القيادة الفعّالة باستخدام تقنيات التعلم السريع من تأطير المدرب عبدالوهاب بوجمال
صورة جماعية |
تعتبر القيادة عملية تحريك مجموعة من الناس بإتجاه محدد ومخطط له وذلك بتحفيزهم على العمل باختيارهم، والقيادة الناجحة تحرك الناس في الإتجاه الذي يحقق مصالحهم على المدى البعيد.
وإسهاماً منه في صناعة القائد الإيجابي الناجح والمتميز، نظّمت جمعية السلام للإنماء الاجتماعي - فرع سيدي بنور - في المغرب دورة تكوينية حملت عنوان "القيادة الفعالة"، من تأطير المدرب المعتمد في التنمية البشرية عبد الوهاب بوجمال، والتي استمرت ثلاثة أيام من 5 إلى 7 يونيو 2015 بمؤسسة الفصيح للتعليم الخاص بسيدي بنور. حضر الدورة متدربون ينتمون إلى قطاعات مختلفة، شملت في التربية والتعليم أساتذة وإداريين، وهمت في الفلاحة والقطاع الخاص بعض الأطر والتقنيين.
توزعت محاور هذا التكوين على ثلاثة أقسام، القسم الأول جاء عبارة عن مدخل مفاهيمي، همّ بالأساس تعريف القيادة وتطور مدلولها عبر الزمن، وأهم العناصر التي تتألف منها، وأوجه الإختلاف بينها وبين الإدارة، وأهم صفات القائد وأنماط القيادة.
كما تمَّ رصد أهم المحاولات التي نظرت لفن القيادة، وتتكون من ثلاث مجموعات:
- نظريات الخصال الشخصية التي تهتم بالخصال التي يتمتع بها القائد
- النظريات السلوكية التي تركز على سلوك القائد.
- نظريات الطوارئ أو القيادة الموقفية التي تعالج العلاقة بين الموقف وسلوك القائد.
وقد تخللت هذا المحور عدة تمارين استهدفت ترسيخ معاني القيادة لدى المتدربين وما يستتبع ذلك من ضرورة رفع المستوى القيادي كل في مجال عمله، في اتجاه تحقيق التأثير الإيجابي على الآخرين. وبعد مراجعة ومناقشة مضامين القسم الأول، معززاً بأمثلة من مختلف المجالات بغرض الإقناع والتأثير، تواصل استمتاع المتدرببن مع مدربهم خلال اليوم الثاني الذي كان حافلاً بالإنجاز، حيث شكل القسم الثاني من الدورة التدريبية محطة للتفاعل وإبداء الرأي والمناقشة والمحاجة المنطقية بشأن سؤال عريض: كيف أصبح قائدا فعالاً؟، فقد تم تحليل وتوضيح عدة تقنيات مرتبطة أساساً بإدارة الوقت وتعيين الأفراد والتفويض والتحفيز، فضلاً عن مهارات تحديد الأهداف، وقواعد قياس وتقييم أداء الأفراد، وكذلك تدريب وتنمية عناصر الفريق، وما يستلزم ذلك من اتصال فعال. كل هذا من أجل تركيز جهود القائد على توسيع دائرة التأثير لتتطابق مع دائرة الإهتمام.
ولتعزيز مضامين المحتوى الأول والثاني من الدورة، تكرم المدرب عبد الوهاب بوجمال بأمسية تدريبية إضافية امتدت قرابة ثلاث ساعات، في موضوع: تقنيات الاتصال الفعال ( المقاربة النسقية)، ومن أهم المحاور التي تم تناولها في هذا الصدد:
- توضيح الفرق بين الإنصات والتواصل وبيان عناصر كل منهما.
- إبراز أنواع الإنصات (الإنصات التشخيصي - الإنصات الأخلاقي).
وما يتصل بها من تقنيات وإرشادات تحتاج إلى تمرين وتدريب في إطار المقاربة النسقية. أما القسم الثالث، فقد خُصص لمعالجة عوامل نجاح القائد وأداء الأفراد من حيث الكفاءة والالتزام، كما تم الجواب على سؤال: ما معنى تناسب الأنماط القيادية؟
وعموماً، فقد تميزت أجواء التدريب بروح مرحة والتعلم في جو طفولي، بحواس مرهفة، زاد من يقظتها تقنيات التعلم السريع التي وظفها المدرب. كما سادت الألفة بين جميع المتدربين الذين عبروا عن راهنية موضوع الدورة، وأهمية تكريس ثقافة التدريب والإستثمار في الذات. جاء ختام أعمال هذه الدورة في جو إحتفالي، حيث تم توزيع الشهادات على جميع المتدربين اللذين اجتازوا الدورة بنجاح.