قطر – الدوحة: ليلة شبابية للتعريف بأهمية التواصل الاجتماعي
مدينة الدوحة |
حضر اللقاء السيد جمال فايز نائب رئيس مكتب شؤون احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية والسيد ناصر الجابري رئيس قسم الأنشطة والمعسكرات والسيد غانم آل ذياب رئيس القسم الثقافي والمحاضران الدكتور أسامة الجيلي والدكتور إبراهيم عطية.
بدأت المحاضرات بكلمة للدكتور أسامة الجيلى مصطفى - مركز التأهيل الاجتماعي - تناول فيها الذكاء الوجداني الذي عرفه بأنه القدرة على اكتساب المعلومات والتعلم والاستدعاء واستخدام المعلومات لفهم المفاهيم العينية والمجردة وفهم العلاقات بين الأشياء والأفكار واستخدام المعرفة والمعلومات بطريقة لها معنى وهدف واضحان والقدرة على التحليل والتركيب والتميز والاختيار وعلى التكيف إزاء المواقف المختلفة ، كما أنه الاستعداد النفسي الذي ينزع بصاحبه إلى الشعور بانفعالات معينة تجاه شخص أو شيء أو فكرة، والقدرات والمهارات التي تساعدنا في التعرف على مشاعرنا الذاتية ومشاعر الآخرين لنكون أكثر تحكما في انفعالاتنا وتحفيز أنفسنا، وإقامة علاقات أفضل مع الآخرين.
وأشار الجيلي إلى أن هناك نوعا من الذكاء الاجتماعي المرتبط بالقدرة على مراقبة الشخص لذاته وعواطفه وانفعالاته ولعواطف وانفعالات الآخرين والتمييز بينها واستخدام المعلومات الناتجة عن ذلك في ترشيد تفكيره وتصرفاته وقراراته، موضحاً أن الذكاء العاطفي هو الاستخدام الذكي للعواطف فالشخص يستطيع أن يجعل عواطفه تعمل من أجله ولصالحه باستخدامها في ترشيد سلوكه وتفكيره بطرق ووسائل تزيد من فرص نجاحه سواء في العمل أو المدرسة أو الحياة بصورة عامة.
وتطرق إلى الحديث عن الوعي الذاتي قائلاً : إن الوعي هو أن يفهم الإنسان عواطفه وأحاسيسه واحتياجاته ودوافعه ويتعلم من خبرات وتجارب الماضي، أن يتقبل النقد البناء وتكون لديه ثقة في نفسه ويعرف قدراته وقيمه وأهدافه معرفة دقيقة، ويعرف نقاط القوة والضعف لديه، ويكون مخلصا مع نفسه ومع الآخرين، ويحمل كثيرا من التفاؤل والأمل والتحكم في الانفعالات.
وأكد أهمية التحفيز الذاتي لدى الإنسان .. فهو يدفعه إلى الميل للانجاز بصورة تفوق التوقعات، ويحفز نفسه بالانجاز بدلا عن المكافآت الخارجية ويتابع التقدم في الانجازات المرتبطة به، ويتحمس لاكتشاف وسائل جديدة لإنجاز أعماله، ويظهر طاقة عالية لإنجاز الأعمال بصورة أفضل، ويقدر الزملاء والأصحاب ويفتخر بالانجاز المتميز.
من جهته تحدث الدكتور إبراهيم عطية استشاري اجتماعي بالمركز عن مهارات التواصل الفعال مع الأشخاص الآخرين. وقال إن الهدف من هذه الدورة التعرف علي معني الاتصال وعناصره وأهدافه، وأهمية عملية التواصل في حياتنا اليومية ، إضافة إلى تبني أساليب الاتصال المناسبة في المواقف المختلفة واكتساب مهارات التواصل الفعالة في التعامل مع الآخرين.
كما تحدث عن الاتصال الذي يعتبر حجر الزاوية في بنيان المجتمع الإنساني ولا تتم المعاملات اليومية بدون الاتصال .. مشيرا إلى أن 70% من وقت الإنسان يقضيه في الاتصال.
وقال عطية إن الاتصال الفعال هو عمليه اجتماعية مستمرة ذات اتجاهين تستهدف نقل وتبادل المعاني والمعلومات والقيم والمثل والأفكار والحقائق والمشاعر والأحاسيس من طرف المرسل إلى طرف المستقبل بهدف الحصول على استجابة من الطرف المستقبل .. موضحاً أن مفهوم الاتصال هو المشاركة والتفاهم حول شيء ما وتفاعل بين مرسل ومستقبل وتبادل لأفكار أو أحداث أو مشاعر وتحدث عملية الاتصال بأشكال مختلفة.
وتطرق إلى الحديث عن أهداف الاتصال وهي تكوين اتجاهات فكرية، التزود بالمعلومات والمعرفة، التسلية والترفيه والاحتكاك والتقارب والتعارف.. ومن أنواع الاتصال : الكتابي، المرئي، الشفهي، الحركي والاتصال الالكتروني.
وأكد أهمية الاتصال الكبيرة ، معتبرا اياه المركبة التي تسمح للقائد بإنجاز كل مهامه، فالمرء يقضى 80% من وقته في الاتصال والتعامل مع الآخرين، وهو عملية ضرورية لإقامة شبكة علاقات قوية ومؤثرة بين الناس، كما أنه يساعدهم فى أن يعيشوا جماعه ذات أهداف وعقائد وأمانٍ ومعلومات مشتركة .. موضحا أن أهمية عملية الاتصال تظهر من خلال الإعلام وصناعة الرأي العام، الدعاية والترويج والإعلان، التربية والتعليم والتدريب، الحرب النفسية والإشاعات السياسية والدبلوماسية، والعلاقات العامة والإنسانية.
من جهته تحدث الأستاذ صالح غريب مذيع إذاعة قطر عن التغير الاجتماعي في قطر قائلاً: إن التغير الاجتماعي في قطر مر بمرحلتين وهما مرحلة ما قبل ظهور النفط وما بعد ظهوره .. مشيراً إلى أن ظهور النفط ساهم في اختفاء الكثير من العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية الإسلامية من ضمنها الزي القطري.
وأضاف : اختفاء العادات والتقاليد ساعد على ظهور الكثير من الوسائل التي أصبحت تستخدم بشكل سلبي وخص بالذكر "البلاك بيري".
وأشار غريب إلى أن إدارة الأنشطة والفعاليات الشبابية تقوم بدور كبير في عملية صد التغيرات الاجتماعية التي تحدث في المجتمع القطري ..موضحا أن المجلس قديماً كان له قيمة اجتماعية كبيرة فهو يعمل على تعليم الأطفال الصغار كيفية استقبال الضيوف.
وقال : التغيرات الاجتماعية التي حدثت بالمجتمع القطري كانت للأسوأ، وهذا ما نلاحظه الآن في المجمعات التجارية فنشاهد الشباب القطري يقوم بتقليد الكثير من العادات الدخيلة على المجتمع .. ولفت إلى اختفاء الكثير من مظاهر الاحتفال بشهر رمضان التي كان يمارسها الأجداد، حيث لم يتبق من هذه العادات سوى الغبقة الرمضانية التي أصبحت تقدم في الخيام الرمضانية.
وأضاف غريب : الآن عندما نذهب إلى سوق واقف لتناول الأكلات الشعبية لا نشعر بلذة الهريس وغيره من الأكلات الشعبية الا في شهر رمضان المبارك، إلا أنه عندما نذهب للمجمعات التجارية تجد الكثير من الناس يحملون أطناناً من السلع الاستهلاكية لذلك أصبح الشهر المبارك عبئاً كبيراً على ميزانية الأسرة القطرية .. كنا في السابق نرى بعد صلاة العصر الصواني والصحون توزع على الجيران، لكن هذه العادات والتقاليد اختفت من مناطق عديدة في قطر.
وأعرب عن أسفه كون الغرب ينظر إلى منطقة الخليج وكأنها أنابيب بترول فقط بدون حضارة او ثقافة أو عادات وتقاليد اجتماعية تراثية. ووجه عددا من الأسئلة تتعلق بالعادات والتقاليد إلى الشباب المشاركين في المحاضرة التراثية التي قدمها وشجعهم على ذلك بإحضار عدد من الهدايا لتقديمها للشباب الذي تجاوب معه.
المصدر: جريدة الراية