سوريا - اللاذقية: دورة دبلوم البرمجة اللغوية العصبية لأعضاء جمعية رعاية المكفوفين في اللاذقية مع المدرب د.محمد عزام القاسم

من جديد يتفوق المدرب الاستشاري الدكتور محمد عزام القاسم على نفسه في تحدي تدريبي جديد من نوعه، حين قدم دورة دبلوم البرمجة اللغوية العصبية لأعضاء جمعية رعاية المكفوفين في اللاذقية، في دورة من تنظيم جمعية المدى للتنمية الاجتماعية ضمن فعاليات حملة تدريب وتأهيل مليون شاب سوري مجاناً.

انطلق التحدي قبل بداية الدورة حيث عمل الاستشاري على صوغ المحتوى التدريبي بأسلوب يناسب ويرتقي لحالات المتدربين، وكانت البداية...

نقاشات رائعه بدأت بين المدرب ومتدربيه ومستوى عالي من الثقافة، التوازن والوعي ظهرت في القاعه منذ اللحظات الأولى للدورة... وكان ختام اليوم الأول بعبرة للجميع أن هؤلاء المتدربين قد فقدوا البصر... لكنهم ليسوا مكفوفين... هم مكتفيين ببصيرتهم الحادة عن حاسة البصر.

بنيت الدورة بشكل مختلف جذرياً حيث تم توزيع المتدربين الذين تجاوزوا العشرين ضمن القاعة إلى مجموعات يرافق كل منها مدرب مساعد وبدأ الحديث عن الأنظمة التمثيلية والبرامج العقلية العليا مع التركيز أن كل البشر لديهم الأنظمة الأربعة حتى المكفوفين فهم يملكون القدرة على التخيل.

في الأيام التالية تمت الاستعانة بتسجيلات صوتية تغطي أغلب محاور الدورة حيث تم عرض افتراضات البرمجة بهذا الأسلوب وطلب من كل مدرب مساعد مناقشة المجموعة المشرف عليها في كل فرضية على حدة ليدخل مدرب الدورة ويعزز المفاهيم الإيجابية فيها ويجيب على تساؤلات المتدربين وإسقاطاتهم للفرضيات على واقعهم.

اليوم الثالث كان يوماً مرحاً بامتياز، فبالإضافة إلى روح المرح الموجودة لدى المتدربين وتقبلهم المباشر لمدربهم وكادر التدريب في الدورة كان تمرين البوالين محطة جديدة للمرح، حيث أطلق المتدربون الطفل من داخلهم وبدأوا بوضع سؤال داخل كل بالون يخص كل مجموعة على حدا وعمل المتدربون على نفخ بوالين مجموعاتهم ومن ثم تبادلو البوالين وعملوا على فرقعتها لإخراج الأسئلة والإجاية عنها.

وفي اليوم الختامي تم استكمال ما تبقى من محاور الدورة ثم بدأ التقييم النهائي في مقر جمعية المكفوفين، وتم توزيع المتدربين على مجموعات جديدة وطُلب من كل مجموعة أن تقوم بمشهد تمثيلي أو أن تقدم قصيدة شعرية أو أنشودة تلخص ما تم اكتسابه من الدورة، فكان الجو مرحاً سعيداً مليئاً بالأحاسيس الإيجابية، عبر من خلاله المتدربون عن محبتهم لمدربهم وكادر التدريب الذي رافقهم خلال الأيام الأربعة مركزين على أن إحساسهم أوصل لهم احترام مدربهم لهم خلال مدة الدورة وانعكاس ذلك في هندامه الذي لم يستطيعوا رؤيته لكنهم استطاعوا الاحساس به من خلال صدق تعامله ومحبته.

وبعدها تم توزيع الشهادات على المتدربين واللذين قدموا من جانبهم الهدايا للمدربين وشهادات الشكر لمدرب الدورة د. محمد عزام القاسم ولجمعية المدى، وكان الختام بكلمات منفصلة من مدرب الدورة وكادر التدريب فيها والمدرب أول لينا ديب كممثلة لإدارة حملة تدريب وتأهيل مليون شاب سوري مجاناً والمهندسة رشا خيربك رئيسة جمعية المدى للتنمية الاجتماعية فكان ختاماً مختلفاً عن كل دورة يعد بالكثير في مجتمع صغير انتفت فيه صفة الاحتياجات الخاصة ليظهر المجتمع ككل والذي هو بحاجة فعلا لبصيرة أوسع ليرتقي إلى مستوى من اكتفوا بعالمهم النقي عن أضواء الحياة كلها.