معركة تحرير التدريب عنوان مقال للكاتبة المبدعة عبير آل جبار

معركة تحرير التدريب عنوان مقال للكاتبة المبدعة عبير آل جبار
الكاتبة عبير آل جبار





نشرت صحيفة الشرق مقال رائع للكاتبة عبير آل جبار بعنوان معركة تحرير التدريب.

في كل مجال علمي بشقيه الإنساني والإداري في الدول الرأسمالية يوجد اختبار مزاولة يكشف عن قدرة المقدمين على هذا المجال قبل البدء بممارسة تلك الأعمال، سواء كان لحسابه الخاص أو الانضمام إلى كيان قائم وهذا يحصل بعد الدراسة الأكاديمية، منها على سبيل المثال لا الحصر اختبار رخصة مزاولة مهنة الطب والتمريض والعقار والمحاسبة والتغذية وغيرها كثير، في كندا كل شيء لابد له من اختبار وهو ليس لتعقيد الأمور وإنما للحفاظ على أهمية كل خدمة وجودتها المقدمة للمستفيدين كلّ سواء، فالهدف هنا نوعي وليس ماديا. ليس الغرض فرض حواجز تعيق الفرد أو الكيان عن تحقيق هدفه المادي (الربح) وإنما بقصد حماية كل مجال من المتطفلين (كل من هبّ ودب) ففي كل مجال يوجد دخلاء منهم أصحاب الشهادات المزورة وأصحاب المتاجرة بالاعتمادات. قطاع التدريب والتنمية البشرية هو أحد المجالات التي تتضرر كثيراً من أربعة عناصر: وزارة التجارة، ووزارة العمل، والمؤسسة العامه للتدريب التقني والمهني، والتاجر بالتدريب . وزارة التجارة هي الجهة المخولة بإصدار رخص إقامة مؤسسة تدريبية فدون تشديد في المعايير أو المتطلبات المعيارية أصبح كل شخص التحق بدورة يستطيع أن يمتلك معهدا تدريبيا، بما أن الشهادات التدريبية (على قفا من يشيل) ولو كان هناك تعاون منسق ما بين وزارة العمل والتجارة والمؤسسة العامة للتدريب لتمكنوا من ضبط تسريب حنفية المدربين من خلال إيجاد اختبار لـ(الغربلة) المدربين أسوة ببقية المهن بالتعاون مع أكاديميات التدريب العالمية والأشخاص المؤسسين لهذه المدرسة علمياً وليس تجارياً، دون وضع الجنسية عنصرا في ذلك لأن الأفضلية في ذلك يكون في الخبرات العملية والتغذية الراجعة من مؤسسات تعاملت مع المدرب واستشعرت في عملها بدوره وأثره، وهذا هو الخطأ الذي ارتكبته وزارة العمل حين فكرت بسعودة التدريب. التدريب علم له أبجديات كالطب لا يمكن لمن يكون في الملحمة (المسالخ) أن يعمل في التشريح، لعلّي أستعين بالمثل الشامي لتكون الفكرة أوضح لكل الأفراد (مو كل من صف صواني صار حلواني). أصبح الجميع مدربين ويملكون أوراقاً لا ترقى إلى شهادات أو رخصة لأنها أصدرت جراء حضوره دورة، بمعنى أنه كان موجودا لا أكثر دون تطبيق لذلك ودون أدنى مهنية في ذلك خصوصاً مع كثرة مسميات الدورات والاعتمادية، لدرجة أنني أتوقع أنه سيكون هناك مدرب معتمد في تقشير البطاطا أو حتى اعتمادية في نفخ البالون. سؤال يدور في عقل كل مدرب هل تصدر شهادات اعتماد كمدرب إطفاء حريق للجمهور المتفرج لحادثة إطفاء حريق ؟! حضرتُ دورة تدريب مدربين بعد دوام 12 يوما كاملة على يد كوكبة أطلقت عليهم جيش تحرير التدريب من إيلاف ترين وهي الساعية إلى الحفاظ على ماهية التدريب، جيشاً بنوعية ما يملكون للحفاظ على مخرجات هذا العلم والمصداقية والتطوير الفعلي. هل يستوي برنامج 12 يوما بمعدل 12 ساعة يومية ببرنامج أقل من ذلك ويُدعى تدريب مدربين ؟! حالة عدم التنظيم في هذا المجال أفقدته أهميته الحقيقية وأفقدتنا مصداقيتنا.
فاصلة ليست للختام وإنما لأسقط الضوء مجدداً على مسؤولية من يؤمنون أن التدريب قبل المادة هو علم إنساني مثله كبقية العلوم له أهميته وله معاييره لا يمكن أن يكون هناك مدرب باعتمادات وهمية أو ورقية بعد اليوم وذلك لا يتم إلا بتكاتف الجهات الثلاث بالتعاون مع المدربين النوعيين لتحريره وحفظه من الاستغلال بإصدار اختبار مزاولة مهنة مدرب بإشراف الأكاديميات الدولية المتخصصة بالتدريب، الدكتور محمد بدرة كان يقول (وحده الصدق يقلب عين الأشياء حقيقة) الصدق في هذا المجال كفيل بأن يصنع البشر ذهباً لا العكس ويصون التدريب أيضاً.

شارك