابع القراءة التصفحية نقلة نوعية أخرى في قراءتك، وإظهار لمواهبك ومهاراتك
وفي اليوم الخامس ختام رائع، وأسلوب مميز في الختام، وتثبيت المعلومة بطريقة مبتكرة. دورة أظهرت شخصية المدرب المحبوب والراقي الأستاذ أحمد الخطيب، شكراً لجهودك.
كتبت المدربة سيرين الطويل في وصف الدورة:
في اليوم الأول قررت تحييد الخارطة وتقُّبل الجديد
وفي اليوم الثاني وثقت بنفسي أكثر، وبدأت أشعر بالتغيير الايجابي
وفي اليوم الثالث تعلقت أكثر بالدورة لانتظار المزيد
وفي اليوم الرابع الاستعداد لكل تمرين والإجادة فيه بفاعلية واقتدار
واليوم الخامس مر بسرعة عجيبة....وزاد تعلقي بالقراءة السريعة كهدف ومبدأ مستقبلي، ليتك تُجَرِّب مثلي.
كتب أيضاً المتدرب محمد عطية في وصف مجريات الدورة:
في اليوم الأول تعرفت على سرعتي القديمة في القراءة
وفي اليوم الثاني بدأت الانطلاق نحو القراءة السريعة
وفي اليوم الثالث اندهاش من نتيجة القراءة السريعة
وفي اليوم الرابع تحققت من قدرة العقل الكبيرة في اكتساب المهارة الجديدة
وفي اليوم الخامس لاعودة للماضي، وأهلاً بمستقبل جديد بقدرات جديدة
كتب أيضاً المدرب عبد القادر الشيخ في وصف مجريات الدورة:
في اليوم الأول كان هناك عدم إدراك لأهمية القراءة السريعة
وفي اليوم الثاني بدأت أستوعب الطريقة ولكن مع بعض الصعوبة
وفي اليوم الثالث كانت ممتعة وشيقة، وتعتبر اختصار للوقت والجهد
واليوم الرابع رائع جداً لأنني عرفت وتمرنت على طريقة تفيدني كثيراً
وفي اليوم الخامس شكراً لك ياأستاذي على هذا المجهود والعطاء، انه مجهود جبار ويفيد كل من يبحث عن التميز، مع كل تقديري لك يا أستاذ أحمد
كتب أيضاً المدرب حمزة الدوسري في وصف مجريات الدورة:
في اليوم الأول استسلم وسلِّم واسمع وجرِّب قبل أن ترفض، فالمستحيل موجود فقط في عقلك
اليوم الثاني التجربة أكبر برهان
اليوم الثالث جرِّب فلن تصدق النتائج
و اليوم الرابع أقل مايقال عنه وااااااااااو
وفي اليوم الخامس ضع خطتك وابدأ ولا تقف هنا، ضع أهداف وحققها. رجاءً لاتقف بل استمر واستمر
انطلاقة جديدة حقيقية
وانتهت الدورة باتفاق المدرب والمتدربين على أن نهاية الدورة تمثل بداية انطلاقة جديدة حقيقية لهم في عالم المعرفة والبحث باستخدام تقنيات القراءة السريعة والخرائط الذهنية، التي ستمكنهم من قراءة واستيعاب وتذكُّر كميات مضاعفة من الكتب والمراجع بزمن قياسي، ومجهود بسيط جداً بالمقارنة مع الطرق التقليدية للقراءة البطيئة العقيمة.